القمة العربية الصينية بعيون خبراء: نقطة انطلاق جديدة
أمل عربي بالعودة إلى النهضة والتقدم بعد قمة عربية صينية اختتمت أعمالها بالمملكة العربية السعودية مساء الجمعة.
خبراء أكدوا لـ"العين الإخبارية" أن القمم العربية مع الصين تشكل نقطة انطلاق جديدة، مشددين على أن البيان الختامي الصادر عن القمة يشير لنجاح العرب في ضم الصين للمطالبين بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ودعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بالإضافة لإيجاد حلول سياسية للأزمات سوريا وليبيا واليمن تحفظ وحدتها وسيادتها، ورفض التدخلات الأجنبية في هذه الدول ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
المحلل السياسي السعودي جهاد العبيد، قال: يتضح من البيان الختامي جدية العمل على تطوير العلاقات بين الدول العربية والصين، والرغبة في مشاركة بكين في القضايا الإقليمية، سواءً إيران أو فلسطين أو قضايا الأمن المائي لمصر والسودان.
وأضاف أن البيان كان واضحاً في تطوير الاستثمار بين الطرفين والاشتراك بشكل مباشر مع الصين في طريق الحرير، مشيرا إلى أن الدول العربية تعي أن التغيير في النظام العالمي بدأ، وتريد المشاركة في ذلك، وكذلك تعي الصين أن المنطقة تزخر بالفرص الواعدة، وكلا الطرفين يعارض أي ضغط خارجي لتقرير المصير أو التوجه، ولذلك شدد البيان الختامي على رفض المعايير المزدوجة في التعاطي مع قضايا الدول وتسييس حقوق الإنسان، واتباع نهج متوازن لتعزيز النمو في الاقتصاد العالمي.
وأوضح أن التشديد والتأكيد على سياسة الصين الواحدة ورفض استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال رسالة راحة تحصل عليها بكين في موقفها تجاه الاستفزازات الغربية.
جسر بين الشرق والغرب
ومن جانبه، أكد الكاتب ورئيس تحرير صحيفة "البلاد" السعودية، حمد صالح مطبقاني، أن القمة السعودية الصينية دعمت توجه المملكة لتوظيف موقعها الحيوي، لتكون جسرًا بين الشرق والغرب يربط بين قارات العالم، وذلك من خلال "خطة المواءمة" بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية .
وأضاف في حديثه لـ" العين الإخبارية" أن القمة تمخضت عنها (12) اتفاقية ومذكرة تفاهم حكومية للتعاون في مجالات الطاقة الهيدروجينية، والقضاء، وتعليم اللغة الصينية، والإسكان، والاستثمار المباشر، والإذاعة والتلفزيون، والاقتصاد الرقمي، والتنمية الاقتصادية، والتقييس، والتغطية الإخبارية، والإدارة الضريبية، ومكافحة الفساد، بالإضافة لـ 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين القطاع الحكومي والخاص.
وشدد على أن القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية، حدث مفصلي في تاريخ العلاقات الصينية العربية، وأنها دبلوماسية السعودية في "القمم المتزامنة" حيث انعقدت ثلاث قمم حضرها أكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية.
وشدد على أن البيان الختامي كرس تاريخاً طويلاً للعلاقات الصينية - العربية والعلاقات الصينية – الخليجية، وكرس للصداقة التاريخية بين الصين والدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.
خارطة طريق
وفي السياق ذاته، قال الكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي السعودي علي الحازمي، إن البيان الختامي خارطة طريق للعلاقات العربية الصينية في المجمل ومرحلة جديدة للتعاون بين البلاد العربية وبكين.
وأضاف الحازمي في حديثه لــ" العين الإخبارية" أن القمة والبيان الختامي نجح في الحصول على توافق مع الصين في القضايا العربية وطريقة حلها أبرزها الأزمة الفلسطينية.
وأوضح أنه من الجانب الاقتصادي فإن الشراكة بين دولنا والصين وتبدأ من 2023 إلى 2027، خاصة أنها خرجت باتفاقيات تطبق على أرض الواقع بدلا من مذكرات تفاهم، وهذا مكسب كبير، فالصين تؤمن بأن العرب شريك مهم، وهناك فوائد كثيرة ستعود على منطقتنا بشكل عام.
ولفت إلى أن البيان الختامي أرسل رسالة واضحة أن مصير الصين والعرب مشترك، والدول العربية جزء لا يتجزأ من التطور السعودي، موضحا أن كافة الدول العربية اجتمعت منفردة مع الجانب الصيني، لافتًا إلى أن الفوائد ستشمل المجالات الاقتصادية، وحتى عوائد المستوى الأمني والسياسي، خصوصًا أن الصين ذات ثقل سياسي واقتصادي مهم، ولها تأثير في المنطقة بشكل أو بآخر.
ورجح المحلل السياسي والاقتصادي السعودي أن تشهد الفترة المقبلة زيادة وتسارع ونمو كبير في قيمة التبادل التجاري العربي الصيني، متابعا ربما تكون الثورة الصناعية الرابعة وتبعاتها التكنولوجية واحدة من الصناعات التي سوف تعمل عليها الصين ودولنا العربية مستقبلاً.