بالفيديو.. الأزمة السورية والقضية الفلسطينية على رأس أولويات قمة عمان
وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي يتسلم رئاسة أعمال الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب التحضيري
تحتل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي صدارة جدول الأعمال وتطوراتها، فيما يتعلق بجهود السلام المبذولة وآليات تفعيل مبادرة السلام العربية والتأكيد على مبدأ حل الدولتين والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس والاستيطان والأمن المائي العربي وغيرها من القضايا ذات العلاقة .
ويستمع وزراء الخارجية إلى إحاطة من المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا عما يجري في محادثات جنيف ومشاورات أستانا التي تهدف إلى الوصول إلى تثبيت وقف إطلاق النار والتمهيد لمفاوضات جادة تفضي إلى حل سياسي للأزمة السورية.
ويبحث الوزراء إضافة إلى الملف السوري، تطورات الأوضاع المتفاقمة والخطيرة في كل من ليبيا واليمن إلى جانب عدد من القضايا العربية والإقليمية.
كما يبحث في العديد من البنود المدرجة على جدول أعماله من أبرزها الإرهاب الدولي وسبل مكافحته والحفاظ على الأمن القومي العربي والسلام الدولي.
كما يناقش المجتمعون العلاقات العربية مع التجمعات الدولية والإقليمية إضافة إلى تطوير جامعة الدول العربية والشؤون الاقتصادية والقانونية وحقوق الإنسان.
جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الذي انطلق صباح الإثنين، بحضور أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون في الجمهورية الإسلامية الموريتانية أسالكو ولد أزيديه.
الصفدي رئيسا لاجتماع وزراء الخارحية العرب التحضيري
وقال الصفدي في كلمته خلال الاجتماع "نجتمع في زمن عربي صعب، تسوده الأزمات والصراعات التي تحرم منطقتنا الأمن والاستقرار اللذين نحتاجهما لنلبي حقوق شعوبنا في التنمية وفي التعليم وفي العمل وفي الأمل".
وأضاف وزير الخارجية الأردني أن النظام الإقليمي العربي عجز عن حل الأزمات ووقف الانهيار، فتراجعت ثقة المواطن العربي بمؤسسات العمل العربي المشترك أكثر.
وأوضح أن الاختلافات في الرؤى والسياسات بين الدول العربية، لن تغطي على توافقاتها التي تجعل من اعتماد مواقف منسقة لمعالجة الأزمات وتحقيق الإنجازات، خيارا متاحا.
وأكد الصفدي على التوافق العربي في مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن رفع الظلم والاحتلال عن الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، شرط لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.
وشدد على أن الكارثة السورية جرح يجب أن يتوقف نزيفه عبر حل سلمي يلبي طموحات الشعب السوري، ويحمي وحدة سورية وتماسكها واستقلاله وسيادتها
وأضاف "نريد حلا في اليمن وفق قرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، ونسعى لاستعادة السلام في ليبيا وفق حل سياسي يستند إلى اتفاق الصخيرات، ويحقق المصالحة الوطني".
وأكد أن الجميع يجمعون أن الإرهاب مسخ يجب استئصاله حماية لشعوبنا، ودفاعا عن قيمنا، وندرك أن هزيمة الضلالية الإرهابية تستوجب الانتصار على الجهل واليأس، ونتفق أن حرمان ما يزيد عن 12 مليون طفل عربي في سن الدراسة من حقهم في التعليم كارثة تنذر بفشل مستقبلي، لا يستطيع عالمنا العرب العيش معه.
وزير خارجية موريتانيا يدعو إلى تسوية الخلافات
إلى ذلك، أكد وزير خارجية موريتانيا أسالكو ولد أزيديه أن الاجتماع التحضيرى لوزراء الخارجية العرب للقمة العربية المقررة بعد غد الأربعاء، يأتي في ظل ظرف خاص يستدعي تضافر الجهود من أجل الدفع بالعمل العربي المشترك وتوطيدا لنظام عربي اقليمي متكامل وفاعل يكرس التضامن والحوار والسلم الأهلي وهو ما يتطب تسوية الخلافات البينية ووضع حد للعنف والأقتتال وسد باب التدخلات الأجنبية وإذكاء الخلافات الداخلية .
وأضاف أزيديه (الذي ترأست بلاده الدورة الـ27 للقمة العربية) أن موريتانيا حرصت خلال رئاستها للقمة الـ27 على الحد من التداعيات السلبية لمظاهر الفوضى التي يراد لها أن تقوض العمل العربي القومي، مؤكدا أن بلاده تشبثت بروابط الأخوة العربية وتجاوز الخلافات المرحلية تحقيقا لتطلعات شعوبنا في العيش الكريم في كنف الأمن والحرية والسلام والديموقراطية .
وأشار إلى أنه إزاء التطورات العربية، أعربت موريتانيا في كل المناسبات عن تضامنها من حكومة الوفاق في ليبيا ودعمها لبناء المؤسسات السياسية والأمنية، كما جددت الدعوة للأشقاء في سوريا إلى اعتماد الحوار نهجا للخروج بحل سياسي يصون وحدة وسيادة هذا البلد العربي ويحفظ لشعبه وحدته وإستقلاله.
وفيما يخص اليمن، قال الوزير الموريتاني إن بلاده تقف إلى جانب الشرعية بقيادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتدعو الأشقاء اليمنين إلى نبذ العنف أو الحد من الخلاف والتشرذم حفاظا على يمن موحد يتمتع بكامل سيادته ووحدته .
واستعرض في كلمته الجهود التي قامت بها بلاده خلال فترة رئاستها للقمة السابعة والعشرين من أجل تنفيذ القرارت السابقة عن القمة لتعزير العمل العربي المشترك بما يرقى لتحقيق تطلعات الشعوب العربية، معتبرا أن بلاده تولت رئاسة القمة في ظرف دقيق تمر بها المنطقة العربية والعالم من حولها الأمر الذي جعلها على إستشراف مستقبل أكثر وعيا بمتطلبات التطورات الدولية والاقليمية .
وأشار إلى أنه تأسيسا على ذلك، عملت موريتانيا على وضع مقاربة واقعية للعمل العربي المشترك تدعو لتقوية العلاقات البينية تأخذ في الحسبان أهمية التكاتف لمواجهة التحديات القائمة .
وأوضح أزيديه أن موريتانيا أولت أهمية كبرى للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية حيث تم طرحها أمام المحافل الدولية والإقليمية والدفاع عنها.
أبو الغيط يدعو للتكاتف لحل القضايا العربية
بدوره، قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن المواطن العربي، في كل دولنا من المحيط إلى الخليج، يستشعر جراح إخوانه الذين يعيشون في مناطق الأزمات، رهائن للخوف والذعر وعرضة للقتل والتشريد.
وتابع "لا يصحُ أن يبقى النظام العربي بعيدا عن التعامل مع أكبر أزمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث، وأعني بذلك المأساة السورية، لا يصح أن تُرَحل هذه الأزمة الخطيرة إلى الأطراف الدولية والإقليمية يديرونها كيف شاءوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم".
وقال أبو الغيط "على النظام العربي أن يجد السبيل للتدخل الناجع من أجل إيقاف نزيف الدم في سوريا وإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية للأزمة على أساس بيان جنيف1 والقرار 2254، وبما يحفظ لسوريا وحدتها وتكاملها الإقليمي، ويضمن للشعب السوري تحقيق تطلعاته المشروعة".
وناشد أمين عام الجامعة، العمل بكل سبيل ممكن من أجل تفعيل الحضور العربي الجماعي في الأزمات الكبرى، سواء في سوريا أو في البؤر الأخرى للصراعات في اليمن وليبيا.
وأضاف أنه هذه الأزمات جميعا تُشكل تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي، بصورة لم نعهدها منذ احتلال إسرائيل للأراضي العربية في عام 1967، ولا قِبل لدولنا بمواجهة هذه التحديات الأمنية والعسكرية فرادى، خاصة وأنها تُمثل حزمة مُركبة ومتداخلة من المُشكلات السياسية الداخلية والتدخلت الإقليمية في الشئون العربية.
ودعا أبو الغيط إلى عدم نسيان القضية الفلسطينية المركزية، مبينا أن الإجماع الدولي حول حل الدولتين واضح وراسخ وقد رسمت المبادرة العربية للسلام الطريق إلى إنفاذ هذا الحل.
وقال إن الجامعة العربية تستمد قوتها وحضورها من الرغبة الجماعية في العمل المُشترك، وما نحتاجه حقا هو تمكين الجامعة، من حيث التمويل والاسناد السياسي والدعم المعنوي، لكي تكون أكثر استعدادا للتفاعل مع الأزمات العربية الضاغطة وأفضل تأهيلا للاشتباك معها والانخراط بجدية في محاولات تسويتها.. ولن تكون هذه الجامعةُ قادرة على أن تلبي تطلعاتكم، أو أن ترتقي لمستوى طموح المواطن العربي، بينما موازنتها السنوية في العامين الماضيين تُعاني نقصا خطيرا سبق أن كتبتُ إليكم بشأنه وأثق أنكم مطلعون على حجمه وتداعياته.