إنجاز علمي.. مضادات حيوية تروض "البكتيريا الخارقة"
توصل علماء بريطانيون مؤخرا إلى مضاد حيوي يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح في أنحاء العالم، من الجراثيم المقاومة للأدوية.
وطور علماء من جامعة "لينكولن" مضادا حيويا من "التيكسوباكتين"، قادرا على قتل البكتيريا من دون التسبب بأي إتلاف لأنسجة الثدييات التي تم اختباره عليها.
وقتلت البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أكثر من 1.27 مليون إنسان خلال عام 2019، كما كانت من بين أسباب وفاة 4.95 مليون آخرين. وتفوق هذا الحصيلة ضحايا فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أو الملاريا.
و"التيكسوباكتين" مضاد حيوي نشط في مقاومة الجراثيم التي تتميز بجدارها القوي الذي يصعب على المضادات الحيوية الأخرى اختراقه، ويقضي على الجراثيم عن طريق ربطها بالدهون الثنائية والثلاثية اللازمة لبناء جدار الخلية.
وخلال التجربة التي أجريت على فئران، استخدم المضاد الحيوي الجديد في القضاء على المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، التي تسمى بـ"البكتيريا الخارقة"، والتي عادة ما تقاوم العديد من المضادات الحيوية المستخدمة حاليا على نطاق واسع.
ويتميز النوع الجديد من المضادات الحيوية بإمكانية الاحتفاظ به في درجة حرارة الغرفة، أي أن توزيعها على نطاق عالمي سيكون سهلا مقارنة بأدوية وعلاجات تتطلب ظروف تبريد خاصة ومتطورة.
ويأمل القائمون على المشروع أن تمهد التجارب التي أجروها لإنتاج الدواء على نطاق واسع وبأسعار رخيصة، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وأشار العلماء إلى ميزة أخرى لهذا العلاج، وهي احتواؤه على بدائل أرخص لبعض الأحماض الأمينية، مما يخفض تكلفة الإنتاج بشدة مقارنة بالمضادات الحيوية المتوفرة في الأسواق.
وتعليقا على الدراسة، قال الباحث الرئيسي الدكتور إيشوار سينج، إن "التجربة كانت خطوة مهمة نحو إطلاق الإمكانات الطبية الكاملة للتيكسوباكتين للتعامل مع مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية".
وأضاف: "هدفنا النهائي الحصول على عدد من الأدوية القابلة للإنتاج من منصة تيكسوباكتين التركيبية المعيارية، التي يمكن استخدامها كخط دفاع أخير ضد الجراثيم الخارقة لإنقاذ الأرواح من الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية".
وقالت فيل باكر من وكالة "إنوفيت يو كي" المتخصصة في تمويل مشاريع تطوير المنتجات والخدمات: "نحن سعداء بالنتائج التي أثبتت صحة وعد التيكسوباكتين الاصطناعي بمعالجة العدوى البكتيرية المقاومة، عندما تفشل المضادات الحيوية المستخدمة حاليا. نتطلع إلى متابعة هذه الرحلة عن كثب في المستقبل".
وحذر مسؤولو الصحة في العالم مرارا من تزايد البكتيريا والميكروبات الأخرى المقاومة للعقاقير بسبب إساءة استخدام المضادات الحيوية أو الإفراط في تناولها، الأمر الذي يشجع الكائنات الحية الدقيقة على التطور إلى "جراثيم خارقة".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت العام الماضي من أن 43 مضادا حيويا يجري تطويرها أو تمت الموافقة عليها مؤخرا لا تكفي لمحاربة المقاومة للمضادات الميكروبية.
ومعظم الوفيات المعنية في عام 2019 نجمت عن التهابات بسبب مقاومة الأدوية في الجزء السفلي من الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي تتبعها التهابات في مجرى الدم والتهابات داخل البطن.
وتأثير مقاومة المضادات الميكروبية أشد الآن في أفريقيا جنوب الصحراء وفي جنوب آسيا، في حين يتركز حوالي خُمس الوفيات في الأطفال دون الخامسة من العمر.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA= جزيرة ام اند امز