مهرجان "تي أراتيني".. أصوات السكان الأصليين تصل للعالم من "إكسبو دبي"
ضمن فعاليات أسبوع التسامح والتعايش في إكسبو 2020 دبي، بدأت فعاليات مهرجان "تي أراتيني، مهرجان أفكار الشعوب الأصلية والقبلية"، في مركز دبي للمعارض.
ويقام المهرجان في الفترة ما بين 17 - 19 نوفمبر/تشرين الثاني، لتسليط الضوء على النظم والمعارف المكتسبة للشعوب الأصلية في أنحاء العالم، بهدف تشجيع التعايش وتعزيز القبول لطرق الشعوب الأصلية والقبلية في المعرفة والوجود، وإيصال أصوات السكان الأصليين لأبعد نطاق على مستوى العالم.
ويمثل المهرجان الذي يمتد لثلاثة أيام، ونسقه قادة قبائل الماوري بالشراكة مع حكومة نيوزيلندا، تحركاً نحو تشجيع المزيد من التعايش وإبداء القبول لنُظم الشعوب الأصلية، ومعارفهم التي اكتسبت بالأساليب العملية، وذلك من خلال العمل على تعديل السياسات التجارية والاقتصادية الحالية منها والناشئة.
ويناقش من خلال جلساته الحوارية عدداً من المحاور المهمة، منها إعادة التأكيد على أهمية اقتصادات الشعوب الأصلية والقبلية، والحفاظ على صحة تلك المجتمعات لبناء اقتصادات سليمة، والحفاظ على النظم الغذائية الأصلية والقبلية والنهوض بها، وربطها مع الطبيعة، ونشر المعرفة عنها لدى الناس من خلال السياحة الثقافية.
فضلاً عن الاهتمام بالكوكب والجسد والروح عبر دعم اقتصادات الشعوب الأصلية والقبلية، وغيرها من الموضوعات الشيقة.
وبقيادة المنتدى الوطني لرؤساء إيوي، وهو ائتلاف من رؤساء إيوي "القبليين" المستقلين، يمثل "تي أراتيني"، مرحلة ثقافية مهمة، بوصفه أول مهرجان للسكان الأصليين في تاريخ إكسبو الدولي.
وقال ديودي أورينتيه، رئيس الاستدامة في هيئة السياحة ببنما، وهو ناشط مناخي من السكان الأصليين في بنما: "سرد القصص وسيلة للحفاظ على ثقافة الشعوب الأصلية حية، وحماية للغاتها المعرضة لخطر الاندثار.
وأضاف: "كما أنها أيضاً وسيلة للتواصل مع الأشخاص الذين ربما لن يفهموا قيمنا ومعتقداتنا، حيث أنه في كل مرة يموت فيها شخص مسن من شعوبنا الأصلية، تندثر معه كل المعرفة التي أنتجتها ثقافة تلك الشعوب على مدى عشرات أو مئات السنين".
وتابع: "يمكننا التواصل وملامسة قلوب الناس، وعلينا البدء في إجراء تغييرات في أنماط حياتنا اليومية، لكي نتغلب على الأزمة البيئية التي نعاني منها الآن، نحن كشعب أصلي في بنما نحتاج إلى نقل الرسالة التي تلقيناها من أجدادنا".
واستطر بقوله: "فكبار السن أدركوا أننا إن لم ندمج قيمهم التقليدية وهتافاتهم ومعتقداتهم الروحية بطريقة يمكن فهمها، ليس فقط من قبل شعبنا وإنما من قبل غالبية البنميين، فنحن معرضون لخطر خسارة الكثير من إرثنا وثقافتنا".
من جانبها، قالت شوشونا كيش، موسيقية ومؤسسة مهرجان الموسيقى العالمي للسكان الأصليين في كندا: "أعتقد أن قصصنا كشعوب أصلية مهمة للغاية، يوجد في كندا الكثير من الدعم المقدم للفنون، وهناك حقاً دعم قوي لحقوق السكان الأصليين في الوقت الحالي، وأشعر بأنني محظوظة جداً للوصول إليها".
وأضافت: "ولكننا ما زلنا نحاول أن نقاوم الصمت الممنهج العميق الذي يمارس تجاه السكان الأصليين في محاولة لإسكات قصصهم، وذلك لإحداث زخم كبير باتجاه زيادة تلك الأصوات والقصص الجميلة التي يمكنها أن إيصال رسالة عن ثقافاتنا ولغاتنا وتقاليدنا للعالم".
وفي هذا السياق، قالت كيرا شيروود أوريجان، مديرة التأثير في وكالة أوتياروا نيوزيلندا: "نحن بحاجة إلى سرد القصص، ومن خلالها يمكننا إرساء التعايش السلمي والتعددية الثقافية، والوصول إلى الفهم وتعزيز العلاقات بين الناس، كما أن سرد القصص يساعدنا على صنع العالم الذي نرغب بالعيش فيه، لا سيما القصص الحقيقية للسكان الأصليين، وهنا تكمن القوة في القدرة على تغيير العالم".
وتابعت: "إن رؤية تلك القصص الخاصة بالمجتمعات الأصلية، أو الأشخاص من أصحاب الهمم، وغيرها من المجتمعات المضطهدة، وهي تبدأ في الظهور إلى العلن لتصل إلى العالم، يمنحني الأمل".
بقيادة المنتدى الوطني لرؤساء إيوي، وهو ائتلاف من رؤساء إيوي "القبليين" المستقلين، يمثل "تي أراتيني"، مرحلة ثقافية مهمة، بوصفه أول مهرجان للسكان الأصليين في تاريخ إكسبو الدولي.
حيث تعاونت نيوزيلندا مع دول مُشاركة أخرى لتقديم هذا المهرجان، بالاشتراك مع دولة الإمارات، وأستراليا، وكندا، والولايات المتحدة، وماليزيا، وباراجواي، وبنما.
استُوحِي موضوع جناح نيوزيلندا في إكسبو 2020 بعنوان "رعاية الإنسان والمكان" من القيمة الماورية المسماة "كايتياكيتانغا"، والتي تعتمد على فهم أن البشر والطبيعة متصلون معا بشكل وثيق، وهو ما يولد اعتقادهم الراسخ بأن لدى البشر مسؤولية نحو رعاية الأرض والسماء والمياه والحفاظ عليها، وأن الطبيعة في المقابل ستوفر الموارد للبشر، وترعاهم لحماية مستقبلنا جميعا والحفاظ عليه.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg
جزيرة ام اند امز