قمة "أقدر".. تجربة إماراتية ملهمة لتعزيز المواطنة الإيجابية العالمية
نسخة استثنائية في الأهداف والتنظيم والموضوعات والفعاليات تشهدها قمة "أقدر" العالمية التي ستعقد في معرض "إكسبو 2020 دبي" على مدار أسبوع.
الدورة الرابعة لقمة "أقدر"، التي تعد إحدى مبادرات برنامج "خليفة للتمكين"، ستقام خلال الفترة من 24 إلى 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري تحت شعار "المواطنة الإيجابية العالمية: تمكين فرص الاستثمار المستدام".
وتعد دورة هذا العام من قمة "أقدر" استثنائية لأكثر من سبب، أبرزها أنها تتزامن مع احتفال الإمارات باليوبيل الذهبي، ومرور 50 عاماً على تأسيسها.
وتأتي القمة بعد أيام من اعتماد مبادئ الخمسين التي تعد رؤية شاملة ومتكاملة ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي للإمارات للخمسين سنة المقبلة، وتتقاطع مع أهداف القمة في ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات، وترسيخ الإمارات كعاصمة للمواهب والشركات والاستثمارات في المجالات العلمية والتقنية والرقمية، وترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
كما يأتي تنظيم الدورة بعد أيام من فوز الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، في إنجاز يعبر عن حجم التقدير والاحترام الدولي للإمارات ومكانتها ودورها، ويدعم أهداف القمة الساعية لتعزيز المواطنة الإيجابية العالمية.
كذلك تعد هذه أول دورة للقمة بعد ظهور جائحة كورونا، التي برز خلالها بشكل جلي أهمية تعزيز مفهوم المواطنة الإيجابية العالمية في معالجة الأزمات والكوارث مثل جائحة كورونا، وكانت التجربة الإماراتية رائدة في ها الصدد.
القمة في إكسبو دبي.. أهداف مشتركة
أيضا فإن اختيار مكان عقد القمة في الحدث العالمي " إكسبو 2020 دبي" يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة للقمة والمعرض، حيث يسعى برنامج "أقدر" إلى تعزيز المشاركة في جهود تطوير المجتمعات المستدامة وضمان مصلحة المجتمع وتمكين أبناء المجتمع ودعم المبادرات التوعوية والهادفة بما يخدم كل فئات المجتمع ويصب في صالح تطويره ويحقق الهدف الرئيسي لهذا الحدث العلمي العالمي في "تنمية العقول لازدهار الأوطان".
وهو ما يتطلع إليه إكسبو 2020، الذي يستند شعاره الرئيسي "تواصل العقول وصنع المستقبل" إلى القناعة الراسخة بأن التقدم والابتكار لا يمكن تحقيقهما إلا عبر استثمار قدرات الإنسان والأفكار الإبداعية بطرق مبتكرة.
كما أن إقامة القمة هذا العام بالتزامن مع أكبر حدث على الإطلاق – إكسبو 2020 – سيساعد بشكل أكبر في التأكيد على أهداف القمة المتمثلة في فتح آفاق وقنوات جديدة للمجتمعات للتعبير عن احتياجاتها ومتطلباتها، وكذلك تحقيق شراكات استراتيجية بين البلدان والمجتمعات تحت شعار جديد “المواطنة الإيجابية العالمية: تمكين فرص الاستثمار المستدام”.
أيضا فإن تنظيم قمة "أقدر" العالمية في معرض إكسبو 2020 دبي، سيسهم في تحقيق أهدافها في تمكين مختلف فئات المجتمع على المستوى المحلي والدولي بأهمية التواصل الحضاري البناء وتكريس كافة الجهود المجتمعية اللازمة لتعزيز التعايش والسلام بين الثقافات والحضارات، والتي تأتي تنفيذاً للتوجهات الاستراتيجية لدولة الامارات.
كما أن استثمار قمة "أقدر" لهذا الحدث العالمي "إكسبو 2020 دبي" يعد فرصة كبيرة لتوفير منصة تُمكن مختلف الجنسيات والثقافات للتعبير عن إرادة السلام والتعايش والتسامح سعياً لنموها وازدهارها، والوصول إلى المواطنة الإيجابية للارتقاء بمجتمعاتهم وتعزيز أسس التعاون والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.
"أقدر لاب".. ثورة في عالم المؤتمرات
أيضا تعد دورة هذا العام استثنائية، كون أن قمة "أقدر" العالمية في نسختها الحالية ستغير من شكل المؤتمرات التقليدي، وستقدم مفهوماً جديداً للتواصل والتمكين، من خلال “أقدر لاب ".
ويعد “أقدر لاب" حدثاً فريداً من نوعه يقدم مضموناً جديداً لمفهوم المؤتمرات، حيث يجمع بين أنشطة مختلفة سيتم تنظيمها وتنفيذها بالشراكة مع بعض من أبرز المنظمات في الإمارات العربية المتحدة والعالم.
وتشمل الأنشطة والمبادرات والفعاليات: “أقدر بوتكامب" وهو مسرّع أعمال ديناميكيّ، و”أقدر روتس " وهو حدث يقدم منصة مخصصة للأطفال لتبادل وجهات نظرهم حول المواطنة الإيجابية، و”أقدر آرت" وهو برنامج يهدف إلى تمكين الفنانين الشباب حول العالم.
من خلال تلك الفعاليات، سيكون حضور القمة وزائري فعالياتها على موعد مع الابتكار والإبداع والأفكار الخلّاقة والقصص الملهمة، وسيلتقون معاً ليعملوا نحو مجتمع يجسد المواطنة الإيجابية.
وضمن تلك الفعاليات سيكون هناك "جلسات العصف الذهني" في “أقدر لاب"، وسيحظى الحضور بالفرصة للاستماع إلى مناقشات للعصف الذهني الإبداعي بين فئات مختارة من المجتمع لمناقشة المواضيع التي تتماشى مع توجه دولة الإمارات ضمن المشاريع الخمسين، حيث تدار الجلسات عن طريق أمل حمد المسافري مستشار في التخطيط الاستراتيجي وتنمية الموارد البشرية.
أيضا هناك "مجلس أقدر" وهو فعالية من ضمن فعاليات “أقدر لاب"، لتسليط الضوء ومناقشة العديد من المواضيع تحت شعار القمة لهذا العام: المواطنة الإيجابية العالمية.
ومن أبرز ضيوف "مجلس أقدر": حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم الإماراتي، والذي سيتحدث عن "التمكين المعرفي والرقمي ودوره في تعزيز المواطنة الإيجابية العالمية"، والدكتور علي راشد النعيمي رئيس مركز هداية، وسيتحدث عن "بنية العلوم الحديثة وانعكاساتها على مفاهيم المواطنة الإيجابية العالمية".
ومن الضيوف أيضا: كلارنس سيدورف، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة سيدورف ورئيس مجلة إدارة مؤسسة بلاك إمباكت، حيث يتحدث عن "تعزيز المواطنة الإيجابية العالمية لدى الثقافات المتعددة".
أقدر بوتكامب.. استثمار الأفكار
أيضا هناك فعالية “أقدر بوتكامب" وهو مفهوم استثنائي يهدف إلى تمكين الشركات الناشئة الشابة وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتشكيل أفكارهم وتحويلها إلى خطط ومشاريع يمكن تنفيذها بنجاح.
ومن خلال 30 ساعة من الدورات التدريبية والتي سيستفيد منها 5-10 شركات ناشئة، سيوفر “أقدر بوتكامب"، معلومات قيّمة ونصائح غنية يمكنهم الاستفادة منها لتشكيل أفكارهم وخطط عملهم، ومن ثم تقديمها للمستثمرين للحصول على فرصة لتمويل أفكارهم ومشاريعهم.
أي إنه من خلال تلك الفعالية سيتم استثمار الأفكار وتحويلها إلى خطط ومشاريع وجعلها واقعاً يخدم المجتمع، مع منح أصحاب تلك الأفكار والمشاريع الناشئة الفرصة للتعلم من أفضل المستشارين والمدربين في مجالات متعددة واكتساب المهارات والمعلومات التي يحتاجون إليها لتطوير وتنفيذ أفكارهم والمضي بها نحو النجاح.
"أقدر روتس".. تنمية مواهب الأطفال
أيضا كان للأطفال نصيبا مهما في قمة "أقدر" عبر فعالية “أقدر روتس"، وهو منصة تمنح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-12 سنوات الفرصة للتعبير عن أنفسهم، في جو خلّاق وإيجابي.
وجاء اختيار اسم الفعالية “أقدر روتس" كون أن جذور النباتات تشبه الطفولة كثيراً، فهي ركيزة تجاربنا وشخصياتنا وحياتنا، ومن خلال تلك الفعالية سيتم تنمية المواهب التي تكمن داخل كل طفل، والسعي إلى تعزيزها وتطويرها لمساعدة الأطفال على ممارسة الإيجابية من أجل حياة أسعد وأنجح.
وسيتمكن الأطفال المقيمين على أرض دولة الإمارات من الحديث عن المواطنة الإيجابية، ودور الإقامة في دولة الإمارات في جعلهم مواطنين أفضل، حيث ستشارك الطفلتان هانا يوكوياما من اليابان وأمينة عبدو من الولايات المتحدة الأمريكية عن تجاربهما عن العيش في دولة الإمارات العربية المتحدة بين نظرائها من مختلف دول العالم.
"أقدر آرت".. الفن في خدمة السلام والتنمية
“أقدر آرت" وهو فعالية أخرى ملهمة تقام خلال القمة بالتعاون مع منظمة إيما للسلام “الأكاديمية الأوروبية المتوسطية الموسيقية للسلام”، وهي منظمة عالمية غير ربحية تهدف إلى تعزيز السلام والتعاون من أجل التنمية من خلال الموسيقى والتعليم.
ويحتفي “أقدر آرت" بالفن والفنانين، ويهدف إلى دعمهم وتمكينهم من خلال تسليط الضوء على أهمية الفن من خلال سلسلة من الحفلات الموسيقية والعروض الفردية التي سيتم تقديمها خلال “أقدر آرت"، كما سيمنح فناناً شاباً واعداً جائزة "فنان العام" في اليوم الأخير من الحدث.
وسيتمكن الحضور من الاستمتاع لأداء موسيقي ملهم تقدمه العديد من الفرق مثل فرقة بافوري، وفرقة نغم، إضافة إلى حضور حفلات موسيقية رائعة تحت عنوان "الجاز من أجل السلام" والذي يحييه كلاَ من فيتوريو كوكولو وإنريكو ميانولي، وحفل آخر تحت عنوان "خماسي النحاس" والذي تحييه أوركسترا شباب الاتحاد الأوروبي، وثالث تحت عنوان "موسيقى من أجل عالم أفضل" والذي يحييه كلاَ من أوليفر بول و كيلي ماثيسون.
إندكس توكس.. قصص ملهمة
أيضا تعد "إندكس توكس" من الفعاليات الجديدة خلال نسخة هذا العام، ومن خلال تلك الفعالية سيشهد الجمهور قصص أشخاص سيتم إخفاء هويتهم، سيتمكنون من الكلام بكل حرية عن تجاربهم وقصص فشلهم ونجاحهم، وكل ما يكوّن شخصياتهم، والاستماع إلى كلمات تخرج من القلب لتصل إلى القلب.
ومن خلال تلك الفعالية سيتم الاستماع إلى عدد من القصص الملهمة منها قصة بعنوان "تحدي على طول العمر"، وقصة أخرى بعنوان "حقيقة الحياة".