العالم في 2019.. أمريكا تشدد قبضتها على إيران
في جلسة بالمنتدى الاستراتيجي العربي بالإمارات
خبراء مشاركون بالمنتدى الاستراتيجي العربي بالإمارات يؤكدون أن علاقات السعودية والولايات المتحدة استراتيجية وأن وضع اليمن سيتحسن.
أكد خبراء ومسؤولون سابقون أن عام 2019 سيشهد تحركا أمريكيا نحو تشديد قبضتها على إيران، في خطوة جديدة لمواجهة خطر السياسات الإيرانية التي تهدد الأمن العالمي.
وحذر الخبراء، خلال جلسة "حالة العالم سياسيا في 2019"، خامس جلسات الدورة الحادية عشرة من المنتدى الاستراتيجي العربي، من خطورة التصعيد بين إسرائيل ولبنان وما قد يترافق معها من خلق أزمة جديدة في المنطقة.
- محمد بن راشد يحضر جانبا من أعمال "المنتدى الاستراتيجي العربي"
- انطلاق فعاليات "المنتدى الاستراتيجي العربي" في دبي
وتطرقت الجلسة، التي شارك فيها كل من دينس روس، المساعد السابق للرئيس الأمريكي، والمدير الأول للمنطقة الوسطى في مجلس الأمن القومي، وبرناردينو ليون، مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، والدكتور فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إلى أبرز التحديات التي يواجهها العالم في عام 2019.
وأكد روس، خلال الجلسة، أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية.
وأوضح روس في توقعاته أن "هناك عاملين أساسيين سيكونان الأساس في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، هما العلاقة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة والتوقعات المرتبطة بالقمة المرتقبة العام المقبل بين الرئيسين، والعامل الثاني هو تصاعد الأزمة بين أمريكا وإيران في ظل الانسحاب من الاتفاق النووي".
وبيّن روس أن "هناك خطراً حقيقياً من تأزم الوضع وتصاعد التوتر بين لبنان وإسرائيل في الوقت الحالي، والذي يمكن أن يخلق أزمة جديدة في المنطقة تعمق من المشكلات الحالية".
وفيما يتعلق بالمفاوضات الأمريكية لإيجاد ما يسمى بـ"صفقة القرن" بين إسرائيل وفلسطين، أكد روس أنه "لا يمكن للدول العربية وقادتها إقناع الفلسطينيين بقبول الصفقة إلا أن تشتمل على وجود دولة فلسطينية وأن تكون القدس العاصمة".
وأشار إلى أن "ما يقوم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الضغط على الجانب الفلسطيني، من خلال وقف الدعم المالي وإغلاق مقرات السلطة الفلسطينية في الولايات المتحدة وإجراءات أخرى"، معتقداً أنه سيضغط من خلال ذلك على الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف أن "التركيز خلال العام المقبل سيكون أكبر على التحقيقات في التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والنتائج المترتبة عليها".
وأكد أنه "مع المتغيرات التي تشهدها السياسية الداخلية في أمريكا، والنجاحات التي يحققها الديمقراطيون فإنها ستترافق مع إحداث بعض التغييرات في تعامل الولايات المتحدة مع عدد من القضايا".
عام انتقالي
من جانبه، قال برناردينو ليون، مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، إن "عام 2019 يمكن القول إنه عام انتقالي بدلاً من عام التغيير حيث سيشهد العالم أموراً انتقالية كبرى".
وأوضح ليون أن "روسيا ستستمر في لعبة الجودو في علاقتها مع العالم، وهي اللعبة التي يحبها ويمارسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ يمارسها في حياته وفي السياسة، والتي تقوم على معرفة نقاط ضعف الخصم والبناء عليها".
وحول العلاقة بين الصين والولايات المتحدة، أشار إلى أن "صيغة لعبة السومو هي الأساس والتي تقوم على استخدام القوة في تشكيل الصراعات لا سيما مع سياسة ترامب الهجومية".
وأما في أوروبا، يرى ليون أن "السياسة ستكون قائمة على التغيير المستمر، حيث إنها ستغير لونها بما يتوافق مع المتغيرات التي يشهدها العالم، وستعمل أوروبا على تغيير سياساتها بما يتناسب مع توجهاتها وبما يصب في تحقيق مصالحها".
وبيّن ليون أن "التعامل مع أوروبا سيكون أصعب بكثير في ظل نمو الشعبوية وما ستفرضه من متغيرات"، معتبراً أن "أوروبا لم تكن أبداً ضد الأجانب أو تكن لهم الكراهية وإنما لديها سياسات خاصة بالهجرة والتي يمكن أن تشهد نوعاً من التغيير بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار لها".
وأكد مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية أن "عام 2019 سيشهد صعوداً كبيراً لأفريقيا كقوة اقتصادية وسياسية في العالم لا سيما مع وجود توجهات لبناء دول حديثة وسياسات حديثة تضمن تحقيق التطور والتنمية في كثير من المجالات، بما يعزز علاقات دولة القارة الأفريقية مع غيرها من دول العالم".
صعود اليمن المتطرف.. وتحسن الوضع باليمن
من جانبه، قال الدكتور فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إنه "عند الحديث عن النموذج العالمي في عام 2019 فإننا نجد هناك ظهوراً لليمين المتطرف، والتغييرات التي تشهدها الانتخابات الأمريكية، كما أن احتجاجات السترات الصفراء التي تشهدها فرنسا، والتي قد تقود إلى خروج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وما سيرافقه من اضطرابات داخلية تعم فرنسا وتصل آثارها السلبية على المستوى العالمي".
وأضاف جرجس: "رغم الأزمات والمشكلات التي تعم مناطق مختلفة من العالم، والتي يأتي في مقدمتها تأزم العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، يشكل توتر العلاقات بين إسرائيل ولبنان الخطورة الأكبر لما قد تشهده من تطورات في المرحلة المقبلة وتعميقها للأزمات الحالية للمنطقة".
وتوقع جرجس أن "يشهد الوضع في اليمن مزيداً من التحسن"، في حين توقع أنه "لن يكون هناك أي تحسن في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والذي يعود بشكل رئيس لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وأن الفلسطينيين أصبح لديهم يقين أن المفاوضات الحالية لن تضمن لهم حقوقهم، ومن هنا فإننا نحكم بحتمية فشل صفقة القرن".
وقال جرجس: "المشكلة تكمن في نظرة واشنطن إلى الشرق الأوسط وآلية تعاملها مع قضاياه والتي تبرز الكثير من التناقضات، فإن أمريكا لم تتمكن من تقديم مليوني دولار لإعادة إعمار مدينة الرقة التي تم تدميرها في الحرب على تنظيم داعش، فكيف لها أن تلعب دوراً كبيراً ورئيسياً في المنطقة؟ ومن هنا فإن الكثير من الشكوك والتساؤلات تثور حول الدور الذي تقوم به أمريكا والمصالح التي ستعمل على تحقيقها".
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA=
جزيرة ام اند امز