المنتدى الإعلامي العربي للشباب يناقش تقدم الإعلام الجديد ودور الشباب

برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، انطلقت اليوم في دبي أعمال "قمة الإعلام العربي"، التي ينظمها نادي دبي للصحافة بمشاركة هي الأكبر منذ انطلاقها بأجندة مكثفة.
القمة، التي شهدت تسجيل أكثر من 8000 إعلامي من داخل الإمارات وخارجها للحضور، استهلت أيامها الثلاثة بانعقاد "المنتدى الإعلامي العربي للشباب" متضمناً مجموعة من الجلسات النقاشية التي ركزت في مضمونها على إسهام الشباب في مختلف المجالات الإعلامية والدور المأمول لهم في صنع إعلام المستقبل، وعقد جانب كبير من الجلسات بالتعاون مع شركاء القمة من الشركات الإعلامية الرائدة سواء في دولة الإمارات أو على مستوى العالم.
وخلال المنتدى، عقدت جلسة بعنوان "إلهام بلا حدود" ضمن سلسلة جلسات "دردشات إعلامية" سلطت الضوء على مفاتيح النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، وتحدث خلالها المغامر والمستكشف الإماراتي في "ناشيونال جيوغرافيك" خليفة المزروعي، حيث أعرب عن اعتقاده أن الانتماء للوطن والطموح والإيمان والعناية بالصحة هي أهم مفاتيح النجاح معتبرا من يملكها أنه أغنى شخص في العالم، في حين استعرض المزروعي قصصا واقعية من تجاربه الشخصية، تأكيداً على تلك القناعة.
وقال إنه قرر المشي حول إمارة أبوظبي لمسافة 1000 كيلو متر خلال شهر واحد فقط، وكانت مهمة أشبه بالمستحيل، إلا أنه أتمها بنجاح وتعرف خلالها على الكثير من معالم الإمارة، في حين استكمل هذه الرحلة ركضاً وطاف الإمارات السبع، وعبر الإعلان عن رحلته على مواقع التواصل أقبل العديد من الشباب على مساندته وقدموا له دعما معنويا كبيرا.
وشارك المغامر الإماراتي الحضور تجاربه المتميزة في العديد من منافسات التحدي العالمية مثل الجري وتسلق الجبال، وخططه المقبلة للمزيد منها خلال المرحلة المقبلة، حيث بعث خلال سرده لقصة نجاحه رسالة للشباب مفادها أن الاهتمام بالصحة واللياقة البدنية والإيمان بالله ثم بالقدرات الشخصية والانتماء للوطن، عوامل تعد المحرك الأول للنجاح والإنجاز.
وشدد على أهمية اعتبار الرياضة والنشاط جزءا مهما من الحياة اليومية، ودعا الجميع إلى أن يكونوا مصدر إلهام في محيطهم، وأن يؤمنوا بأن النجاح يبدأ من الداخل، ويتجسد بالإصرار والعمل والأمل.
وخلال جلسة بعنوان "أول فن قائم على الذكاء الاصطناعي في الفضاء" تحدث فردي أليسي، مدير ومؤسس استوديو أوتش، موضحاً أنّه في عالمٍ يتسارع فيه الإبداع بالتوازي مع تطور التكنولوجيا، تظهر استوديوهات فنية فريدة تمزج بين الخيال العلمي والفن المعاصر؛ لتصنع تجربة غامرة تتجاوز حدود الممكن.
وأضاف أليسي في الجلسة التي جاءت ضمن أجندة "دردشات إعلامية" خلال المنتدى الإعلامي العربي للشباب، أنّه على الرغم من أنّ هذه الاستوديوهات تُستخدم أحدث تقنيات الواقع المعزز (AR)، والواقع الافتراضي (VR)، والواقع الممتد (XR)، والشاشات الذكية والخوارزميات المتقدمة، فإنّ تركيزها الأساسي لا يتمحور حول التكنولوجيا بحد ذاتها، بل حول الفكرة، مؤكداً: "نحن لسنا استوديو قائماً على التكنولوجيا، بل على الفكرة.. الفكرة دائمًا تأتي أولًا".
وأشار مدير ومؤسس استوديو أوتش إلى أنّه خلال أكثر من 15 عاماً، أُتيحت لهم الفرصة للتعاون مع مهرجانات عالمية متنوعة، وكذلك مع حكومات، وتابع: «لكل عملٍ فني نُنتجه، نُدمج خلفيةً علميةً معينةً، ونروي من خلالها قصصاً مستوحاةً من علوم متعددة، أي أنّنا نتعاون مع علماء فعليين من أجل تحويل الأفكار إلى واقع، وبحسب أسلوب السرد وسير العمل لدينا، نُحاول دومًا أن نضمن وجود خلفية علمية في كل عملٍ فني".
وأضاف: «واحدة من أبرز التجارب كانت في مدينة ميلانو، حيث جمع الفريق بيانات من 342 رساماً إيطالياً وأكثر من 20 ألف لوحةٍ فنية لابتكار عمل فني فريد من بيانات AI بزاوية 360 درجة في قلب المدينة، ومن خلال هذه التجربة، استطاع الزوّار أن يعيشوا تاريخ الفن ومستقبله على نفس اللوحة".
وقال فردي أليسي، إنهم أنشأوا أول منحوتة بيانية في العالم تعكس تغيّر المناخ لحظياً وعبر قارات متعددة، وتعمل بالذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنّهم في هذا العمل الفني، يحصلون على بيانات من 20 قمراً صناعياً تابعاً لـ«ناسا»، في الوقت الحقيقي، وتشمل هذه البيانات معلومات عن انبعاثات الكربون، تغيّر المناخ، الرياح، المحيطات، وغيرها.
وأضاف أنّ هذه البيانات تدخل في خوارزمية الذكاء الاصطناعي، التي تبدأ في رسم اللوحة الفنية، لكن الأمر لا يتوقف هنا، فالعمل الفني يبدأ بالتواصل مع تركيبات فنية أخرى حول العالم، مثل واحدة في بكين وأخرى في مكسيكو سيتي، فعندما تبدأ هذه الأعمال الفنية بالتحدث مع بعضها البعض في الوقت الحقيقي من خلال الأقمار الصناعية، تتحول إلى تركيب فني شعري فريد.
وفي جلسة تفاعلية حملت عنوان "الشباب والرياضة: تأثير عالمي" ضمن أول أيام "قمة الإعلام العربي" في دبي، وخلال "المنتدى الإعلامي العربي للشباب"، سلّط النقاش الضوء على دور منصات التواصل الاجتماعي، وخاصةً تيك توك، في إعادة تشكيل ثقافة الشباب والمشاركة الرياضية على نطاق عالمي.
واستضافت الجلسة مؤثر تيك توك العالمي ولاعب كرة القدم الحرة شون غارنييه، وحاوره باسل عنبتاوي، من تيك توك، حيث قدم عرضا للإمكانات التحويلية التي تتمتع بها منصة تيك توك، مع رواية غارنييه للكيفية التي بدأت بها رحلته ليس مع كرة القدم التقليدية، بل من خلال مهارات التحكم في الكرة، والممزوجة برغبة في التواصل مع الناس والتعبير عن الذات، وقال: "بدأتُ أعبّر عن نفسي بالكرة، وكان رد الفعل مذهلاً. لقد منحتني تيك توك الفرصة لمشاركة شغفي والسفر حول العالم".
وأكدت الجلسة أهمية التزام الأصالة والابتعاد عن التقليد في إنشاء المحتوى، وقال غارنييه: "الأصالة هي الأساس، عليك أن تعكس شخصيتك في المحتوى الذي تقدمه ولا تكتفي باتباع الشغف بصنع الترند "، مشيراً إلى ما يحيط ذلك من تحديات لاسيما فيما يخص الحفاظ على تقديم المحتوى الملائم، مشجعًا المبدعين على التطور المستمر والتفكير للمدى البعيد، وأن يتخيل المؤثر وصانع المحتوى نفسه بعد 5-10 سنوات، مؤكداً أن المحتوى الناجح هو العنصر الأساسي في صنع نجاح صانعه".
وسلّط باسل عنبتاوي الضوء على النمو الهائل الذي شهدته تيك توك في المحتوى المتعلق بالرياضة، مشيرًا إلى زيادة بنسبة 350% في الوسوم الرياضية الرئيسية، ما يجعلها أسرع القطاعات نموًا على المنصة، وقال: "يُمكّن تيك توك المستخدمين من التعبير عن أنفسهم، يمكن لأي شخص البدء في الإبداع من الصفر، ومع المحتوى المناسب، ستتولى خوارزمية المنصة باقي المهمة".
وأبرزت الجلسة دور منصات التواصل ومنها تيك توك والذي يتجاوز دورها كشبكات للتواصل الاجتماعي، إلى كونها أدوات فعّالة للتعبير عن الذات، والتواصل العالمي، والنمو المهني في عالم الرياضة وغيره من القطاعات.