تراجع مخيف في أعداد بطاريق القطب الجنوبي.. 60% خلال 50 عاما
درجات حرارة منطقة القطب الجنوبي تصل مؤخرا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، إذ سجّلت 18.3 درجة مئوية في 6 فبراير.
تراجعت مستعمرات البطريق شريطيّ الذقن بأكثر من النصف في مناطق من القارة القطبية الجنوبية، ما أثار مخاوف علمية بشأن هذا النظام البيئي العالمي.
وبعد أكثر من شهر على حصر البطاريق الموجودة في جزر شيتلاند الجنوبية، يظن الباحثون أن الاحترار العالمي وراء التراجع الحاد في أعداد هذا النوع من الطيور، التي تحصل على اسمها من الشريط الأسود الذي يمتد على ذقونها ووجنتيها، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ووجد الفريق المكون من 4 علماء من جامعة ستوني بروك الأمريكية في الولايات المتحدة أن 52 ألفا و786 زوجا فقط من الطيور على جزيرة الفيل، بانخفاض 58% عما كان عليه في المسح الأخير الذي أجري عام 1971.
وأجرى العلماء الذي سافروا مع بعثة منظمة "السلام الأخضر" البيئية إلى المنطقة إحصاءً لأعداد البطاريق، وأظهرت الأرقام حجمًا مماثلًا من التراجع على جزر مختلفة، لكن العدد الكلي عن كل جزيرة لن يصدر حتى انتهاء البعثة.
وقال الباحثون إن الاتجاه كان واضحا ومقلقا، إذ تتقلص مستعمرات البطاريق شريطية الذقن، تاركة مساحة لأنواع أخرى من البطاريق، الجنتو، للانتقال إليها.
وأكد نوح سترايكر، عالم الطيور وباحث البطاريق في جامعة ستوني بروك، خلال مخيم بحثي يستهدف عشرات آلاف البطاريق في إحدى جزر شيتلاند الجنوبية، إن هذا يوضح أن شيئاً ما في البيئة البحرية تغير تغيراً جذرياً منذ سبعينيات القرن العشرين.
وأشار إلى أنَّ معدلات التكاثر الناجح مطردة، ما يعني أن السبب في تراجع أعداد البطريق شريطي الذقن هو شيء ما يؤثِّر على صغار الطيور.
ويعتقد العلماء أنَّ الأمر الأكثر ترجيحاً هو اضطرابات المناخ، إذ أدى الاحترار الذي تسبب فيه الإنسان إلى ارتفاع درجات حرارة فصل الشتاء في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية بحوالي 5 درجات مئوية، وهي أعلى من مستويات ما قبل العصر الصناعي، ما تعد واحدة من أسرع معدلات الارتفاع في العالم.
ومؤخرًا، وصلت درجات حرارة منطقة القطب الجنوبي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، إذ سجلت 18.3 درجة مئوية في 6 فبراير/شباط، بينما كان آخر توثيق قد رصد ارتفاع الحرارة 17.5 درجة مئوية في مارس/آذار 2015، بحسب ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أنَّ التغير المناخي أدَّى إلى تراجع الجليد البحري والمحيطات الأكثر دفئا، ما يعني انخفاض الكريل، المكون الرئيسي لنظام حمية البطاريق.
ونقلت الشبكة عن هيذر جيه لينش، الأستاذة المساعدة في علم البيئة والتطور بجامعة ستوني بروك، إن هذا الانخفاض الكبير في أعداد البطريق يشير إلى تغير النظام البيئي للمحيط الجنوبي تغيراً جذرياً خلال الخمسين عاماً الماضية.