ارتفاع الحرارة يتسبب في ظاهرة خطيرة لم تحدث منذ 40 عاما
الخبراء يحذرون من أن يتسبب ذوبان الجليد في القطب الشمالي في تآكل الصفائح الجليدية، وارتفاع مستويات سطح البحر بشكل أسرع في العالم.
أدى ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي إلى تراجع سُمْك الجليد الذي يغطي المحيط القطبي هذا العام، إلى ثاني أدنى مستوى له خلال أربعة عقود، في مؤشر جديد على مدى التأثير السريع للمناخ على المنطقة.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الأقمار الصناعية سجّلت الحد الأدنى من الجليد البحري لهذا العام عند 3.74 مليون كيلومتر مربع في 15 سبتمبر/أيلول، وفقا لباحثين في المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد بأمريكا.
وتعد هذه المرة الثانية فقط التي يتم فيها قياس الجليد تحت 4 ملايين كيلومتر مربع خلال 40 عاما من حفظ السجلات.
وأشار التقرير إلى أن الانخفاض هذا العام اتخذ منحى سريعاً بين 31 أغسطس/آب و5 سبتمبر/أيلول، وذلك بفضل نبضات الهواء الدافئ المنبعثة من موجة الحر في سيبيريا.
ووجد فريق آخر من العلماء في يوليو/تموز الماضي، أن الموجة الحارة في سيبيريا ما كانت لتحدث لولا تغيّر المناخ الذي يسببه الإنسان.
وقال العلماء إن اختفاء جليد البحر في القطب الشمالي، يترك بقعاً من المياه الداكنة مفتوحة، تمتص تلك المياه المظلمة الإشعاع الشمسي بدلاً من عكسه مرة أخرى خارج الغلاف الجوي، وهي عملية تضخم الاحترار، وتساعد على تفسير سبب ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي بأكثر من ضعف سرعة بقية العالم على مدار الثلاثين عامًا الماضية.
وأشار توم فورمان، خبير الحياة البرية القطبية ومرشد القطب الشمالي، إلى أن فقدان الجليد البحري يهدد أيضًا الحياة البرية في القطب الشمالي، من الدببة القطبية والفقمات إلى العوالق والطحالب.
ويحذر الخبراء من أن يتسبب ذوبان الجليد في القطب الشمالي في تآكل الصفائح الجليدية التي تغطي أراضي القطب الشمالي في كندا وجرينلاند، وهو سيؤدي بدوره إلى ارتفاع مستويات سطح البحر بشكل أسرع في جميع أنحاء العالم.