إلغاء تحديد الولايات الرئاسية بالصين.. تأشيرة حكم مدى الحياة لـ"شي"؟
إلغاء نظام الولايات الرئاسية المحددة تكرر في عدة دول، لكنه انتهى إلى نتائج مختلفة.
صادق الحزب الشيوعي الصيني، قبل أيام، على إلغاء الحدّ الأقصى المحدد من قبل الدستور للرئاسة بولايتين، ما يعبّد الطريق أمام شي جين بينج الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 5 أعوام، نحو رئاسة مدى الحياة.
لكن هل يعني هذا التغيير المقترح أنّ تشي سيكون رئيس الصين حتى الموت؟.
سؤال طرحته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير اعتبرت فيه أنّ الأدلة القادمة من دول أخرى مرت بتجارب مشابهة، متضاربة.
ويعتبر مفهوم تحديد فترة الحكم قديما، ويعود على الأقل إلى اليونان القديمة. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فتمت مناقشة الفكرة من قبل توماس جيفرسون وألكسندر هاملتون، غير أن صياغتها في القانون لم تتم إلا بحلول عام 1951.
ووفق دراسة أجراها بونيفاس دولاني، محاضر في العلوم السياسية بجامعة مالاوي، باتت ثلاثة أرباع جميع الأنظمة السياسية الرئاسية في العالم تحظى، بحلول 2009، بنوع من الحد القانوني لفترة الحكم.
أما فيما يتعلق بالصين، فذكرت الدراسة أن تحديد الولايات الرئاسية تضمنه دستور 1982 الذي كان يسعى إلى إصلاح أخطاء فترة حكم ماو تسي تونج الفوضوية.
لكن بما أن الصين تمكنت من تحديد فترات رئاسية، فالمؤكد أن بإمكانها أيضا إلغاءها، والصين ليست أول دولة تقوم بهذا التغيير في العالم.
ألكسندر باتورو، الأكاديمي بجامعة مدينة دبلن في أيرلندا، والذي يجري دراسة حول الفترات الرئاسية، خلص إلى أنّ نحو 60% من رؤساء أمريكا اللاتينية وأوراسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، قرروا تمديد فترة بقائهم في الحكم، وذلك في الجزء الأخير من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين.
وعموما، بدت جهود إلغاء القيود الزمنية على فترات الحكم ناجحة، وتم تمرير 79% من القوانين التي تهدف إلى التخلص من هذه القيود على السلطة، حسبما وجد دولاني أثناء دراسته لـ48 دولة ناقشت إلغاء فترات الرئاسة.
فترات الرؤساء 4 مجموعات
من جانبها، قسّمت "واشنطن بوست" الدول التي خضعت لتجارب مماثلة إلى أربع مجموعات، تشمل الأولى منها بعض زعماء العالم ممن ألغوا تحديد الولايات الرئاسية، أو قاموا بتمديد ولاياتهم الرئاسية، لكنهم تنحوا عن الحكم بعد ذلك بإرادتهم.
وم بين هؤلاء، رئيس البرازيل السابق فرناندو هنريك كاردوسو، الذي مدد ولايته الرئاسية الأولى ليحصل على ولاية ثانية، لكنه تنحى عن المنصب في نهايتها عام 2002.
أما المجموعة الثانية، فتضم حكاما آخرين ظلوا في الحكم حتى نهاية حياتهم بعد تغيير نظام الولايات الرئاسية.
ومن بين هؤلاء رئيس فنزويلا الراحل هوجو شافيز، الذي توفي عام 2013 بعد 4 سنوات من إلغاء نظام تحديد الولايات الرئاسية، إلى جانب رئيس تايوان السابق شيانج كاي شيك، الذي أطاح أيضا بنظام الولايات الرئاسية المحددة عام ،1948 وظل في الحكم حتى وفاته عام 1975.
وفي المجموعة الثالثة زعماء تركوا مناصبهم بعد إلغائهم نظام الولايات الرئاسية المحددة، لكن رغما عنهم، مثل الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، الذي قام بإلغاء الفترات الرئاسية بشكل تدريجي على مدار 23 عاما، قبل أن تتم الإطاحة به عام 2011.
مجموعة أخيرة تضم رؤساء تخلصوا من نظام الولايات الرئاسية المحددة، ولا زالوا يحكمون بلادهم حتى الآن ومصيرهم غير معروف.
ومن أبرز هؤلاء، رئيس الكاميرون بول بيا الذي يحكم بلاده منذ 1982، ورئيس أوغندا يويري موسيفيني (منذ 1986)، ورئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف (منذ 1990).
كما تضم القائمة رئيس طاجيكستان رحمون إمومالي، ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو وكلاهما يحكم منذ 1994، إضافة إلى رئيس رواندا بول كاجامي الذي يحكم بلاده منذ 2000.
الصحيفة الأمريكية قالت إنه -ورغم أن مصير المجموعة الأخيرة من الزعماء لا يزال مجهولا- إلا أن الدليل القوي يشير إلى أنه ستتم الإطاحة بهم رغما عنهم أو يتم اغتيالهم، ولن يحكموا بلادهم مدى الحياة.
كما لفتت الصحيفة إلى وجود زعماء آخرين تمكنوا من إحكام قبضتهم على السلطة دون إلغاء نظام الولايات الرئاسية، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي مارس/آذار الماضي وافق الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في اليابان، على تمديد فترة ولاية رئيس الحزب، وهو تغيير من شأنه أن يجعل شينزو آبي رئيس الوزراء الأطول خدمة في فترة ما بعد الحرب باليابان.
وقرر الحزب تمديد ولاية رئيسه إلى 3 فترات متتالية، مدة كل منها 3 سنوات، بدلا من اثنتين، أي لمدة حكم 9 سنوات، ومن الممكن أن يسمح هذا التعديل ببقاء آبي في منصبه حتى عام 2021.
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز