في اليوم الدولي للقاضيات.. قاضيات عربيات على المنصة تعرفوا عليهن
مع احتفال اليوم الدولي للقاضيات الذي أقرته الأمم المتحدة مؤخرا، نحتفى بأولى القاضيات العربيات اللاتي فتحن الباب أمام فرص أكبر للنساء.
من أجل ضمان تمثيل النساء في مناحي الحياة العامة على اختلافها، يأتي اليوم الدولي للقاضيات للتأكيد على ضرورة منح النساء فرص أكبر في تولي المناصب السياسية والوطنية، خاصة في السلك القضائي ونظام العدالة لتطويره وتعزيز شرعيته.
مع المحاولات المستمرة لكل امرأة عربية تسعى للتمكين، نتذكر القاضيات العربيات الأوليات اللاتي صنعن التاريخ.
اليوم الدولي للقاضيات
في 28 أبريل 2021، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 75 الاحتفال باليوم الدولي للقاضيات في 10 مارس من كل عام.
جاء إقرار الاحتفال بعد أن تبنت دولة قطر التقدم بطلب في فبراير 2020 لتخصيص يوم عالمي للقاضيات، وذلك خلال اجتماع الشبكة العالمية للنزاهة القضائية في الدوحة.
واستطاعت قطر أن تنال من خلال الجهود الدبلوماسية دعم أكثر من 70 دولة حول العالم، حتى أعلنت الأمم المتحدة احتفال اليوم الدولي للقاضيات تحقيقا لخطط التنمية المستدامة 2030.
التي تستهدف تحقيق المساواة في مجال صنع القرار وعلى جميع المستويات،
وألزمت الأمم المتحدة الدول الأعضاء الاحتفال بهذا اليوم من خلال الأنشطة التوعوية وضمان المشاركة الكاملة للمرأة على قدم المساواة مع الرجل في السلك القضائي.
القاضيات العربيات
أتت فكرة اليوم الدولي للقاضيات من دولة قطر العربية، وهو ما يُظهر الاهتمام العربي بتحقيق المساواة بين الجنسين، والسعي نحو تمكين النساء العربيات.
مما يجعلنا في ظل احتفال اليوم الدولي للقاضيات نسترجع نضال المرأة العربية ومحاولاتها المضنية للتقدم خطوة نحو نيل حقوقها كاملة،
ولذلك نتذكر أولى القاضيات العربيات اللاتي اعتلين المنصة.
إنصاف البرعي – مصر وسوريا
في ظل فترة الوحدة التي جمعت مصر وسوريا عام 1958، تقدمت المحامية المصرية إنصاف البرعي بطلب إلى مجلس القضاء الأعلى ليتم تعيينها قاضية.
بالفعل تمكنت من أن تكون أول قاضية في الوطن العربي لدولة الجمهورية العربية المتحدة في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني،
وتم تعيينها في محاكم الأحداث (الأطفال دون الثامنة عشر) في سوريا، حيث تعيش مع زوجها المحامي السوري سليم عقيل.
ومن الممكن أن يغفل عنها عن التاريخ، لأنها كانت قاضية في دولة لم تعد موجودة بالفعل.
كانت إنصاف البرعي محامية مجتهدة تخرّجت في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955، وعملت محامية في سوريا واشتهرت باللباقة والذكاء،
وشجعها كثيرون على التقدم لتصبح قاضية في قضايا الأحداث، ورغم ذلك لم يتوفر عنها كثير من المعلومات.
زكية حقي – العراق
استطاعت العراق أن تكون الدولة العربية الأولى التي تقوم بتعيين سيدة قاضية، فبعد أن تخرّجت زكية إسماعيل حقي في كلية الحقوق بجامعة بغداد.
حصلت على ماجيتسير في القانون، ونالت الدكتوراة من في القانون الدولي، عملت محامية إلى أن جاء القرار بتعيينها قاضية في المحكمة الشرعية.
عُينت زكية حقي قاضية في 9 فبراير/ شباط 1959 خلال حكم عبد الكريم قاسم، لتصبح أول عراقية وعربية تعتلي منصة القضاء.
إلى جانب توليها كثير من المناصب واشتراكها في الحياة السياسية العراقية، فكانت عضوة بمجلس النواب العراقي في دروته االأولى من عام 2005 إلى 2010،
وتوفيت في 23 أغسطس 2021.
إحسان محمد فخري – السودان
لا يمكن أن يغفل احتفال اليوم الدولي للقاضيات إحسان محمد فخري أول طالبة تلتحق بكلية القانون في جامعة الخرطوم عام 1956.
بعد حصولها على الماجستير في القوانين المدنية من إنجلترا، تم تعيينها عام 1965 قاضية في المحاكم الشرعية.
على مدار 30 عاما تدرجت في المناصب القضائية، وصارت أول قاضية في السودان وإفريقيا.
أمينة عبد الرازق – المغرب
في عام أوائل الستينات، تم تعيين أمينة عبد الرازق أول قاضية في المغرب.
استطاعت أن تتدرج في المناصب القضائية بمديرية الشئون المدنية والشئون الجنائية والمندوبية العامة لإدارة السجون،
كما عملت في مهنة التدريس بالمعهد العالي للقضاء.
جويدة جيجة - تونس
عام 1972 تم تعيين جويدة جيجة في السلك القضائي، ورغم الاحتفاء حنها واجهت كثير من التحديات المتعلقة برفض وجود النساء على منصة القضاء.
تمكنت من تجاهل حشد الرأي العام التونسي ضدها، واستمرت في تولي المناصب القضائية،
حتى صارت تونس من الدولي التي تتزايد نسب القاضيات العربيات بها كل عام عن ما يسبقه.
حميدة زكريا – اليمن
تخرّجت حميدة زكريا في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1971، وكانت من أوائل اليمنيات الجامعيات.
في احتفال اليوم الدولي للقاضيات لا يمكن أن يُنكر إسهاماتها في الإعداد والشرح لقانون الأسرة والحقوق المدنية،
وسعت إلى حل النزاعات الأسرية من خلال منصبها القضائي، وعملت على تقديم برنامج تلفزيوني أسري توعوي.
غادة مراد – سوريا
بموجب مرسوم جمهوري أصدره الرئيس حافظ الأسد عام 1975، انضمت غادة مراد إلى أولى القاضيات العربيات بعد تعيينها قاضية.
استمرت في منصبها حتى عام 1979، وكانت قد تخرّجت في كلية الحقوق بجامعة دمشق وعملت في المحاماة لتسع سنوات.
وفي ظل احتفال اليوم الدولي للقاضيات نتذكر المناصب التي تولتها غادة مراد، من رئاسة لجنة وزارة العدل للتعاون مع اليونيسيف،
ومحامي عام أول بدمشق، ورئيس استئناف أول بدمشق، ومستشار بالغرفة العسكرية بمحكمة النقض.
كما قدمت مؤلفات حول التشريعات والقوانين وارتباطها بالأسرة والطفل.
نعيمة جبريل – ليبيا
أتي تعيين نعيمة جبرل في الهيئات القضائية الليبية عام 1975، لتكون واحدة من أولى القاضيات العربيات اللاتي يسلكن القضاء.
كانت نعيمة جبريل تخرّجت في كلية الحقوق بجامعة بني غازي، وكان ضمن اللجنة الليبية للدفاع عن حقوق الإنسان عام 1981،
وكان ضمن المشهد السياسي الذي أعقب الثورة الليبية في 2011.
تغريد حكمت – الأردن
مع تعيين حكمت تغريد قاضية في محكمة الاستئناف عام 1996، صارت أول قاضية في الأردن.
تعد واحدة من أهم القاضيات العربيات بتوليها عدة مناصب قضائية، بعد أن درست القانون في جامعة دمشق، ثم صارت مساعدة للنائب العام للحقوق المدنية.
انتخبتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن 18 قاضيا من أجل العمل في المحكمة الجنائية لرواندا عام 2003،
وأصدرت الإرادة الملكية السامية في 2020 عضوا بالمحكمة الدستورية العليا.
تهاني الجبالي – مصر
تعتبر تهاني الجبالي هي أول قاضية لجمهورية مصر العربية، وكانت منذ الثانوية العامة مشهود لها بالتفوق والاجتهاد،
فترتيبها الخامس ضمن أوائل الشهادة الثانوية، تخرّجت في كلية الحقوق جامعة المنصورة عام 1973.
عملت بالمحاماة مدة 30 عاما، وكانت أول سيدة يتم انتخابها عضوة في المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب.
وتولت الجبالي- إحدى إبرز القاضيات العربيات- عدد من المناصب المساهمة في استقلال القضاة والمحامين.
عملت محكم دولي ومستشارة قانونية، حتى صدر قرار جمهور ي عام 2003 بتعيينها نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة،
وبذلك تصبح اول قاضية مصرية، وتوفيت في 9 يناير 2022.
منى الكواري – البحرين
في يونيو عام 2006، أمر ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة بتعيين منى جاسم محمد الكواري قاضية في محكمة الأحداث.
لقرار الذي يجعلها أول بحرينية وخليجية تعتلي منصة القضاء، ويعزز احتفال اليوم الدولي للقاضيات التذكير بمساهماتها في السلك القضائي.
حصلت منى الكواري على الليسانس في القانون عام 2000 من كلية الحقوق جامعة بيروت، ونالت شهادة الماجستير في القانون الجنائي.
حصلت على درجة الدكتوراة عام 2013 حول "جريمة التزوير الإلكتروني دراسة مقارنة"، عملت لثلاث ينوات بالنيابة العامة قبل تعيينها قاضية.
أما آخر المناصب التي تولتها فكان عضويتها في المحكمة الدستورية العليا بالبحرين.
خلود الظاهري – الإمارات
بعد أن تخرّجت خلود الظاهري عام 2000 من كلية الشريعة والقانون بجامعة الإمارات، سعت إلى نيّل درجة الماجستير في القانون العام.
شرعت في ممارسة مهنة المحاماة وتقديم الاستشارات القانونية لمدة 8 سنوات، حتى أتي تعيينها كأول قاضية إماراتية في محكمة استئناف أبوظبي عام 2008.
وكان قرار تعيين خلود الظاهري بموجب مرسوم أميري أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وحاكم إمارة أبوظبي الأسبق،
بهدف إشراك المراة بعمليات التنمية الشاملة في دولة الإمارات.
جميلة زيغة – الجزائر
في أكتوبر 2014، تم تعيين القاضية جميلة زيغة على رأس مجلس قضاء ولاية بومرداس في الجزائر،
لتكون أول قاضية جزائرية في منصب نائب عام.
خلود الفقيه – فلسطين
تمكمنت فلسطين من تثبيت أقدامها في مجال الريادة وتمكين القاضيات العربيات، حين تم فتح المجال لقبول خلود الفقيه في مسابقة تعيين القضاة.
اصدر الرئيس محمود عباس مرسوما بتعسسنها قاضي في سلك القضاء الشرعي هي وزميلتها أسمهان الوحيدي في فبراير 2009.
وكانت الفقيه قد درست الحقوق في جامعة القدس، وحصلت على الماجستير من الجامعة حول القانون الدولي الخاص.
تم منحهعا إجازة المحاماة الشرعية عام 2001 من ديوان قاضي القضاة، وعملت مستشارة قانونية لأكثر من 8 سنوات حتى تم تعيينها قاضية.
حصة السليطي – قطر
ومن دولة قطر صاحبة فكرة اليوم الدولي للقاضيات جاء تعيين أول قاضية سيدة عام 2010، حين تقرر أن تكون الدكتورة حصة السليطي أول سيدة تقتحم السلك القضائي،
في ظل كثير من التحديات التي واجهتها، ولكنها امتلكن خبرة بدرايتها للقانون والشريعة في جامعة قطرونيل درجة الماجستير في القانون من جامعة عين شمس في مصر.
بنت أوديكة – موريتانيا
استطاعت موريتايناي أن تلحق بركب احتفال اليوم الدولي للقاضيات بعد أن أدت تكبر بنت أوديكة اليمين القانونية في 28 يناير 2015،
لتكون أول قاضية موريتانية حتى عينها المجلس الأعلى للقضاء رئيسا لمحكمة الشغل بنواكشوط في مايو 2018، وتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب في موريتانيا.
القاضيات في لبنان
أما في لبنان، فأشار تقرير عام 2017 إلى أن القاضيات اللبنانيات بلغن 247 قاضية في مقابل 273 قاضي، مع الترجيح بزيادة عددهن أكثر من النصف حاليا،
وهو ما يشير إلى قدرة لبان على تمكين النساء وزيادة أعداد القاضيات العربيات واشتغالهن في السلك القضائي.
8 قاضيات – الكويت
جاء قرار دولة الكويت بتعيين السيدات في مناصب قضائية متأخرا عن كثير من الدول العربية.
لكن تمكنت من اللحاق بتعيين قاضيات عربيات في السلك القضائي والانضمام على المحتفلين بانشطة اليوم الدولي للقاضيات
بعد قرارها في سبتمبر عام 2020 بتعيين 8 قاضيات كويتيات للمرة الأولى، وهن:
- فاطمة فيصل الكندري.
- بشاير صالح الرقدان.
- بشاير عبد الجليل محمد.
- فاطمة يعقوب الفرحان.
- سنابل بدر الحوطي.
- فاطمة عبد المنعم صغير.
- رؤى عصام الطبطبائي.
- لؤلؤة إبراهيم الغانم.
مع الاحتفاء بأهم القاضيات العربيات يجب السعي المستمر عربيا وعالميا لمزيد من فرص التمكين للنساء،
في ظل احتفال اليوم الدولي للقاضيات لتحقيق المساواة العادلة بين الجنسين.