هل تعجل الصدامات الداخلية بوقف "حارس الأسوار" في غزة؟
تهيمن الصدامات بين المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل على الاهتمامات الرسمية والشعبية، في مؤشر يقول محللون إنه قد يسرع من إنهاء العملية العسكرية على غزة.
ووقع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الخميس، أمرا يقضي بتجنيد 10 سرايا إضافية من حرس الحدود في خدمة الاحتياط، لتعزيز قوات الشرطة في أنحاء البلاد، بحسب الهيئة العامة للبث الإسرائيلي.
وفجر اليوم قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إنها "ألقت بالأمس، القبض على 374 مشتبهاً بارتكاب أعمال شغب في كافة أرجاء الدولة، والتي أسفرت عن إصابة 36 شرطياً بجروح طفيفة ".
وشهدت العديد من المواقع صدامات بين مواطنين يهود وعرب على خلفية احتجاجات عربية ضد الأعمال الإسرائيلية بالقدس وغزة.
وباتت الصدامات المتواصلة منذ أيام، تهيمن على اهتمام الشارع الإسرائيلي.
وقال نداف أيال محلل الشؤون الدولية في القناة الإسرائيلية (13): "يستطيع أعداء إسرائيل أن يرقصوا فرحاً بعد تفكك مجتمعنا بشكل كامل من الداخل، وسيطرة حالة الفوضى وفقدان السيطرة من قبل الشرطة".
وأضاف: "لقد فقدت الحكومة و(رئيس الوزراء) نتنياهو في الأيام الاخيرة السيطرة على الأوضاع ، وليس فقط على ما يجري في قطاع غزة".
بدورها كتبت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية: "في الوقت الذي كانت فيه حماس تضرب إسرائيل أمس بمئات الصواريخ، حدثت حرب أخرى داخل حدود إسرائيل".
وقالت "انضم إلى المحتجين العرب أمس مثيرو شغب يهود، وكثير منهم من تنظيمات أتت بشكل خاص إلى وسط إسرائيل من مستوطنات الضفة، وأصبحت الشوارع في العديد من المدن ساحة حرب حقيقية".
وعلى هذه الخلفية فقد لفتت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية إلى "استعداد الجيش لإنهاء القتال في غزة وسط العنف اليهودي العربي في المدن الإسرائيلية".
لكنها أشارت إلى أنه "بانتظار قرارات الحكومة، يستعد الجيش لتصعيد الضربات على قطاع غزة من أجل إنهاء جولة العنف التي بدأت يوم الإثنين وتصاعدت طوال الأسبوع".
ووفق هآرتس، فإن "كبار مسؤولي مؤسسة الدفاع الإسرائيليين، قدروا خلال المناقشات الأخيرة التي أجروها، أن العنف في اللد وبات يام وعكا ومدن أخرى يشكل تهديدًا أمنيًا لا يقل خطورة عن القتال في غزة".
وذكرت أنه "حتى الآن، رفضت إسرائيل عدة عروض لوساطة لوقف إطلاق النار، لكن المصادر تقول إن العنف داخل إسرائيل قد يجبرها على إعادة النظر".
يُذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، قد استبعد، أمس، التوصل إلى هدنة مع الفلسطينيين قبل تحقيق هدوء طويل الأمد على حدود قطاع غزة.
وتوعد جانتس بأن الجيش الإسرائيلي سيواصل هجماته حتى تحقيق الأمن طويل المدى على حدود غزة.
وعلى صعيد وساطات التهدئة، فقد ذكرت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، يوم أمس ،أن تل أبيب "رفضت اقتراحات لوقف عملية حارس الأسوار في قطاع غزة".
وأشارت الهيئة إلى أن نتنياهو طلب من المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية خلال الجلسة التي عقدت مساء الأربعاء، المصادقة على توسيع العملية العسكرية ضد حركة حماس والمنظمات الأخرى في قطاع غزة على خلفية التصعيد الأمني.