تعرف على "الصدفة" التي كشفت أهم كنوز مصر الأثرية
ماعز عائلة مصرية كشفت خبيئة أثرية ضمت أهم ملوك مصر القديمة مثل رمسيس الثاني، وأحمس قاهر الهكسوس، وتحتمس الثالث مؤسس أول إمبراطورية في التاريخ.
وصل إلى المتحف المصري الكبير، الجمعة، 362 قطعة أثرية من مقتنيات الملك توت عنخ آمون والملك رمسيس التاسع، والتي كانت "الصدفة" وراء اكتشاف أغلبها، قادمة من المتحف المصري بالتحرير، لتدخل ضمن سيناريو العرض المتحفي الخاص بالمتحف الكبير عند افتتاحه.
وأوضح عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأولي بالمتحف الكبير، أن اللجنة التي تم تشكيلها لنقل القطع الأثرية، قامت بإجراء أعمال الترميم الأولي للقطع المنقولة وإعداد تقرير عن حالة كل قطعة عند استلامها، لافتاً إلى أنه فور وصول القطع إلى المتحف تم إدخالها لمعامل الترميم كل حسب حجمه وطبيعته.
وأضاف "زيدان" أنه يأتي من بين أبرز القطع المنقولة تمثالان من الجرانيت الوردي للملك توت عنخ آمون كان قد تم العثور عليهما في خبيئة الأقصر، ومجموعة من السهام، بالإضافة إلى صندوق من الخشب والعاج خاص بالملك رمسيس التاسع الذي تم الكشف عنه بخبيئة الدير البحري عام 1881.
الماعز والآثار
تعتبر خبيئة الدير البحري الموجودة في غرب مدينة الأقصر، بجانب معبد حتشبسوت والمكتشفة في عام 1881م، من أكبر الاكتشافات الأثرية العظيمة، وهي تعرف بـ"مقبرة 320" وهي جبانة تضم مومياوات أكثر من 50 ملكاً من ملوك وملكات وأمراء ونبلاء مصر على مر التاريخ.
لقد كانت الصدفة وحدها هي التي أدت إلى اكتشاف سر الخبيئة الذي اكتشفته عائلة تسمى "عبد الرسول"، وهي أسرة كانت تعمل في البحث عن الآثار ولا سيما القطع الأثرية الذهبية فقط.
فقد كان أفراد الأسرة لا يدركون قيمة الآثار التاريخية، وفي أحد الأيام بينما كانوا يرعون الماعز ابتعدت واحدة من الماعز لتبحث عن العشب واتجهت إلى منطقة صخرية، وفجأة اختفت الماعز وظل أحد أفراد الأسرة يبحث عنها حتى وجدها في بئر، وعندما نزل إلى هذه البئر العميقة وجد في نهاية البئر ممراً منحوتاً في الصخر وبالقرب منه وجد عدة توابيت، وبالقرب منها كانت هناك تماثيل أوشابتي وأواني حفظ الأحشاء وزهريات من البرونز وبعض المشغولات الذهبية.
الصفقة والصدفة
الصدفة التي أسهمت في اكتشاف الخبيئة المهمة لعبت دوراً كبيراً أيضاً في انكشاف سر هذا الكنز الذي ظل منحصراً في عائلة "عبد الرسول" لمدة عشر سنوات في عام 1881 فعندما كان أحد أفراد الأسرة يبيع كنوز المقبرة لأحد التجار كان أحد مساعدي "جاستون ماسبيرو" عالم الآثار المشهور يراقب هذه الصفقة.
وأبلغ "ماسبيرو" الذي قام بشراء القطع الأثرية من التاجر، الشرطة وقتها عن أسرة عبد الرسول وقد قامت بالقبض عليهم، وتم فتح تحقيق حول هذه الآثار المهمة التي كانت تبيعها الأسرة وقد اعترفوا باكتشافهم مقبرة في الدير البحري.
وأعلن "ماسبيرو" بعد ذلك عن هذا الكشف العظيم الذي يضم مومياوات أهم ملوك مصر القديمة مثل رمسيس الثاني، ووالده سيتي الأول، وأحمس قاهر الهكسوس، وتحتمس الثالث مؤسس أول إمبراطورية في التاريخ.
شارك في نقل هذه المومياوات أكثر من 300 عامل وظلوا لمدة يومين كاملين في نقل هذا الكنز إلى متحف بولاق في ذلك الوقت، وقد تم نقله بعد ذلك إلى المتحف المصري.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز