سوريا في قلب تحركات دبلوماسية.. حشد لدعم «الانتقال السياسي الشامل»
في إطار مساعي حكومة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن لتحقيق «انتقال سياسي شامل» في سوريا،
في إطار مساعي حكومة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن لتحقيق «انتقال سياسي شامل» في سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس، مع العاهل الأردني الملك عبد الله.
ووصل بلينكن إلى المنطقة في محاولة لحشد الدعم لخطوط عريضة تأمل واشنطن في أن ترسم مسارا لما سيحدث في سوريا مستقبلا، وسيتوجه إلى تركيا في وقت لاحق من اليوم.
وواصفا معايير العملية الانتقالية، قال بلينكن للصحفيين في العقبة قبل لحظات من توجهه إلى أنقرة: "يجب أن تكون شاملة وغير طائفية"، مضيفًا: "يجب أن تدعم وتحمي حقوق جميع السوريين، بما في ذلك الأقليات ومنها النساء".
وحذر أيضا من استغلال جماعات مثل تنظيم «داعش»، سوريا قاعدة للإرهاب والتطرف، قائلا إن هذه المبادئ ضرورية من أجل نجاح العملية.
وأضاف "(إنها) ضرورية أيضا للفوز بالاعتراف والدعم الدوليين اللذين تحتاج إليهما سوريا بشدة".
وتلعب المعارضة المسلحة على رأسها هيئة تحرير الشام دورا رئيسيا في دمشق بعد أن قادت هجوما خاطفا انتهى بالإطاحة بالأسد وإنهاء حكم عائلته الذي استمر أكثر من 50 عاما.
وقال ميلر إن بلينكن والملك عبد الله ناقشا أيضا الحاجة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب إسرائيل في غزة يشمل إطلاق سراح الرهائن.
وتشن طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي مئات من الهجمات على أهداف في شمال سوريا عقب انهيار حكومة الأسد، بما يشمل بطاريات مضادة للطائرات وقواعد جوية ومواقع لإنتاج الأسلحة فضلا عن طائرات مقاتلة وصواريخ.
وذكر بلينكن أن إسرائيل قلقة إزاء حدوث أي فراغ في السلطة من شأنه أن يملأه «المتطرفون، إلا أن واشنطن تتحدث مع الإسرائيليين حول طريق المضي قدما»، على حد قوله.
وتابع بلينكن: "من المهم حقا أيضا في هذا الوقت أن نحاول كلنا ضمان ألا نشعل مزيدا من الصراعات".
مصر والعراق على الطريق
ولم تكن القاهرة ولا العراق المجاور بعيدًا عن تلك التطورات في سوريا، فرئيس الوزراء محمد شياع، أجرى الخميس، اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لمناقشة الوضع في دمشق.
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية، فإن المسؤولين تناولا الأوضاع في سوريا، وسبل استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق بما يضمن سيادته ووحدة وسلامة أراضيه.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن الاتصال تناول -كذلك- الأوضاع الإقليمية واستعراض التطورات في قطاع غزة ولبنان، حيث أكد الزعيمان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون شروط أو عراقيل، كما شددا على أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، محذرين من تداعيات استمرار وتصعيد الصراع على أمن واستقرار المنطقة ومقدرات شعوبها.
دمشق تحت العيون التركية
في السياق نفسه، قال مصدران مطلعان لـ«رويترز» إن إبراهيم كالين رئيس جهاز المخابرات التركي موجود في دمشق اليوم الخميس، بهدف عقد محادثات مع القيادة السورية الجديدة.
وقالت وزارة الإعلام السورية: "وصل وفد تركي-قطري إلى دمشق يضم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين ورئيس جهاز أمن الدولة القطري خلفان الكعبي برفقة فريق استشاري موسع وسيُعقد الاجتماع مع القائد العام لغرفة التنسيق العسكري أحمد الشرع ورئيس الوزراء السوري محمد البشير".
ونفت وزارة الخارجية التركية أن الوزير فيدان موجود في دمشق لإجراء محادثات، قائلة إنه في تركيا.
وحضر فيدان فعاليات في أنقرة الخميس، بما في ذلك وصول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية أنتوني بلينكن في أنقرة غدا الجمعة. ولم تؤكد الدوحة بعد أن الكعبي وصل إلى دمشق.
وستكون زيارة كالين هي الأولى لمسؤول أجنبي كبير إلى دمشق منذ أن أطاحت المعارضة المسلحة بالرئيس بشار الأسد يوم الأحد بعد هجوم خاطف، منهية حكم عائلته الذي استمر 50 عاما.
ولم يعلق جهاز المخابرات التركي بعد على الزيارة، إلا أن وكالة (يني شفق) الإعلامية التركية وقناة تي.في نت، بثتا مقطع فيديو أظهر كالين خلال زيارة الجامع الأموي في دمشق وسط إجراءات أمنية مشددة.
ورأى صحفي من «رويترز» سيارة واحدة على الأقل تتحرك صوب الجامع وسط أمن مكثف وحشود ضخمة، لكن لم تتضح هوية راكب السيارة.
aXA6IDMuMTM2LjE3Ljg5IA== جزيرة ام اند امز