لبنان .. عون يدعو للتهدئة بعد فتنة فيديو "البلطجي"

الرئيس اللبناني ميشال عون قال: إن ما حصل على الأرض خطأ كبير بني على خطأ سابق.

طالب الرئيس اللبناني ميشال عون، الثلاثاء، الزعماء السياسيين بالبلاد بحماية استقرار وأمن البلاد وتحمُّل مسؤولياتهم، بعد خلاف سياسي كان وزير الخارجية جبران باسيل وصهر عون طرفا فيه، وأدى لاحتجاجات في الشارع. 

• خلاف "باسيل-بري" يقود لأزمة جديدة في لبنان

وأثار العداء القديم بين عون ورئيس البرلمان نبيه بري أزمة سياسية تهدد بإصابة الحكومة بشلل، وإشعال التوتر الطائفي، في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية بلبنان في مايو/أيار المقبل.

ويعكس النزاع بين عون وبري عداء شخصيا تعود جذوره إلى الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، كما أنه يمس توازن القوى بين الطوائف في النظام السياسي اللبناني.

ووصل التوتر إلى نقطة الغليان، الإثنين، عندما وصف وزير الخارجية جبران باسيل، وهو صهر عون، بري بأنه "بلطجي" في شريط فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين عشية وضحاها .

وقال عون، في بيانه، : "إن ما حصل على الأرض خطأ كبير بني على خطأ سابق".

وعلى إثر هذا الخلاف أشعل أنصار نبيه بري (حركة الأمل) النيران في إطارات سيارات، وأغلقوا بعض الطرقات في العاصمة اللبنانية؛ احتجاجا على فيديو "باسيل" الذي وصف فيه "بري" بأنه "بلطجي". 

وفي إحدى الوقائع اندلع إطلاق نار قرب مكاتب التيار الوطني الحر الذي أسسه عون بشرق بيروت.

وتبادل التيار الوطني الحر وحركة أمل التي يتزعمها بري، الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الحادث.

وأدى هذا الخلاف إلى تبديد لحظة الوحدة الوطنية النادرة التي أنقذت لبنان من الصراع خلال الأزمة التي نجمت عن استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري المفاجئة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي تراجع عنها لاحقا. 

وبدعم من تحالفه مع "حزب الله" الإرهابي حقق عون أخيرا طموحه منذ فترة طويلة بأن يصبح رئيسا للبلاد في عام 2016، في صفقة أدت إلى تولي سعد الحريري منصب رئيس الوزراء، وكان بري ونواب حركة أمل من بين قلة لم تؤيد ترشيح عون.

وأكد الحريري، مع كبار الساسة اللبنانيين، الإثنين، أنه يعمل على "مبادرة" لإنهاء المواجهة، وقال في ختام لقاء مع عون في قصر الرئاسة: إن "الأمور تتجه إلى التهدئة والإيجابية، فالبلد ليس في حاجة إلى تصعيد ولا إلى تأزيم".

ويهدف باسيل، (47 عاما) رئيس التيار الوطني الحر الذي أسسه عون، إلى الحصول على مقعد في البرلمان في الانتخابات، بعدما فاز التيار بأكبر عدد من المقاعد المسيحية في انتخابات عام 2009.