الرضع والمضادات الحيوية.. تأثير ضار يمتد لأمد طويل
حذرت دراسة جديدة من خطر علاج الأطفال حديثي الولادة بالمضادات الحيوية في الأسابيع الأولى من حياتهم؛ بسبب تأثيرها الضار طويل الأمد.
وتوصلت الدراسة إلى أن المضادات الحيوية تؤدي لانخفاض عدد البكتيريا النافعة الموجودة في أمعاء الرضع، وزيادة مقاومة مضادات الميكروبات في المستقبل، وفقاً لموقع Science Daily الأمريكي.
وأضاف الموقع أن الباحثين طالبوا الأطباء بضرورة استخدام المضادات الحيوية بطريقة تسبب ضرراً أقل لميكروبيوم الأمعاء (مجتمع الميكروبات التي تعيش في الجسم) لدى حديثي الولادة.
ووفقاً للإرشادات الحالية، فإنه يتم وصف المضادات الحيوية واسعة المجال والتي يتم توجيهها إلى مجموعة واسعة من البكتيريا لـ4% إلى 10% من الأطفال حديثي الولادة، ولكن الخبراء يحذرون من أن المضادات الحيوية هذه توصف في معظم الحالات دون داع، وأنه في نهاية المطاف يتم تشخيص إصابة نسبة صغيرة فقط من الذين يتلقون هذه الأدوية بالعدوى.
وفي الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "Nature Communications"، أجرى باحثون من جامعتي "إدنبرة" و"برمنجهام" والمركز الطبي الجامعي في أوتريخت بهولندا تجربة إكلينيكية شملت 227 طفلاً لمعرفة كيفية تأثير المضادات الحيوية على ميكروبيوم الأمعاء لديهم.
وتلقى حوالي 147 رضيعاً مشتبها في إصابتهم بالعدوى، واحدا من 3 علاجات شائعة بالمضادات الحيوية، وقورنت نتائجهم مع 80 طفلاً لا يشتبه في إصابتهم بالعدوى ولم يوصف لهم مضاد حيوي.
وتم أخذ عينة من براز جميع الأطفال قبل العلاج وبعده، وذلك في عمر شهر وأربعة و12 شهراً، ثم تم تحليل العينات بحثاً عن الميكروبات التي تكون ميكروبيوم الأمعاء الخاص بهم، وكذلك الجينات البكتيرية المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات.
ووجد الباحثون انخفاضاً كبيراً في مستويات أنواع مختلفة من الميكروبات النافعة، والتي تساعد في هضم لبن الأم وتعزز صحة الأمعاء وتدعم الدفاع المناعي ضد العدوى، وذلك لدى حديثي الولادة الذين تلقوا المضادات الحيوية، مقارنة بالأطفال الذين لم يتلقوا المضادات.
ووجد الفريق أيضاً زيادة في عدد البكتيريا المسببة للأمراض وزيادة في الجينات المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات في المجموعة التي تلقت المضادات الحيوية.
وأضافت الدراسة: "لوحظ تغيير في 251 نوعاً من 695 نوعاً من البكتيريا المختلفة التي تم فحصها بعد العلاج، مما أدى إلى تغيير التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة لصالح المزيد من الميكروبات التي يحتمل أن تكون ضارة".
وقال الباحثون إنه على الرغم من التعافي التدريجي بمرور الوقت، فإن التغيرات التي حدثت في ميكروبيوم الأمعاء والجينات المقاومة لمضادات الميكروبات استمرت لمدة 12 شهراً على الأقل، ولم تتحسن مع الرضاعة الطبيعية التي من المعروف أنها تعزز جهاز المناعة لدى الطفل.
ونقل الموقع عن الباحث الرئيسي للدراسة، رئيس قسم طب الأطفال في جامعة إدنبرة البروفيسور ديبي بوجارت قوله: "لقد فوجئنا بحجم وطول فترة تأثير المضادات الحيوية واسعة المجال على ميكروبيوم أمعاء الرضع".
ومن بين أنظمة العلاج الثلاثة بالمضادات الحيوية التي تم اختبارها في الدراسة، وجد الباحثون أن الجمع بين البنسلين والجنتاميسين كان له أقل تأثير ضررا على ميكروبيوم أمعاء الأطفال، قائلين إنه يجب أن يوصف هذا المزيج باعتباره مفضلاً عند علاج الالتهابات لدى حديثي الولادة.