الصين تدخل خط المواجهة ضد رسوم ترامب على الصلب
تدابير إدارة ترامب تثير ردود أفعال عنيفة عالميا، وزعماء حول العالم يتعهدون باتخاذ إجراءات انتقامية.
أكدت الحكومة الصينية أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة وستعمل مع الدول الأخرى للتصدي للتدابير "التعسفية" التي تتخذها إدارة دونالد ترامب، عقب تعهد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية عالية على واردات الصلب والألومنيوم من 12 دولة على رأسها الصين.
وقال وانغ هيجون مدير مكتب التحقيقات التجارية بوزارة التجارة الصينية في بيان، إن تحرك الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على الصلب و10 % على الألومنيوم من شأنه أن يلحق ضررا بالغا بآليات التجارة متعددة الأطراف التي تمثلها منظمة التجارة العالمية، وسيكون لها أيضاً بالتأكيد أثر سلبي كبير على النظام التجاري الدولي.
وأضاف البيان: "إذا كانت الإجراءات الأخيرة للولايات المتحدة ستضر بالمصالح الصينية، فإن الصين ستعمل مع الدول المتضررة الأخرى في اتخاذ إجراءات صارمة لحماية حقوقها ومصالحها".
وأشارت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" أن القرار الأمريكي أثار ردود أفعال عنيفة عالميا، حيث أعرب زعماء من كل من آسيا وأوروبا عن غضبهم وتعهدوا باتخاذ إجراءات انتقامية.
ووصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اقتراح التعريفات الضريبية لترامب بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، في حين حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من أن الاتحاد الأوروبي لن يكون لديه خيار سوى الرد بالمثل إذا نفذت الولايات المتحدة خططها لفرض رسوم جمركية.
وقال يونكر: "إذا فرض الأمريكيون تعريفات على الصلب والألومنيوم، فعلينا أن نتعامل مع المنتجات الأمريكية بنفس الطريقة، يجب أن نُظهر أنه بإمكاننا أيضا اتخاذ إجراءات صارمة للتصدي لتدابير الولايات المتحدة التعسفية".
ورد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الجمعة بشأن وصف الخبراء قراره فرض تعريفات ضريبية على واردات الصلب والألمونيوم إلى أمريكا بأنه "حرب"، بأنه عندما يفقد بلد ما مليارات الدولارات على التجارة مع كل بلد تقريباً يتعامل معها، فلا مانع من نشوب حرب تجارية بل إنها ستكون أمرا سهلاً وستنتصر فيها الولايات المتحدة بلا شك.
وجاء الإعلان عن فرض الرسوم الجمركية في الوقت الذي يتواجد فيه المستشار الاقتصادي للرئيس الصيني، ليو فى الولايات المتحدة في محاولة لنزع فتيل التوترات التجارية بين البلدين.
كما اجتمع المستشار ليو مع الممثل التجاري الأمريكي روبرت ليثايزر ومدير المجلس الاقتصادي الوطني جارى كوهن ووزير الخزانة ستيفن منوشين في واشنطن.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الجانبين "عقدا محادثات صريحة"، وأضافت "لقد أعربنا عن قلقنا إزاء العجز التجاري وانعدام المعاملة بالمثل للشركات الأمريكية والقضايا المتعلقة بنقل التكنولوجيا والحواجز الخاصة بالوصول إلى الأسواق الصينية". وأكدت أنهم مازالوا منفتحين على تبادل الأفكار حول كيفية حل هذه المخاوف.
وكانت الصين قد أعربت عن أملها في أن تؤدي زيارة ليو التي استمرت منذ يوم 27 فبراير وحتى 3 مارس إلى استئناف محادثات "الحوار الاقتصادي" المعلقة مع الولايات المتحدة ووقف تهديد العقوبات التجارية المفروضة على بكين.
وقال أندرو ميرثا المتخصص في السياسة الصينية بجامعة كورنيل الأمريكية إن التدابير التعسفية التي تتخذها إدارة ترامب بشأن التعريفات الضريبية، يمكن أن تعطل صفقة من الصفقات التجارية بقيمة 250 مليار دولار، والتي كان قد أُعلن عنها عندما زار الرئيس الأميركي بكين في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.