الشارقة واليونسكو توقعان اتفاقية إعادة تأهيل مسرح بيروت الكبير

شهدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، مساء أمس، حفل توقيع اتفاقية إعادة تأهيل مسرح بيروت الكبير بين حكومة الشارقة ومنظمة "اليونسكو".
يأتي ذلك استمرارا لرعاية ودعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للمؤسسات الثقافية في العالم العربي.
حضر حفل مراسم التوقيع بمقر "اليونسكو" في العاصمة الفرنسية باريس، عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وإرنستو أوتون راميرز، مساعد مدير عام "اليونسكو" - قطاع الثقافة، وهند درويش، سفيرة الجمهورية اللبنانية لدى "اليونسكو"، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، وجورج كريدي، مدير مكتب "اليونسكو" في بيروت، وعدد من أعضاء البعثات الدبلوماسية والمسؤولين والمثقفين العرب.
وأكد عبدالله العويس في كلمته خلال الحفل أهمية التعاون الثقافي بين الدول والمنظمات الدولية، وما تعكسه من أثرٍ إيجابيٍ على المجتمعات، لافتا إلى أن توقيع الاتفاقية يعزّز هذا التوجه البنّاء من أجل حياةٍ تنعم بالثقافة والفنون وهو النهج الذي تحرص عليه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات من خلال تنفيذ العديد من المبادرات الثقافية على المستويين العربي والعالمي.
وقال إن توقيع الاتفاقية هو استمرار لرعاية ودعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في تأسيس العديد من المراكز الثقافية والفنية والتعليمية في العالم، في مسعىً نبيل لرفد الإنسان بالعلم والثقافة بُغية الوصول إلى تنمية مجتمعية مستقرة.
من جانبه أشاد مساعد مدير عام منظمة "اليونسكو" لقطاع الثقافة، بجهود حاكم الشارقة المستمرة في دعم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، في العديد من المشاريع الثقافية، مشيراً إلى أن مساهمة الشارقة في إعادة تأهيل مسرح بيروت الكبير في لبنان يؤكّد دور الإمارة الريادي في رعاية العمل الثقافي.
وثمّن التعاون المثمر بين "اليونسكو" وحكومة الشارقة، مشيراً إلى أن هذه الشراكة تمثّل نموذجاً فاعلاً في حماية التراث الثقافي العالمي وصون المعالم التاريخية التي تشكّل جزءاً من الذاكرة الإنسانية.
بدورها أكّدت سفير جمهورية لبنان لدى "اليونسكو"، أن أيادي حاكم الشارقة البيضاء تمتد من الوطن العربي إلى أنحاء العالم، لتترك أثرها الواضح والمهم على الساحة الثقافية العالمية.
وقالت إن الشارقة تقوم بدور بارز في نهضة الحركة الثقافية العربية من خلال سلسلة مشاريع ومبادرات متواصلة تهدف إلى دعم الإبداع والمبدعين، وترسيخ مكانة الثقافة والفنون كركيزة حياتية.
ولفتت إلى أن إسهامات حاكم الشارقة واضحة للعيان وهي محل تقدير، مؤكدةً أن تبرّعه لدعم إعادة تأهيل مسرح بيروت، سيسهم في تعزيز الحركة الفنية والثقافية في لبنان.
جدير بالذكر أن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خصّص دعماً مادياً لإعادة تأهيل مسرح "بيروت الكبير"، وذلك ضمن الحملة الدولية التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الرامية إلى ترميم المبنى التاريخي للمسرح في العاصمة اللبنانية.
وكان عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، قد شهد حفل الإعلان عن مساهمة إمارة الشارقة في إعادة تأهيل مسرح"بيروت الكبير"، الذي أقيم في العاصمة اللبنانية مؤخراً.
يذكر أن مسرح بيروت الكبير هو من تصميم يوسف أفتيموس، وبناء جاك تابت "شاعر وعاشق للمسرح" خلال العشرينيات من القرن الماضي؛ بينما افتُتح المبنى في العام 1929، واستضاف على مر السنين عروضاً مسرحية عالمية.
وتتسع قاعة المسرح لـ630 مقعداً مع أوركسترا وشرفتين وآلات لتجهيز المسرح، وهو يحتوي على قبة فولاذية صغيرة تعمل بالكهرباء، إضافة إلى سقف مقبب مع زجاج ملون مزخرف يغطي الردهة، وقد تم تصميمه بشكل يخدم عروض فرق المسرح والأوبرا، واستمرت العروض فيه حتى أواسط عام 1970.