صراع "منير - حسين".. موسم متاجرة الإخوان بالدين
في واقعة جديدة للمتاجرة بالدين، استغل القائم بأعمال المرشد العام للإخوان إبراهيم منير ذكرى المولد النبوي لحسم الصراع مع جبهة تركيا.
ووجه منير بيانا، مساء الإثنين، حمل عنوان "رسالة من القلب.. ودعوة إلى العمل"، إلى قواعد الإخوان، في محاولة يائسة لحسم المعركة الحالية لصالحه، لكن يبدو أن رياح الخريف التي عصفت بالجماعة الإرهابية أقوى من أي تزييف وخداع معتاد.
ويعيش الإخوان حالة انشطار غير مسبوقة بين قيادات تاريخية حسمت موقفها لصالح منير، مقابل تصعيد المواجهة من جبهة الأمين العام السابق محمود حسين، بإعلان عزل نائب المرشد عبر مجلس شورى مطعون في شرعية قراره، فيما يطالب قسم ثالث في الإخوان من الشباب بأن يتقدم الصفوف، ويطيح بقيادات الجبهتين.
واشتعلت الحرب الدائرة في قمة "رأس الإخوان" بين جبهة محمود حسين، ومعسكر إبراهيم منير المقيم في لندن، وكان محركها الأول الصراع على المال والمناصب والنفوذ.
ووصل الخلاف إلى ذروته بعد قرار منير إيقاف حسين ومجموعة من القيادات المحسوبين على تياره من مناصبهم، وإحالتهم للتحقيق بتهم فساد إداري ومالي.
أوراق المتاجرة بالدين
وكعادة الإخوان الإرهابيين في التجاوز واستغلال الدين، استهل القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، حديثه بذكرى المولد النبوي، وحكمة مولده وبعثته ورسالته، للإسقاط على ما يحدث داخل التنظيم الإرهابي، منتقلا عبر حقائق دينية إلى تشبيه الإخوان ومواقفهم بقصص السيرة النبوي.
ولم يتوانَ الإخواني الثمانيني، الذي يواجه حملة انتقادات واسعة داخل الجماعة أدت إلى إعفائه من منصبه، عن استخدام ورقة "الشهداء والمعتقلين والمطاردين والمهجرين" حسب وصفه، لكسب ود الجبهة المنقلبة عليه.
وفي بيانه، وجه منير حديثه لجماعته، قائلا: "نعتذر إليكم لإشغالكم بأمور ما كان لها أن تحدث في جماعتنا الربانية المباركة، سيما ونحن جميعا أصحاب جراحات لم تلتئم بعد، وآلام لم تهدأ بعد في جسم جماعتنا الجريحة بشهدائها ومعتقليها، ومطارديها، ومهجريها".
التشبه بالصحابة
ومنطلقا في التعدي السافر، وتشبيه الإخوان بالصحابة، تابع منير: "لسنا بدعاً من أصحاب الدعوات السابقين الذين اختبرهم الله في أخلاقهم كما اختبرهم في عدوهم، فأصقل الاختبار صادقهم، وعلم جاهلهم، وكشف معادنهم، وربى جموعهم.. فالصحابة الذين نجحوا في مقارعة عدوهم بالسيف في (بدر) كادوا أن يرسبوا في معركة الغنائم لولا لطف الله بهم".
وتمادى منير في التشبيه بقوله "الجماعة المسلمة يربيها الله بما ربى عليه الأولين"، مدعيا أن ما يواجه التنظيم الإرهابي عبارة عن "منعطفات"، متجاهلا تسميته لها في آخر حوار له مع إحدى القنوات الإخوانية بأنها أزمة وفترة تحزب ومشكلة كبيرة.
ويصف مراقبون ما يحدث حاليا داخل الإخوان بـ"الصراع الأكبر في تاريخ التنظيم الإرهابي"، الذي سيؤدي إلى إحداث انشقاق كبير داخل القواعد التنظيمية، وخروج شباب الإخوان من التنظيم.
وإحكاما لأسلوب استغلال الدين لتطويع الرسائل، أخَّرَ القائم بأعمال المرشد الجزء الأهم في رسالته ظنا منه بالنجاح في تهيئة القواعد الإخوانية لقبولها بعد سيل من الآيات والأحاديث النبوية والشريفة.
وقال منير: "ما الأحداث الأخيرة إلا محطة من محطات التربية الشاقة التي يعلمنا الله فيها ما لم نكن نعلمه من قبل.. حيث أقدم بعض الإخوان على استصدار قرار باطل لا يعرف من وراءه بعزل نائب المرشد والقائم بأعماله، دون حتى أدنى تحقيق وباجتماع وهمي يخرجون بنتيجته للصف، بأعداد هزيلة استحوا أن يذكروها فذكروا نسبا ليس وراءها عدد مما جعل أعضاء مجلس شورى الإخوان العام يسارعون في رفض الأمر وتجديد البيعة".
وأضاف: ولعمري إذا كان كل هؤلاء يرفضون هذا الصنيع فمن الذي قبله؟! بل من الذي صنعه؟!
وكانت مصادر قالت لـ"العين الإخبارية" إن موجة غضب ضربت صفوف الإخوان خلال الأشهر الأخيرة، وصلت أشدها في الأيام الأخيرة، إذ خلت مناصب أوكلها المرشد العام إبراهيم منير من "تولية الكفاءات، وعدم الإقصاء، وتمكين الشباب"، وجميعها عناصر ادعت القيادات تحقيقها في التشكيل الجديد لما يسمى لجنة تربية القطر.
تطور ثانٍ أهم وهو بمثابة القشة التي دفعت بصراع الإخوان إلى مرجل ساخن وهو إصرار المرشد العام على التحرك بشكل منفرد، حيث أصدر قرارا داخليا بوقف 6 من قيادات الجماعة وجميعهم من أعضاء "الشورى" بتهمة الدعوة لاجتماع كان يهدف لحلحلة الأزمة، ما دفع تلك القيادات إلى التحرك العملي لعزل وإعفاء "منير" من منصبه.
الانحناء للعاصفة
وفي عبارة عكست حجم الصراع الحالي داخل الجماعة الإرهابية، قال منير: "بقدر ما كان الحدث عنيفا وسريعا بقدر ما كان فيه من الخير الكثير الذي يظهر الله لنا بعض خفاياه كل حين.."، مطالبا جماعته بتوظيف ما حدث لمستقبل ما أسماه بالدعوة.
ومستكملا مسلسل الانحناء للعاصفة، ألمح منير إلى تلبية مطالب التيارات المنقلبة مثل "التغيير والتصويب"، و"تسليم الراية لجيل قوي" "وضخ الدماء الجديدة"، قبل أن يعيد الكرة باستخدام ورقة الإخوان الإرهابيين الذين يحاكمون جراء جرائمهم،
وطالب منير بوقف حرب اللجان الإلكترونية والتي كشفت المزيد من فضائح الإخوان وفساد قياداتهم بقوله "توقفوا عن التلاسن والتشاحن في الفضاء الأزرق وغيره، فالظرف الذي تعيشه جماعتنا لا وقت فيه لأحقاد أو أضغان أو شحناء".
وتخوض جبهتا منير وحسين حرب تكسير عظام، عبر التراشق الإلكتروني وانقسام القيادات والقواعد بين مؤيد ومعارض، في محاولة لحسم الصراع في الاستحواذ على التنظيم الإرهابي.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز