«سوق السفر العربي».. دفع الابتكار وبناء شراكات لسد الفجوة الرقمية

تشهد صناعة السياحة والضيافة تحوّلاً غير مسبوق مدفوعاً بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، اللذين لم يعودا مجرد أدوات مساعدة بل أصبحا ضرورة استراتيجية لضمان الاستدامة وتحقيق التميز التشغيلي وتجربة الضيف المثالية.
ولا يزال قطاع الضيافة عالمياً متأخراً نسبياً عن ركب القطاعات الأخرى في مجال اعتماد الرقمية والذكاء الاصطناعي، حيث تصرف أقل من 4% من ميزانيات الفنادق السنوية على الابتكار التقني، وفق مشاركين في "سوق السفر العربي" الذي انطلق اليوم بدبي.
وأكد مسؤولون مشاركون المعرض في حديثهم لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أنّ المعرض يمثل منصة محورية تساهم في سد الفجوة الرقمية، من خلال جمع شركات التقنية العالمية مع قطاع الضيافة، وتسهيل بناء الشراكات التي تعزز التحول الرقمي وتضعه في صلب استراتيجيات العمل.
وأكدوا أن الاستثمار في التكنولوجيا لا يقتصر فقط على تحسين كفاءة العمليات وإدارة الضيافة، بل يمتد أيضاً إلى دعم الاستدامة البيئية، ويخفض الأثر البيئي بشكل مباشر، كما يساهم في تحسين إنتاجية الموظفين وتقليل الفاقد في الموارد.
وفي هذا الإطار، أكد قتيبة العلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ذا ديجيتال هوتيلير” أن القطاع الفندقي عالمياً ما زال متأخراً في تبني التكنولوجيا مقارنة بقطاعات أخرى مثل البنوك وخدمات توصيل الطعام، حيث لا تتجاوز ميزانية الاستثمار التكنولوجي فيه 4% من النفقات السنوية للفنادق.
وقال إن وجودنا كشريك رقمي للفنادق يهدف إلى تسريع التحول من العمل التقليدي إلى الرقمي، بما يحسن تجربة النزيل ويعزز الكفاءة التشغيلية ويخفض الأثر البيئي.
وأوضح العلي أن الاعتماد على التكنولوجيا يقلل من استخدام الورقيات في العمليات الداخلية والتسويق، ويُساهم في تحسين الاستدامة من خلال رقمنة العمليات وتقليل استهلاك الموارد.
وأكد دور "سوق السفر العربي" في جمع أصحاب المصلحة كافة في قطاع الضيافة وشركات التكنولوجية المتخصصة، وبالتالي في سد الفجوة التكنولوجية في قطاع الضيافة، مشيراً إلى أن هذه أول مشاركة لهم هنا، لكنها بداية لشراكات مستقبلية مهمة.
- السياحة الإماراتية تحقق إيرادات قياسية ونسب إشغال فندقي عالمية في 2024
- تعاون بين «ADQ» والعالمية القابضة وأبوظبي الأول لإطلاق عملة رقمية مستقرة
ومن جهته قال سايمون لي، المدير العام لفنادق “بريميير إن” في الشرق الأوسط على هامش توقيع اتفاقية شراكة مع "ذا ديجيتال هوتيلير" إن الاستثمار في التكنولوجيا وتحليل البيانات الدقيقة أصبح جوهرياً في اتخاذ قرارات أكثر وعياً ومسؤولية.
وأوضح في حديثه لـ"وام" الأثر الإيجابي للتكنولوجيا بالنسبة للجانب البيئي، مشيراً إلى حصول اثنين من فنادقهم على ختم الاستدامة من دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، مما يعكس الالتزام بالمسؤولية تجاه البيئة والمجتمع.
وأشار إلى دور التكنولوجيا في دفع عجلة الاستدامة وتوفير تجربة رقمية سلسة للضيوف، لافتاً إلى أن الحصول على بيانات دقيقة يمكنهم من اتخاذ قرارات أكثر مسؤولية، سواء فيما يتعلق باستخدام الطاقة أو إدارة العمليات اليومية.
من جانبه، شدد فهد العبيلان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بان القابضة، على أن الابتكار الرقمي لم يعد خياراً، بل ضرورة، موضحاً أن الشراكة التي وقعوها اليوم مع “ذا ديجيتال هوتيلير” تمثل خطوة استراتيجية لتحسين الأداء التشغيلي ورفع مستوى تجربة الضيافة، مشيراً إلى أن الجمع بين التميز التشغيلي والاهتمام بالتجربة الإنسانية أصبح ضرورة لتعزيز التنافسية في السوق.
أما عمر العلي، الرئيس التنفيذي لشركة نيرفانا للسياحة والسفر، فأشار إلى أن التكنولوجيا باتت جزءاً أساسياً من تجربة المسافر، سواء من تخطيط الرحلة إلى تنفيذها.
وأكد أن استخدام الحلول الرقمية مثل برامج تصميم الجولات الدقيقة حسب رغبة المسافر، وحلول الحجز الآلي، وخدمات تسجيل الدخول والخروج الرقمي، كلها أسهمت في تسهيل تجربة السفر وتقليل نسبة الخطأ، مضيفاً أن آفاق السياحة الرقمية ما زالت مفتوحة على مصراعيها، وأن هناك فرصاً واعدة للنمو المستمر عبر التكنولوجيا.
وأشار إلى دور "سوق السفر العربي" في تطوير تجربة القطاع السياحي وفي دمج التكنولوجيا في العمليات بما يساهم في تحسين تجارب العملاء والجهات السياحية والفنادق.
وفي السياق نفسه، أشار أرمين مرادي، المدير التنفيذي والشريك المؤسس لشركة “كاشيو" المختصة بالتكنولوجيا المالية، إلى أن شركات السفر تواجه تحديات متزايدة في إدارة المدفوعات وتعقيدات العمليات المالية في بيئة سريعة النمو.
وأكد مرادي أن الأنظمة التقليدية لم تعد كافية، مما يحتم الاعتماد على حلول ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة الإنفاق، وتحقيق التتبع الفوري، والتعامل مع المدفوعات متعددة العملات بكفاءة عالية، بما يضمن حماية الهوامش وتحقيق الربحية في بيئة تعتمد على السرعة والدقة.