مهرجان الخط العربي.. بيروت تنبض بالحياة بدعم من الإمارات
من جديد درج مار نقولا في الجميزة في العاصمة بيروت ينبض بالحياة، بدعم من مؤسسة "خولة للثقافة والفن"، المنظمة لمهرجان الخط العربي.
بيروت عاصمة الثقافة والفن، نفضت عنها ركام الانفجار الذي دوى في الرابع من أغسطس/آب الماضي، وعلى بعد أمتار من جريمة العصر افتتحت الفنانة ميساء جلاد المهرجان يوم أمس بحضور القائم بأعمال سفارة الإمارات العربية المتحدة في لبنان فهد الكعبي.، في رسالة للعالم أجمع أنه رغم المآسي والأزمات التي تمر على لبنان يبقى هذا البلد منارة حضارية لا تنطفئ.
24 لوحة تنتشر في المكان، لأربعة محترفين هم رولا دليقان، وفادي العويد، وأفيريت باربي وغالب حويلا، و"شهد المعرض يوم افتتاحه حضوراً قوياً وإطراءً من قبل الزائرين" بحسب ما قالته مديرة مشروع "خولة للفن والثقافة" ريان حقي لـ"العين الإخبارية"، مضيفة: "المعرض رسالة سلام، ثقافة وفن من الإمارات إلى لبنان، ومن اللبنانيين إلى الفنانين الذي حاولوا تشجيعهم بحضورهم واهتمامهم"، مشيرة إلى أنه "الحدث الفني الأول في بيروت في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر فيها البلد، وقد عبّر الزوار عن فرحتهم بعودة الحياة إلى وطنهم".
كما اعتبر الفنان فادي العويد أن المعرض "رسالة حب من الإمارات إلى بيروت ولفتة كريمة من الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، لإعادة الحياة لبيروت بشكل عام ولدرج مار نقولا بشكل خاص والذي كان منذ ما يقرب الشهر يختنق بأوراق النعي للأسف، نزعنا الحزن عن الجدران وأضأنا الأمل باللوحات"، مضيفاً: "هدفت المؤسسة كذلك إلى دعم الفنانين الشباب وتسليط الضوء على الخط العربي الذي يعاني من انتقاص لقيمته وجوهره في بعض البلدان"، وعن اللوحات التي شارك فيها بالمعرض شرح "لوحاتي تنقسم بين الأساليب الحروفية والستايل الصيني والمجسمات حيث يخرج الحرف من الحجر".
من جانبها شكرت رولا دليقان مؤسسة "خولة للفن والثقافة" على "الفرصة الجميلة التي قدمتها للفنانين في ظل الوضع الراهن الذي نعيش فيه، فقد أعطت أملاً لمدينة الأمل والحياة... بيروت"، وعما يعني لها الخط العربي قالت لـ"العين الإخبارية": "إضافة إلى أنه عميق، دقيق وموزون أعتبر أن لا شيء أجمل من قراءة وسماع الكلمة وهي مرسومة أمامك بشكل منمق، الخط العربي هو بحر من سبح فيه يعلم أن لا نهاية له"، مضيفة: "أميل إلى الخط الكوفي الذي أعتبره ذخيرة الحضارات التي مرت إلى أن وصلنا إلى أول أشكال الخط الفني للخط العربي".
الملفت كذلك في المعرض لوحات الخطاط الأمريكي أفيريت باربي، الذي يسكن في لبنان منذ أكثر من 10 سنوات، وقال لـ"العين الاخبارية": "درست في جامعة دمشق حيث تعلمت الخط العربي، الذي أحببت فرادته إذ لا يشبه أي خط في العالم" وعن اللوحات التي يشارك فيها قال "أشارك بلوحة العلم اللبناني التي كتبت فيها النشيد الوطني، لوحة طير الوروار للسيدة فيروز، ولوحة لجنيفير لوبيز، طائرة من دون طيار، وسيف ذو الفقار خصصت فيه عبارة للإمام موسى الصدر"، مضيفاً: "المعرض أعطاني الأمل بعودة لبنان إلى ما كان عليه أجمل مدن العالم".
أعمال الفنان غالب حويلا تحاكي كما قال لـ"العين الإخبارية": "الإنسان داخل الإنسان، الكثير من أعمالي فلسفية وعميقة، فيها تحليل صوفي ونفسي، أحد الأعمال عن بيروت والموج وعن ثورة الأنثى وقد استعنت بأبيات شعر لنزار قباني: قومي من تحت الموج الأزرق يا عشتار.. قومي كقصيدة وردٍ.. أو قومي كقصيدة نار، الموج يذكرنا بالتخبط الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي وحتى الداخلي عند كل انسان، إحدى اللوحات التي عملت عليها مؤخراً كتبت فيها: سأكون يوماً ما أريد لا الرحلة ابتدأت ولا الدرب انتهى، هذا القول يعني لي الكثير، لكن في ظل الظروف القاسية كان من الصعب أن أفكر أو أن أشعر فيه، واللوحة تظهر نوع من العدوانية عند كتابتها لأني لست مؤمنا بها الآن لكني أطمح إلى ذلك" لافتاً إلى أن المعرض "متنفساً للفنانين والمدينة، فالفن إذا لم يكن لديه جمهور كمن يصرخ في الفراغ".
من مختلف المناطق اللبنانية ومن كل الأعمار حضر الزوار إلى المعرض، وقفوا أمام كل لوحة، غاصوا في أعماقها، حيث أخذتهم مخيلتهم إلى عالم آخر، إلى أن يشرح الفنانون لهم الرسالة التي يهدف إليها كل عمل من أعمالهم الرائعة.
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg جزيرة ام اند امز