مفاجأة سارس.. جسم مضاد ينال من كورونا
الدراسة التي نشرت في دورية "ساينس" تعد الأولى التي تحدد تفاعل الجسم المضاد البشري مع الفيروس التاجي الجديد بدقة شديدة
كشفت دراسة، أجراها علماء في معهد سكريبس للأبحاث بأمريكا، عن وجود جسم مضاد تم عزله من أحد الناجين من وباء السارس في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت له فاعلية في إضعاف فيروس كورونا الجديد.
وتعد هذه الدراسة، التي نُشرت الجمعة في دورية "ساينس"، هي الأولى التي تحدد تفاعل الجسم المضاد البشري مع الفيروس التاجي الجديد بدقة قريبة من النطاق الذري، على الرغم من إنتاجه استجابة لعدوى السارس (متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة).
وينتمي السارس والفيروس الجديد لعائلة واحدة، وهي الفيروسات التاجية، وكشف التخطيط الهيكلي عن موقع متطابق تقريبا يجمع كل هذه الفيروسات التاجية ويرتبط به الجسم المضاد، مما يشير إلى نقطة ضعف مهمة لهذه العائلة.
ويقول إيان ويلسون، رئيس الفريق البحثي في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد سكريبس "إن معرفة مثل هذه المواقع المحفوظة يمكن أن تساعد في تصميم هيكل اللقاحات والعلاجات ضد السارس والفيروس الجديد، وهذه ستحمي أيضا ضد الفيروسات التاجية الأخرى، بما في ذلك تلك التي قد تظهر في المستقبل".
ونشأ الفيروس الذي يسبب السارس في خفافيش حدوة الحصان، لكنه قفز إلى البشر في جنوب الصين في عام 2002، وأصاب في نهاية المطاف أكثر من 8000 شخص وقتل ما يقرب من 800، قبل أن يتم إخماده بسبب عمليات الإغلاق والحجر الصحي وغيرها من التدابير.
وظهر الفيروس الجديد لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في أواخر عام 2019، وهو أكثر عدوى بكثير من ابن عمه المسبب للسارس، وقد أدى إلى جائحة، مما تسبب في المزيد من حالات المرض والوفيات من السارس، ويمكن أن يؤدي تطوير لقاح أو حتى علاج فعال إلى تحسين الأزمة بشكل كبير.
ويشتهر مختبر إيان ويلسون بدراساته الهيكلية الرائدة للأجسام المضادة المرتبطة بالفيروسات، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية والإنفلونزا، وقد استخدمت هذه الدراسات لإبلاغ التصاميم من اللقاحات والأدوية المضادة للجسم، وكذلك العلاجات الأخرى، وإلى جانب المئات من المعامل الأخرى حول العالم يركز فريق ويلسون الآن على فيروس كورونا الجديد.
ويقول نيكولاس وو، المؤلف المشارك في الدراسة "إن هدفنا النهائي هنا هو الحصول على معلومات هيكلية عن الأجسام المضادة ومواقع ارتباطها، واستخدام ذلك لتوجيه تصميم لقاح كورونا الجديد، تماما كما فعل مختبرنا مع الإنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية".
وتركز الدراسة الجديدة على جسم مضاد لفيروس السارس يسمى (CR3022) تم عزله في الأصل في عام 2006، بواسطة شركة الأدوية Crucell Holland B.V. في هولندا.
وأشار تقرير من علماء صينيين في وقت سابق من هذا العام إلى أن (CR3022) تفاعل مع كورونا الجديد، واستخدم فريق ويلسون خبرته في رسم الخرائط الهيكلية لتحديد كيفية ارتباط الجسم المضاد بالفيروس الجديد، والنتيجة الرئيسية التي توصلوا لها.. هي أن موقع ربط الجسم المضاد متشابه إلى حد كبير بين الفيروسين.