الكحل العربي يترقب قرار اليونسكو.. مستحضر تجميلي يتحول إلى تراث عالمي محتمل
تتجه الأنظار إلى قرار اليونسكو مطلع ديسمبر/ كانون الأول المقبل بشأن إدراج الكحل العربي ضمن قائمة التراث اللامادي، مع استمرار حضوره في الاستخدام اليومي رغم انتشار المستحضرات الحديثة.
جاءت الاستعدادات الخاصة بمناقشة إدراج الكحل العربي ضمن قوائم التراث اللامادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، لتبرز مكانة هذا المستحضر التقليدي الذي يُعد من أقدم أدوات الزينة المستخدمة عبر التاريخ، مع محافظته على وجود مستمر حتى اليوم.
يحتفظ الكحل العربي، بوصفه عنصرًا متجذرًا في الموروث الشعبي لدى مختلف الشعوب العربية ولدى النساء والرجال والأطفال، بمكانة ثابتة أمام تعدد المستحضرات التجميلية الحديثة التي انتشرت في الأسواق خلال العقود الأخيرة.
هل ينضم الكحل العربي قريبًا إلى التراث العالمي؟
رغم انتشار العلامات التجارية العالمية التي تعتمد مواد كيميائية مختلفة، ما زال الكحل العربي، الذي يمتد تاريخ استعماله إلى آلاف السنين، يحظى بإقبال واسع بين النساء، ومن بينهن شابات يستخدمنه إلى جانب أدوات التجميل العصرية التي لم تستطع إزاحته من الاستخدام اليومي.
ويعتمد الكحل العربي على مكوّنات طبيعية بعيدة عن المواد المصنعة، وهو ما جعله يحظى بقبول لدى مستخدميه لاعتقادهم بأنه يقدم فوائد صحية للعين والرموش، إلى جانب تأثيره التجميلي الذي يُظهر اتساع العين بعد فترة من وضعه، بخلاف الكحل السائل الصناعي الذي يقتصر على الاستخدام التجميلي فقط.
ويُحضّر الكحل العربي من مكونات مختلفة، أبرزها حجر "الأثمد" الذي يُطحن ويُصفّى داخل قطعة قماش قبل وضعه في عبوات مخصّصة للاستخدام عبر "المرود"، وهي أداة رفيعة تُغمس في الكحل ثم تُمرّر داخل العين. كما يعتمد بعض صانعيه، وخاصة السيدات المسنّات في بعض الدول العربية، على "نواة التمر" حيث تُعرّض للشمس ثم تُحمّص وتُطحن وتُصفّى حتى تصبح جاهزة للاستعمال.

الكحل العربي بين التراث والممارسة اليومية
تندرج عادة تكحيل عيون الرضع فور ولادتهم ضمن الممارسات القديمة المتوارثة، إذ يحرص بعض الأهالي على وضع الكحل لأطفالهم اعتقادًا بوجود فوائد صحية ولأسباب مرتبطة بالمعتقدات الشعبية المتعلقة بالحماية من الحسد.
ومن المتوقع أن يعزز إدراج الكحل العربي ضمن قوائم اليونسكو استمراره كعنصر جمالي مرتبط بالتراث في دول عربية متعددة، ومنها مناطق في الخليج وبلاد الشام التي ما زال ينتشر استخدامه فيها حتى الوقت الحاضر.
ومن المقرر صدور نتائج دراسة ملف إدراج الكحل العربي مطلع ديسمبر/ كانون الأول المقبل، خلال اجتماعات الدورة العشرين للجنة الحكومية لصون التراث اللامادي، المقرر انعقادها في نيودلهي بالهند.