متاحف أنطون تشيخوف.. أماكن تثري الأدب العالمي
أبرز الأماكن التي سكنها الكاتب الروسي أنطون تيشخوف، أو أقام فيها، والتي تحولت إلى متاحف أثرت في الأدب العالمي والروسي.
الأديب الروسي أنطون تشيخوف، طبيب عُرف بعشقه للأدب وتميزه في كتابة القصص القصيرة حتى سماه النقاد سيد القصص القصيرة، لمع نجمه كواحد من أهم أدباء القرن الـ19 إذ أثرى الأدب العالمي بمسرحيات تركت بصمة واضحة في دراما القرن العشرين.
أثّر أسلوبه في عدد من الكتاب العالميين منهم جيمس جويس وإرنست هيمنغواي وتينيسي وليامز وهنري ميلر، ليصبح أنطون تشيخوف كنز روسيا الأدبي، وسفيرها لمسارح العالم.
ولد أنطون تيشخوف عام 1860 في تاغانروغ بروسيا، إذ شهد في حياته التي امتدت لـ44 عاما مسيرة من التنقل والترحال بين عدة منازل ومدارس ومدن بحكم الظروف المادية الصعبة التي مر بها مع أسرته، قبل أن يبدأ بكسب المال من كتابة القصص والمسرحيات والاستفادة من عائداتها.
صنعت الأماكن التي سكنها تشيخوف شخصيته الأدبية وصقلت نظرته تجاه النفس البشرية، فلم يترك فرصة للغوص في أسرارها إلا واغتنمها، كما استخدم الشخصيات التي قابلها في كل مكان جديد وطئه كأبطال لقصصه ومسرحياته.
المقال التالي يستعرض بعضا من أهم البقع التي سكنها الكاتب أنطون تيشخوف، والتي آلت إلى متاحف يؤمها مئات الآلاف من الزوار سنويا، قاصدين الغوص في يوميات الكاتب الذي لا تزال أعماله تُعرض على أهم المسارح في العالم حتى بعد مرور أكثر من 150 عاما على وفاته.
متحف ميلاد تشيخوف - تاغونروغ:
قضى الكاتب الروسي أنطون تشيخوف السنة الأولى من حياته في منزل بمدينة تاغونروغ، لا تزيد مساحته على 31 مترا مربعا، إذ انتقل والداه من المنزل لشقة أخرى في العام التالي لولادته، أي 1861.
وُضعت أول لوحة تذكارية لميلاد تيشخوف على المنزل عام 1910 ونُقلت ملكيته لمجلس المدينة عام 1920 ومن ثم افتتح أول معرض يروي حياة الكاتب خلال شبابه عام 1924.
متحف ”متجر تشيخوف“ - تاغونروغ:
في المبنى الصغير المكون من طابقين سكن تشيخوف وأسرته ما بين عامي 1869 و1874 إذ قضى فيه من عمر 9 سنوات حتى سن الـ14.
سكنت الأسرة في الطابق العلوي بينما افتتح والد تشيخوف متجرا في الطابق الأرضي، حيث قضى تيشخوف ساعات في المتجر عند غياب والده، واحتكّ بزوار المتجر الذين أصبحوا في وقت لاحق نماذج لأعماله، إذ تركت تجربته في المتجر أثرا واضحا في أعماله الأدبية.
في سبعينيات القرن الماضي افتُتح المتحف أمام الزوار حيث عُرضت وثائق ومخطوطات ومقتنيات تروي شباب تشيخوف وحياته الأسرية.
متحف أنطوان تشيخوف الأدبي - تاغانروغ:
قبل أن يكون متحفا، كان المبنى مدرسة قضى فيها أنطون تشيخوف حياته بين 1868 و1879، وكان واحدا من أهم مصادر إلهامه للكتابة، إذ اكتسب المبنى أهمية كبيرة لتُسمى المدرسة باسم تشيخوف عام 1954 وتبقى على ذلك الحال إلى أن تم تحويلها إلى متحف عام 1980، حيث تُعرض حياة وأعمال أنطون تشيخوف.
منزل الكاتب في ميليخوفو:
سكن أنطوان تشيخوف المنزل الريفي بين مارس/أذار 1892 حتى أغسطس/أب 1899 إذ يقع على بعد 40 ميلا من موسكو، وفيه كتب بعضا من أشهر مسرحياته وقصصه منها ”العم فانيا“ و”طائر النورس“.
المنزل الأبيض - يالطا:
شهد المنزل إبداع الكاتب الروسي في سنواته الأخيرة، إذ بناه بعد أن جنى أرباحا كبيرة من "طائر النورس" إضافة لنصيبه من تركة والده، كما كان ملاذ الكاتب للتشافي من داء السل الذي كان سبب وفاته.
في المنزل الأبيض أو ما سُمي بالـ”داتشا البيضاء“ كتب تيشخوف 65 قصة وعددا من المسرحيات من بينها "بستان الكرز" و"الأخوات الثلاث".
اعتنت شقيقة تشيخوف بالمنزل بعد وفاته عام 1904 وحتى عام 1921 إذ تم تحويله رسميا إلى متحف يعرض صورا ومقتنيات تعود له.