اقتحام الكابيتول.. بنس نجا بأعجوبة وتقرير حذر من "الفرصة الأخيرة"
نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس كاد أن يقع ببراثن مثيري الشغب يوم اقتحام مبنى الكابيتول؛ الحادثة التي لا تزال محاطة بغموض لافت.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ذكرت أن مثيري الشغب الذين اقتحموا الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، اقتربوا بشكل خطير من بنس.
وقالت الصحيفة استنادا لتصريحات مسؤولين بإنفاذ القانون ومقاطع فيديو تخص اليوم المذكور، إن بنس ظل موجودًا بقاعة مجلس الشيوخ لمدة 14 دقيقة بعدما أبلغت شرطة الكابيتول عن محاولة اختراق المبنى، وهو وقت كاف لمثيري الشغب للاندفاع إلى داخل المبنى والاقتراب من مكانه.
وفي النهاية، نقل ضباط الخدمة السرية بنس وزوجته وابنته من قاعة مجلس الشيوخ إلى غرفة أخرى، بعد ما بدأ مثيرو الشغب بالتدفق على الكابيتول، حيث أدانوا نائب الرئيس ووصفوه بالخائن، بينما وصلوا الطابق الأول أسفل قاعة المجلس.
وبعد حوالي دقيقة من إخراج بنس من القاعة، صعدت مجموعة السلم إلى الطابق الثاني، حيث كانوا يطاردون ضابط الشرطة الذين دفعهم بعيدًا عن مجلس الشيوخ.
وقال مصدر مطلع على مخبأ بنس، طلب عدم ذكر اسمه للصحيفة، إن نائب الرئيس وعائلته لجأوا إلى مخبأ على بعد أقل من 100 قدم من المجموعة".
وأضاف: "لو كان مثيرو الشغب أنصار ترامب وصلوا قبل ذلك بثوانٍ لكان بنس على مرمى البصر منهم، بينما نقل عبر قاعة الاستقبال إلى المكتب".
ولم يدل جهاز الخدمة السرية بأي تعليق عن تحركات بنس داخل الكابيتول أو إخلائه، مكتفيا بالإشارة إلى أنه كان "آمنا" خلال الحصار.
وفي النهاية، جرى نقل بنس من مكتبه بالكونجرس إلى مكان أكثر أمانًا بمبنى الكابيتول، ولم تتضح المدة التي استغرقها ذلك.
في سياق متصل، ذكرت "واشنطن بوست" أن تقريرا استخباراتيا داخليا لشرطة الكابيتول حذر، قبل 3 أيام على اقتحام الكابيتول، من "سيناريو عنيف" قد يكون فيه "الكونجرس نفسه" هدفًا لأنصار ترامب الغاضبين، الأمر الذي يعمق التساؤلات حول الفشل الأمني المسجل في ذلك اليوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير المكون من 12 صفحة صدر في 3 يناير/ كانون ثان الجاري،رجح نقلا عن وحدة الاستخبارات التابعة لقوة شرطة الكونجرس أن يتدفق الآلاف من المحتجين الغاضبين إلى واشنطن مسلحين من أجل معركة.
وأضاف التقرير أن المنظمين كانوا يحثون أنصار ترامب على القدوم مسلحين بالبنادق، وإحضار معدات قتالية متخصصة، بما في ذلك الأقنعة الواقية من الغاز والسترات المضادة للرصاص، إلى واشنطن يوم اقتحام الكابيتول.
ولفت إلى أن غضبهم سيتركز على أعضاء الكونجرس، وطبقًا لأجزاء من المذكرة التي حصلت عليها "واشنطن بوست"، فإن "أنصار الرئيس الحالي يعتبرون 6 يناير /كانون الثاني "الفرصة الأخيرة لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية."
وأضافت: "هذا الشعور باليأس والإحباط قد يؤدي لمزيد من الحوافز لأن يصبحوا عنيفين مقارنة بالاحتجاجات السابقة التي أعقبت الانتخابات، ولذلك، فإن أهداف أنصار ترامب ليسوا بالضرورة المتظاهرين المناوئين كما في المرة الماضية، ولكن الكونجرس نفسه هو الهدف".
وكان التقرير الداخلي -الذي لا يبدو أنه تمت مشاركته مع وكالات إنفاذ القانون الأخرى بما فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي- ذكر عددا من المؤشرات التي يرى الخبراء الأمنيون أنه كان من المفروض أن تنبه المسؤولين للتهديدات الأمنية بيوم الاقتحام.
وقال قائد شرطة الكابيتول السابق ستيفن سوند، الذي استقال في أعقاب الحصار، خلال مقابلة الجمعة، إنه سيكون من غير اللائق مناقشة المذكرة الاستخباراتية علانية، بالنظر إلى الطبيعة الحساسة ومخاطر كشف المصادر.
لكنه أوضح أنه كان على دراية بتقارير الاستخبارات التي قال إنها وجهت التخطيط الأمني.
سوند كان قد قال في وقت سابق لـ"واشنطن بوست" خلال مقابلة يوم الأحد، إنه في الأيام التي سبقت الهجوم مباشرة، راودته الشكوك حول وجود حاجة لمزيد من التدابير الأمنية. وطلب من مسؤولي الأمن الكبار الإذن بإعلان الطوارئ وتفعيل الحرس الوطني، لكنه أوضح أن هذا الطلب قوبل بالرفض.
وأشار إلى أنهم اطلعوا على المعلومات الاستخباراتية، وعلموا أنه سيكون هناك حشد كبير، واحتمال وقوع بعض المشادات العنيفة، قبل أن يستدرك بالقول: "لم يكن لدينا شيء يشير إلى سيطرة حشد كبير على الكابيتول".
aXA6IDMuMTQzLjIxNC4yMjYg جزيرة ام اند امز