سحر "الضاد" يجذب توأما بإثيوبيا.. يدرّسان "العربية" لغير الناطقين بها
إثيوبيا تجمع أكثر من 100 مليون نسمة لأكثر من 80 قومية يتحدثون عدة لغات بينها اللغة الأمهرية بجانب التجرينية والأورومو والصومالية
بعد أن جمعهما عشق اللغة العربية وعلومها حاولا أن ينقلا هذا الشغف إلى غيرهما عن طريق تدريس لغة الضاد لمواطني بلادهما.. إنهما التوأم الإثيوبي حسن وحسين عبدالقادر، اللذان اتجها لدراسة اللغة العربية عن بعد بجامعة النيلين السودانية، وهما الآن في طريقهما لنيل درجة الماجستير.
ولد حسن وحسين في مدينة القضارف شرق السودان في عام 1979، ثم انتقلا مع الأسرة إلى السعودية وترعرعا بها وأكملا دراستهما التعليمية حتى الثانوية، ليعودا أخيرا إلى وطنهما إثيوبيا في عام 2013، وفور عودتهما التحقا بجامعة أديس أبابا وحصلا على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الإعلام والعلوم الإنسانية.
وعبر حسن لـ"العين الإخبارية" عن سعادته بالدور الذي بذلاه في تعليم اللغة العربية لمواطني بلادهما، وقال: "منذ أن أدركنا أهمية اللغة العربية قررنا أن نعمل على تدريسها وانخرطنا في المدارس التي تدرس هذه اللغة".
وأضاف حسن، الذي كان يتحدث بكل فخر واعتزاز لما قدماه في هذا المجال: "الخط العربي يعتبر واحدا من الأدوات التي ساعدتنا في تشجيع المجتمع على تعلم اللغة العربية، فهو فن جميل يستهوي كل من يراه في الطرقات والمساجد وعلى اللوحات والإعلانات بإثيوبيا".
بدوره قال حسين إن الناس في إثيوبيا مهتمون باللغة العربية وخاصة الخط العربي مستدلا على ذلك بانتشار المدارس التي بدأت تعليم اللغة العربية مؤخرا بالبلاد.
وأكد أن اللغة العربية لم تكن حكرا على المسلمين، وحاليا توسعت من خلال المدارس والقنوات الرسمية والخاصة والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.
وقال حسين: "اللغة العربية في إثيوبيا ليست لغة دخيلة وإنما هي جزء من الثقافات الإثيوبية"، مشيرا إلى وجود شعوب إثيوبية تتكلم اللغة العربية كالقوميات التي توجد بإقليم بني شنقول غرب إثيوبيا.
وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام والأفلام جميعها ساهمت بشكل كبير في نشر اللغة العربية بإثيوبيا.
وتتمثل أهم الصعوبات التي تواجه غير الناطقين باللغة العربية، بحسب التوأم، في أن كتابتها تبدأ من اليمين إلى اليسار بعكس اللغات الإثيوبية التي تبدأ من اليسار إلى اليمين.
وتجمع إثيوبيا أكثر من 100 مليون نسمة لأكثر من 80 قومية يتحدثون عدة لغات بينها اللغة الرسمية الأمهرية بجانب التجرينية والأورومو والصومالية وغيرها من اللغات واللهجات المحلية الأخرى.
وتطرق حسن إلى تجربته في تعلم الخط العربي وتعليمه للآخرين، وقال إن كتابة الخط العربي من الأشياء التي تشجع في تعلم اللغة، مؤكدا أنه خط جميل وأصيل لأنه يتمتع بتنوعه الجمالي.
ولفت إلى أنواع الخط العربي مشيرا إلى أن أشهرها خط النسخ الذي يكتب به القرآن وخط الرقعة الذي تكتب به الخطابات والملاحظات السريعة بجانب الخط الكوفي والديواني والحر والثلث والفارسي.
واستعرض التوأم بعض الملاحظات حول كتابات اللغة العربية في المحلات بإثيوبيا، وقال حسن: "من خلال اهتمامنا باللغة العربية ومتابعتنا للافتات وأسماء المحلات هناك الكثير من العبارات الخاطئة وأحيانا تغير معنى اللافتة أو اسم المكان".
وأكدا: "أطلقنا مبادرة نسعى من خلالها إلى تصحيح الأخطاء الإملائية في الإعلانات بشوارع أديس أبابا وتنبيه أصحاب المحلات بذلك".
وأوضح حسن: "من الملاحظات الجميلة والمهمة في مدينة أديس أبابا أن كتابة اللوحات والإعلانات باللغة العربية بدأت تزداد في الأسواق والمؤسسات التجارية بجانب اللغة الرسمية واللغات المحلية في الأقاليم"، معتبرا أن ذلك ظاهرة إيجابية وتؤكد اهتمام المجتمع باللغة العربية.