"الوحيد المعتمد في القدس".. بابا نويل الفلسطيني ينشر البهجة بالشوارع
بزي أحمر ولحية بيضاء يتجول القائد السابق لفريق كرة السلة الفلسطيني عيسى قسيسية في البلدة القديمة بالقدس الشرقية مؤديا دور بابا نويل.
وفي ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، تتألق شوارع الحي المسيحي بأضواء خضراء وحمراء، مع وصول الحجّاج المسيحيّين وغيرهم للاحتفال بعيد الميلاد.
قبل سبع سنوات، حوّل عيسى الذي يتمتع بقامة فارعة وهو "الوحيد المُعتمَد" لتأدية هذا الدور وفق قوله، الطبقة الأرضية من منزله القديم المشيّد منذ أكثر من 700 عام، إلى مخزن للحلوى، وباتت العائلات تصطفّ في طابور لتفرّح قلوب أطفالها برؤية بابا نويل.
مستقبلًا أول زوّار الموسم، يقول عيسى (38 عامًا): "لدينا ديانات كثيرة هنا في القدس. يأتي مسلمون ومسيحيّون ويهود إلى منزلي وأفتح ذراعيَّ للجميع"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وكانت من بين الزوّار مجموعة من السيّاح الإسرائيليّين وكاهنان بارَكا الافتتاح بالصلاة باللغتَين العربيّة والآرامية القديمة، لغة المسيح.
"لا أعد بشيء"
يبلغ طول قسيسية مترًا وتسعين سنتيمترًا، ويبدو كالنخلة أمام الأطفال، ومن بينهم مروة وهي فلسطينيّة مسلمة تبلغ 8 أعوام، وتقول الطفلة مبتسمة "أنا لستُ مسيحيّة، لكنّي أحبّ بابا نويل... لدينا شجرة (عيد الميلاد) في المنزل أيضا".
يصطفّ أطفال من جنسيات مختلفة للجلوس في حضن بابا نويل.
تنتظر الأميركية أليسون بارجيتر (52 عاما) دورها، مع أطفالها. وتؤكد: "من المهمّ أن يستمتع أطفالنا. نريدهم أيضا أن يعرفوا القصّة الحقيقيّة وراء عيد الميلاد".
وتضمّ البلدة القديمة بمدينة القدس كنيسة القيامة التي تحتوي على القبر المقدس، أي مكان دفن المسيح بحسب المعتقدات المسيحية، في حين أنّ ولادة السيّد المسيح جرت في مدينة بيت لحم.
وأوضح بابا نويل الفلسطيني أنّ زوّاره الشباب لديهم اهتمامات عصريّة أيضًا.
وقال ضاحكًا "كلّ طفل يطلب منّي هاتف آي فون" مضيفًا "لا أعد بشيء لكنّي أقول دعنا نُصلّي وإذا كنتَ ضمن لائحتي للأطفال الجيّدين، فسوف تحصل عليها".
دراسات بابا نويل
عندما كان عيسى قسيسية طفلًا، كان والده يرتدي زيّ بابا نويل من أجله ومن أجل شقيقتيه. قبل خمسة عشر عامًا، وجد بدلة والده المخمليّة الحمراء وقرّر ارتداءها لإحياء هذا التقليد.
إلا أنّه لم يكتفِ بذلك. فقد درس في كلية "سانتا كلوز" (التسمية الانكليزية لبابا نويل) في ولاية كولورادو الأميركيّة، وحضر "مؤتمر سانتا كلوز العالمي" في الدنمارك.
كما يعرض عيسى بفخر شهادة من كلية "تشارلز دبليو هوارد سانتا كلوز" الأمريكية الشهيرة في ميشيجان ويقول إنّ هذه الشهادات التي يحملها والتدريبات التي تلقّاها تجعله "بابا نويل الوحيد المعتمد في القدس".
ويدرك بابا نويل الفلسطيني تمامًا حساسيّات المدينة ويتعايش مع هويّاتها المعقّدة.
واعتبر عيسى أن "نقل رسالة المحبّة والسلام من القدس هو أمر مميّز، إذ إنّها قلب العالم".