غضب الناخبين العرب.. هل يهدد بايدن في الولايات المتأرجحة؟
تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع التأييد للرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يواجه عاصفة غضب من عدد من الفئات أبرزها الناخبون الأمريكيون العرب والمسلمون بسبب تعامله في الحرب في غزة.
ورغم غياب الإحصاءات الدقيقة، إلا أن الناخبين العرب والمسلمين يمثلون كتلة تصويتية مؤثرة خاصة في عدد من الولايات المتأرجحة التي ساهمت في فوز بايدن في انتخابات 2020.
وبالتالي فإن أي تحول في دعم هذه الكتلة في ولايات مثل ميشيغان وفيرجينيا وأريزونا وبنسلفانيا قد يعرض حملة الرئيس الديمقراطي للخطر، وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حوالي 59% من الناخبين العرب الأمريكيين دعموا بايدن في عام 2020، وهي النسبة التي انخفضت إلى حد بعيد في الأسابيع الأخيرة.
وكان الأمريكيون العرب والمسلمون قد استعرضوا عضلاتهم السياسية خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب عندما فرض حظرًا على المسلمين، وقاموا بحملة بأعداد كبيرة لصالح بايدن في انتخابات عام 2020.
وتظهر مراجعة "أكسيوس" لنتائج انتخابات 2020 في الولايات المتأرجحة أنه إذا اختارت شريحة صغيرة من الأمريكيين العرب والمسلمين البقاء في المنزل أو الانشقاق والانضمام إلى الجمهوريين فإن ذلك سيهدد بايدن بصورة كبيرة.
ففي ميشيغان، فاز بايدن بفارق 154 ألف صوت. وتشير تقديرات التعداد السكاني إلى أن عدد السكان العرب الأمريكيين في الولاية يبلغ حوالي 278000 نسمة على الأقل.
وفاز بايدن بولاية أريزونا بأغلبية 10500 صوت ويقدر عدد السكان العرب الأمريكيين بها بنحو 60 ألف نسمة.
كما فاز بايدن بولاية جورجيا بأغلبية 11800 صوت ويبلغ عدد السكان العرب الأمريكيين هناك ما لا يقل عن 57000 نسمة.
ويقدر مكتب الإحصاء أن هناك حوالي 2 مليون عربي أمريكي في الولايات المتحدة، إلا أن المعهد العربي الأمريكي يقول إن العدد أقرب إلى 3.8 مليون.
ووفقا لمركز بيو للأبحاث، يبلغ عدد السكان الأمريكيين المسلمين من العرب والسود والآسيويين حوالي 3.45 مليون نسمة.
ولا يجمع تعداد السكان الذي يتم مرة واحدة كل عقد أي بيانات عن الانتماء الديني.
وينتقد الأمريكيون العرب بايدن لدعمه القوي لإسرائيل ويقول الكثير منهم أنه لم يُظهر حساسية كافية تجاه مقتل الفلسطينيين الأبرياء.
ويقول الزعماء العرب الأمريكيون إن بايدن وغيره من المسؤولين الأمريكيين تجاهلوا منذ فترة طويلة المعاملة غير الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحصار المفروض من إسرائيل والذي يحد من السفر والإمدادات الطبية وفرص العمل.
ويرى البعض أن الهجمات الأخيرة على غزة أثارت ذكريات عائلية مؤلمة لما حدث في عام 1948، عندما أُجبر 750 ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم لصالح إسرائيل.
ولم تفلح جهود بايدن في احتواء غضب العرب، حتى بعد أن أصدرت إدارته خطة لمكافحة الإسلاموفوبيا وبعد تعيين العديد من الأمريكيين العرب في طاقمه.
ومع تصاعد القتال في غزة، استضاف كبار موظفي البيت الأبيض جلسة استماع مع موظفين مسلمين وعرب وفلسطينيين.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لموقع "أكسيوس" إن بايدن التقى أيضًا بالقادة الأمريكيين العرب للاستماع إلى أفكارهم، وإن تلك المحادثات مستمرة.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت حرب غزة ستكون قضية حاسمة في انتخابات 2024 لكن العديد من الأمريكيين العرب يقولون إنها ستظل حاضرة في أذهانهم.