دراسة تكشف سر تكوّن جليد على أقرب الكواكب للشمس
الحرارة الشديدة نهارا تتحد مع درجة حرارة 200 درجة مئوية تحت الصفر في زوايا الحفر القطبية على الكوكب، لتعمل كمختبر لصنع الثلج.
من الصعب تصديق وجود الجليد على كوكب عطارد، حيث تصل درجات الحرارة خلال النهار إلى 400 درجة مئوية، ولكن دراسة حديثة لمعهد جورجيا للتكنولوجيا، كشفت عن أن هذه الحرارة المرتفعة على الكوكب الأقرب إلى الشمس، هي نفسها التي قد تكون ساعدت في صنع بعض من هذا الجليد.
ووجدت الدراسة أن الحرارة الشديدة في النهار، يمكن أن تتحد مع درجة حرارة 200 درجة مئوية تحت الصفر في زوايا الحفر القطبية على الكوكب التي لا ترى ضوء الشمس، لتعمل كمختبر كيميائي ضخم لصنع الثلج.
ويشرح الباحثون آلية إنتاج الثلج على الكوكب الأقرب للشمس في تقرير نشره موقع معهد جورجيا، الجمعة، قائلين: "تحتوي المعادن في التربة السطحية لعطارد على ما يسمى مجموعات الهيدروكسيل (OH) ، وتساعد الحرارة الشديدة على تحرير مجموعات الهيدروكسيل، ثم تنشيطها لتحطيم بعضها البعض لإنتاج جزيئات الماء والهيدروجين التي تنطلق من السطح وتنجرف حول الكوكب".
وأضاف الباحثون: "تتحلل بعض جزيئات الماء بفعل ضوء الشمس أو ترتفع فوق سطح الكوكب، لكن الجزيئات الأخرى تهبط بالقرب من أقطاب عطارد في ظلال دائمة للحفر التي تحمي الجليد من الشمس، ولا يمتلك عطارد الزئبق جواً، وبالتالي لا يوجد هواء يمكنه توصيل الحرارة؛ لذا تصبح الجزيئات جزءاً من الجليد الجليدي الدائم الموجود في تلك الحفر".
ومن المقرر أن ينشر الباحثون هذه الآلية في دورية رسائل مجلة الفيزياء الفلكية، الإثنين، وقد تم تمويل البحث من قبل برنامج المعهد الافتراضي لبحوث استكشاف النظام الشمسي (SSERVI) التابع لوكالة ناسا وبرنامج ناسا للأجواء الكوكبية.