"ثلج البطيخ" يهدد الأنهار الجليدية الإيطالية
عند الضغط على هذه الثلوج باستخدام حذائك مثلاً، فإنها ستترك أثراً وردياً مميزاً يشبه لون لُب البطيخ.
يبدو أن جبال الألب الجليدية، التي كانت ذات يوم موقعاً لمعارك الحرب العالمية الأولى بين مملكة إيطاليا والإمبراطورية النمساوية المجرية، والآن وجهة للباحثين عن الهواء الطلق والتزلج، أصبح يهددها "ثلج البطيخ".
وعند الضغط على هذه الثلوج باستخدام حذائك مثلاً، فإنها ستترك أثراً وردياً مميزاً يشبه لون لُب البطيخ، كما أن الثلج يحتوي على رائحة بطيخ طازجة ولهذا يطلق عليه "ثلج البطيخ"، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ويأتي اللون الوردي والرائحة من الطحالب التي تنمو على الجليد، وعلى الرغم من أن الطحالب لا تتلف الجليد مباشرة، إلا أنها تجعل السطح الأبيض عادة أغمق، مما يسمح بامتصاص المزيد من الضوء من الشمس.
ويسخن هذا الضوء الممتص النهر الجليدي، على ارتفاع 10688 قدمًا (3069 مترًا) فوق مستوى سطح البحر، مما يسرع من معدل ذوبانه.
وقال بياجيو دي ماورو، الباحث في معهد العلوم القطبية بالمجلس القومي للبحوث في إيطاليا لشبكة "سي إن ان"، إن الأنواع النباتية المجهرية المعروفة بـ" الكلاميدوموناس الثلجي" تسببت على الأرجح في اللون الوردي المفاجئ، وهذه الطحالب شائعة في جبال الألب، ولكن يبدو أن تساقط الثلوج الشتوية المنخفضة قد اجتمع مع ارتفاع درجات الحرارة في الربيع والصيف لتهيئة ظروف مثالية لازدهار كبير لها.
وتتقلص الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم بمعدلات مذهلة بسبب تغير المناخ، وفي الولايات المتحدة، يمكن أن تختفي العديد من الأنهار الجليدية الرئيسية الموجودة منذ آلاف السنين في غضون عقود، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكي (USGS) .
وتلاحظ الهيئة أن الأنهار الجليدية غالباً ما تكون جزءاً لا يتجزأ من نظمها البيئية المحلية، حيث توفر المياه الباردة للأسماك في اتجاه المصب، وتدعم الزراعة وتوفر مصادر مياه الشرب الرئيسية للسكان، وبدون الأنهار الجليدية ستكون المياه أكثر ندرة، حتى مع تزايد انتشار حالات الجفاف وحرائق الغابات بسبب تغير المناخ.