الإمارات وفرنسا.. ملفات على طريق الأمن والسلام
زيارة مهمة لفرنسا بدأها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، كشفت عن "تميز" علاقات البلدين، وتنسيقهما "العالي" بملفات عدة.
توقيت تلك الزيارة والتي ترسم طريق الأمن والسلام، يمنحها أهمية "استثنائية"، خاصة أنها تأتي عقب أخرى أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، وفي ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
وتطرح الزيارة - بحسب خبيرين، في أحاديث متفرقة لـ"العين الإخبارية"- عددًا من الملفات في مجالات طاقة المستقبل وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء ومكافحة الإرهاب.
شراكة قوية
وإلى ذلك، قال أستاذ العلاقات الدولية والسياسية بجامعة باريس، الدكتور خطار أبو دياب، إن الزيارة التي تأتي تحت شعار العلاقات الاستراتيجية المميزة والشراكة القوية التي تربط البلدين، تعد الأولى من نوعها منذ انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لولاية رئاسية جديدة.
وأوضح في حديث لـ"العين الإخبارية" أن هناك صلة "قوية" وتفاهمًا بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ونظيرة الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما انعكس على التفاهمات والقضايا المشتركة بين البلدين.
وحول أهم الملفات التي ستكون مطروحة على طاولة النقاش، أكد أستاذ العلاقات الدولية، أن أوضاع الشرق الأوسط في ضوء حرب أوكرانيا وتطوراتها ستكون صلب المحادثات، بما في ذلك انعكاساتها على المنطقة العربية والعالم وأوروبا.
وأشار إلى أن فرنسا تعتبر دولة الإمارات شريكا أساسيا لها ومصدرًا رئيسيًا لتزويد باريس بطاقة إضافية، ما يجعل هذا الملف من الموضوعات المطروحة، إضافة إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
الأمن الإقليمي سيكون أيضا في صلب المناقشات، -بحسب أبو دياب- الذي قال إنها ستشمل تطورات مفاوضات الاتفاق النووي مع طهران، إلى جانب الاتفاقات الإبراهيمية العربية الإسرائيلية، والمسائل المتصلة بمواقف الاتحاد الأوروبي من القضايا التي تهم الخليج العربي.
سياسة متوازنة
واتفقت مع أبو دياب المحللة السياسية والكاتبة الجزائرية، جميلة أبو شنب، مؤكدة أن دولة الإمارات تعد شريكا استراتيجيا لفرنسا، مشيرة إلى أهمية الزيارة على المستوى الاقتصادي والسياسي والعلمي والثقافي.
أبو شنب رئيس تحرير مساعد بإذاعة مونت كارلو الفرنسية قالت إن باريس تعتمد على دولة الإمارات التي تنتهج سياسة متوازنة وعقلانية وإنسانية في حل قضايا الشرق الأوسط.
وعن توقعاتها للملفات التي سيتم نقاشها، أكدت في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة التي تأتي في ظل الحرب الأوكرانية الروسية، ستطرح مناقشة أزمتي الطاقة والغذاء، مشيرة إلى أن باريس والدول الأوروبية تعول على دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية في تعويضها وإنقاذها من النقص في هذا المجال.
وأكدت أن فرنسا تريد زيادة الاستثمار الإماراتي في العديد من المجالات والاستفادة في رفع التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من 5 مليارات دولار، خاصة بعد تأثر باريس والدول الأوروبية من الحرب وانخفاض قيمة اليورو وغلاء المعيشة وتراجع القوة الشرائية.
ولفتت إلى وجود ملفات أخرى منها التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب والجريمة وغسل الأموال، إضافة إلى الجانب الثقافي وترميم المواقع الأثرية.