الأردن يستضيف القمة العربية الأربعاء للمرة الرابعة في تاريخه
ليست المرة الأولى التي يستضيف فيه الأردن قمة عربية، ولكن سبق أن استضافها لثلاث مرات صدرت فيها قرارات مدوية
تستضيف العاصمة الأردنية عمان، للمرة الرابعة في تاريخها، الأربعاء المقبل، أعمال القمة العربية في دورتها الـ28، لمناقشة عدد من القضايا تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية حيث من المقرر أن يقترح الوفد الفلسطيني مشروعًا جديدًا يتعلق بالتسوية مع إسرائيل.
وتكتسب "قمة الأردن" أهمية كبيرة لسببين رئيسين بحسب مراقبين؛ وهما عقد القمة بدلًا من إلغائها خاصة بعد اعتذار اليمن عن استضافتها منتصف أكتوبر/تشرين أول الماضي؛ لما يمر به من أوضاع ميدانية وسياسية.
والسبب الثاني هو أن القمة تتزامن مع تهديدات تعاني منها المنطقة مثل الإرهاب والتطرف، إلى جانب القضايا الأساسية مثل القضية الفلسطينية، والأزمتين السورية واليمنية، وكذلك الأوضاع في كل من ليبيا والعراق والصومال، إلى جانب مشكلات متعلقة بالتنمية والبطالة وتمكين المرأة والشباب.
قمم سابقة .. وقرارات "مدوية"
وسبق القمة العربية في الأردن، 3 على أراضيه، كان العنصر المشترك فيها القرارات التي صدرت عنها، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 1980، حيث أصدر القادة العرب آنذاك قرارا يعلنون فيه عزمهم إسقاط اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل.
وجاءت القمة الثانية في عمان، في نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، وكانت غير عادية بهدف التضامن مع العراق في حربها مع إيران، وهو ما جعل أبرز القرارات إدانة للإرهاب الدولي، ولإيران خاصة فيما اقترفوه بالمسجد الحرام بمكة المكرمة.
ثم أعقبت القمة بأربع سنوات أخرى عقدت في عمان، وتحديدًا في مارس/ آذار 2001، حيث أكدوا على تمسكهم بقطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس، وأدانوا العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
مبعوث ترامب وبوتين وآخرون
في تقليد معتاد، من المقرر أن يحضر عدد من الشخصيات الدولية، اجتماعات القمة العربية، في مقدمتهم مبعوث عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوث عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسبما أعلنت الحكومة الأردنية.
كما سيشارك المبعوث الدولي لسوريا والأمين العام للأمم المتحدة ومفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي ورئيس البرلمان العربي.
للمرة الخامسة.. مقعد سوريا خال
وللعام الخامس منذ تجميد عضوية دمشق، والرابع على التوالي، يبقى مقعد سوريا، في القمة العربية خاليًا، وهو ما فسره الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أنه "يكون للحكومة الانتقالية التي سيتوافق عليها في جنيف عندما تزول الأسباب التي فرضت عدم شغل النظام السوري مقعده".
وخلو مقعد سوريا بدأ منذ عام 2012، باستثناء القمة التي انعقدت بالدوحة في مارس/ آ1ذار 2013، حيث جلس رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية آنذاك، معاذ الخطيب، على المقعد، وألقى كلمة مؤثرة أمام القادة، ثم مرت 4 سنوات بعدها، ظل فيها المقعد خاليًا.
حضور مكثف
من المتوقع أن تكون القمة بلا اعتذارات، وأنها ستكون كاملة العدد بمشاركة كل الملوك والرؤساء، بحسب الحكومة الأردنية.
وقالت متحدثة باسم الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية بالأردن السفيرة ريما علاء الدين، اليوم في تصريحات للصحفيين: "نتوقع حضورا كاملا لكل الدول العربية والزعماء العرب لما تمثل هذه المرحلة من ضروروة لإحياء وتفعيل العمل العربي المشترك لمكافحة التهديدات والآفات التي تعاني منها المنطقة خاصة الإرهاب والتطرف والأزمات المتتالية التي تضرب المنطقة، ولحل العديد من المشكلات المتعلقة بالتنمية والبطالة وتمكين المرأة والشباب".
13 قضية على طاولة القمة
من المقرر أن تناقش القمة العربية في الأردن 13 قضية رئيسية وهي مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية على ضوء التحديات الراهنة، والأزمتين السورية واليمنية، والوضع في كل من ليبيا والعراق والصومال، ومكافحة الإرهاب والأمن القومي العربي.
كما تشمل القضايا، بحسب بيان للخارجية المصرية، "بحث العلاقات مع دول الجوار الجغرافي للمنطقة العربية، والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية، وإصلاح جامعة الدول العربية، ووضع رؤية عربية لكيفية التعامل مع ملف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، واستعراض أوضاع حقوق الإنسان في الوطن العربي، ودراسة إنشاء آلية عربية لتقديم المساعدات العربية الإنسانية للمتضررين واللاجئين والنازحين".
"منع تدخلات إيران" على قائمة القرارات
وبحسب ما صرح به الأمين العام للجامعة العربية في حوار له مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، فإن هناك 16 بندًا مطروحًا أمام القمة العربية، يأتي في مقدمتها قرار بخصوص "التدخل الدائم" لإيران في المنطقة، حيث هناك اتهامات ورصد غربي لكثير من المساعي الإيرانية لتأجيج المشكلات في مناطق محددة ضد الأوضاع العربية.
وقال أبو الغيط: آمل أن تعدل إيران عن مواقفها، لكن القرارات فيها مواقف قوية ضد التدخلات الإيرانية.