العرب على خط المواجهة.. دقت ساعة "النينو"
يبدو أن العالم العربي، على موعد مع صيف ساخن بشكل استثنائي بدأ في شهر يوليو/تموز 2023، بسبب تداعيات ظاهرة "النينو" المناخية.
وتعرف ظاهرة "النينو"، بأنها نمط مناخي طبيعي، يحدث في المتوسط كل مدة من سنتين إلى سبع سنوات، ويستمر من 9 أشهر إلى 12 شهرًا، ويرتبط بارتفاع في درجات حرارة سطح وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، بما يخل بالأنماط المعتادة لهطول الأمطار في مناطق مختلفة حول العالم، وتطور المزيد من ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة.
وبينما تسببت "النينو" في آخر ظهور لها عام 2016، في ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة بدول عربية، ما أسفر عن خسائر متعددة، فإن المتوقع هذا الصيف، بحسب خبراء، قد يكون أشد قسوة.
وتُشير البيانات الواردة من منظمة الأرصاد العالمية، إلى أن دولة الجزائر، شهدت خلال الأسبوع الأول من شهور يوليو/تموز الجاري، أرقام قياسية عالمية في درجات الحرارة؛ حيث سجلت مدينة "عين صالح الجزائرية" أعلى درجة حرارة عظمى على وجه الكرة الأرضية بواقع 49.2 درجة مئوية، كما احتلت 6 مدن جزائرية أعلى درجات حرارة مُسجلة في العالم، مُتجاوزة بذلك جميع الدول الخليجية.
- النينو والنينا.. كيف أسهم الإنسان في تعكير "مناخه"؟
- التوأمة الرقمية.. سلاح التعدين في وجه المناخ المتطرف
وكانت "النينو" في آخر ظهور لها قبل الظهور الحالي، قد تسببت في خسائر في الأرواح بالكويت والعراق، كما تسببت في موجة حارة غير مسبوقة ضربت الشمال الإفريقي، وتسببت في حرائق واسعة بالغابات، لاسيما المغرب، الذي خسر ما يقرب من 1584 هكتارًا من الغطاء النباتي، بالإضافة للحرائق التي اندلعت بالجزائر وتونس، والفيضانات التي ضربت شرق مصر، لذلك يقول مجدي علام، الأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب لـ"العين الإخبارية"، إن "العالم العربي قد يكون على موعد مع أحداث جلل هذا الصيف، بسبب تأثيرات ظاهرة النينو".
ويشدد على أن تأثيرات ظاهرة "النينو"، هي تأثيرات طبيعية، لكن ما يزيد من الشعور بأثر تلك التأثيرات، هو أن الطقس كان في الأساس متأثرا بتغيرات المناخ، التي هي من فعل الإنسان.
وكانت دراسة قد نشرت في أغسطس/آب 2022 بمجلة "ريفيو أوف جيوفيزيكس"، قد أشارت إلى أن متوسط درجات الحرارة في دول منطقة الشرق الأوسط، من المتوقع أن يرتفع بنحو 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وذلك بعيدًا عن التأثيرات الإضافية لظاهرة "النينو".
ويضيف علام أنه "إذا لم يتخذ العالم إجراءات من شأنها التخفيف من آثار مثل هذه الظاهرة الطبيعية، فقد نكون مقبلين على وضع أكثر كارثية بعد أن تحطمت الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في الأسبوع الأول من شهر يوليو/تموز، وستكون دول الشرق الأوسط الأكثر تأثرا".
ووفقًا لوكالة أسوشيتيد برس، فقد شهد الأسبوع الأول من شهر يوليو/تموز كسر رقم اليوم الأكثر حرارة في العالم ثلاث مرات؛ حيث بلغ متوسط درجات الحرارة العالمية يوم الإثنين 3 يوليو/تموز رقما قياسيًا بلغ 17.01 درجة مئوية، وسُجلت درجات الحرارة 17.18 درجة مئوية يومي الثلاثاء والأربعاء، ويوم الخميس، بلغت درجات الحرارة العالمية رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 17.23 درجة مئوية.
وتوقع كارستن هاوستين، عالم المناخ بجامعة لايبزيغ الألمانية، كسر الأرقام القياسية مره أخرى هذا الشهر، وقال في تصريحات نقلتها الغارديان في 7 يوليو/تموز الجاري، إن "هناك احتمال كبير أن يكون شهر يوليو/تموز 2023 الأكثر دفئاً على الإطلاق، وبذلك يصبح الأكثر حرارة منذ عصر (إيميان) قبل نحو 120 ألف عام".
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA=
جزيرة ام اند امز