أنتوني هوبكنز ينتقد الممثلين الشباب بسبب «التمتمة»
انتقد السير أنتوني هوبكنز الممثلين الشباب بسبب تمتمتهم في الأدوار ومحاولتهم تقليد مارلون براندو، محذّراً من أن ذلك قد يدمّر مسيرتهم.
وجّه السير أنتوني هوبكنز انتقادات لاذعة للممثلين الشباب بسبب "تمتمتهم" أثناء أداء حواراتهم في محاولة لمحاكاة بعض أكبر نجوم هوليوود، معترفاً بأنه حذّر بعضهم من أنهم "لن يبقى لهم أي مستقبل مهني".
الفائز بالأوسكار، البالغ 87 عاماً، هو واحد من عدة أسماء بارزة تتأمل مسيرتها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي يدخل عامه الخامس في مدينة جدة الساحرة بالسعودية.
وبعيدا عن المجاملة في آرائه، اعترف أنتوني بأنه يعتقد أن بعض الممثلين الشباب يحاولون تقليد النجم الشهير مارلون براندو.
كما استعاد ذكرى أدائه لدور هانيبال ليكتر في فيلم "صمت الحملان"، مؤكداً أنه لا يؤمن بفكرة “الاندماج الكامل في الشخصية”، وقال إنه كان يعرف "في أعماقه" أنه قادر على أداء دور القاتل المضطرب.
وكان أنتوني قد انتقد سابقاً الممثلين الشباب بسبب تمتمتهم في أثناء نطق الحوارات، وكرّر هذا الموقف خلال ظهوره في جلسة "محادثة مفتوحة" التي حضرها مع زوجته ستيلا.

وقال: "الممثلون الشباب يميلون إلى التمتمة. أعلم أنهم يحاولون تقليد مارلون براندو، لكن براندو كان أعظم تقني على الإطلاق. كان يفهم كل شيء. كان رجلاً شديد الذكاء، ويعرف تماماً كيف يؤدي".
ثم أضاف تجربته مع ممثل شاب حاول التمتمة في دوره: "قلت له: لن يبقى لك أي مستقبل إذا ظللت تتمتم. مهمتك في هذا الفيلم هي رواية قصة". وأردف: "الفن في هذا الفيلم هو رواية قصة. الأمر لا يتعلق بالمكياج أو التأخر في موقع التصوير. أنت تُدفع لك لتكون في الوقت المحدد، وإلا فارحل".
وتابع: "قلت لذلك الممثل الشاب: وظيفتك أن تنطق الجملة بوضوح. الجمهور دفع ليصغي لك، وإلا كان بإمكانك الذهاب إلى الحديقة المجاورة. قلت له: لا يمكنك أن تعمل بهذه الطريقة".
وأضاف: "عملت مع ممثل قبل سنوات، ولم أسمع عنه منذ ذلك الحين. ربما يكون جيداً، لكن كان يُقال إنه سيكون جيمس دين الجديد، لكن براندو ودين وكل هؤلاء الممثلين الكبار في أسلوب الـ'منهج'، كانوا يعرفون ماذا يفعلون، وخاصة براندو".
كما أشاد أنتوني بزوجته ستيلا، زوجته منذ 23 عاماً، مؤكداً أنها كانت مصدر إلهامه ليصنع أفلامه الخاصة، ما قاده لكتابة وتلحين وإخراج فيلمه "سليبستريم" عام 2007.
وقال: "قالت لي ستيلا: عليك أن تكتب. قلت لها: لا أستطيع الكتابة. فقالت: ماذا؟ ليس فقط أخبرتني بأن أكتب، بل قالت: يجب أن ترسم. قلت: لا أستطيع الرسم. فقالت: نعم تستطيع. يجب أن تؤلف الموسيقى. قلت: لا أستطيع العزف. فقالت: افعل ذلك".
وأضاف: "كان لدي أوركسترا في الرياض العام الماضي، فقط لأنها تحدتني أن أتحدى نفسي. وعندما تنظر إلى المعجزة التي نحن عليها جميعاً، قطنا، كلبنا، حيواناتنا الأليفة، حتى الذبابة على الجدار… كل هذا معجزة".
وتابع: "الأمر لا يتعلق بالتواضع. لماذا؟ لا نعرف. لكني أعتقد أن داخل كل واحد منا هدايا كثيرة. إذا شعرت بالرغبة في الكتابة، فاكتب. همنغواي قال ذلك: إذا أردت أن تكتب، ابدأ في الصفحة الأولى".
ثم انتقل للحديث عن فيلمه "سليبستريم": "سألتني ستيلا: ماذا ستكتب؟ لم أكن أعرف. وبدأت القصة. لم أعرف إلى أين ستذهب. لطالما أثّر فيّ شيء حدث لي عندما كنت صغيراً".
وأضاف: "كنت في العاشرة تقريباً وكدت أغرق في مسبح. لم أغرق لحسن الحظ. لكنني كنت خارج قدرتي على السباحة ورأيت رؤى، لمحات من واقع آخر. رأيت نفسي. ثم خرجت وفكرت: ما كان ذلك؟ كان أشبه بارتجاج".

"فكرت أن تأثير الفيلم سيكون في نهاية الفيلم عندما يموت الرجل. لكن في بدايته يتعرض لصدمة، لكنك لا ترى الحادث. تسمع صرير الإطارات ثم الاصطدام". "ثم تنتقل إلى واقع آخر، حيث يتجول البطل في المطهر. كل شيء تغيّر. ما أراه ساحراً هو الأحلام. ما معنى الحلم؟ حلمت الليلة الماضية حلماً غير منطقي، لكنه أثناءه كان يبدو حقيقياً بشكل غريب". ثم استعرض كيف حصل على دور هانيبال ليكتر في "صمت الحملان": "أرسل لي وكيلي السيناريو، قال: أريدك أن تقرأ 'صمت الحملان'. ظننته قصة أطفال. قال: لا. قال: الدور لرجل يُدعى ليكتر".
"وصل السيناريو إلى المسرح في لندن، وبدأت قراءته. وعندما وصلت إلى الصفحة العاشرة، اتصلت بوكيل أعمالي، جيريمي كونواي، وقلت: هل الدور عرض مباشر؟ قال: المخرج سيأتي لرؤيتك غداً في لندن، واسمه جوناثان ديمي. قال: ما رأيك؟ قلت: إنه أفضل دور قرأته في حياتي".
وأضاف: "في رأيي، لا تحتاج إلى أن تصبح الشخصية. لأنك ستفقد عقلك. لست ضد من يفعل ذلك، لكنه لا يناسبني. أعرف أن بداخلي، في أعماقي، إمكانية الوصول لكل جوانب النفس البشرية، بما فيها الجوانب المظلمة".
وواصل: "قال لي المخرج: كيف تريد أن نراك في المشهد الأول؟ نائماً؟ جالساً؟ قلت: لا. أريد الوقوف في منتصف الزنزانة. قال: واقفاً؟ قلت: نعم. لأني أستطيع أن أشم قدومها في الممر. ليس بمعناه الحرفي، لكن لأنه واعٍ بوجودها. عندما يراها، تنطلق فيه طبيعة أخرى، إعجاب سريع بها. أحبها بطريقة ما. جاءت لرؤيتي. الآن يمكنني الاستمتاع".