جهد إماراتي قياسي لوقف حرب غزة.. 54 اتصالاً ولقاءً وقمة و550 طن مساعدات
جهود إماراتية قياسية على مدار الساعة لوقف حرب غزة، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل.
جهود لا تتوقف من خلال المباحثات الثنائية أو المشاركة في قمم واجتماعات ومؤتمرات دولية أو من خلال الحراك المتواصل في مجلس الأمن الدولي.
وبحسب إحصاء لـ"العين الإخبارية" فقد بحثت الإمارات سبل وقف التصعيد في غزة وحماية جميع المدنيين عبر 43 اتصالا ولقاء مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين.
وفي إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة وحرصها على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ينهي حالة العنف في المنطقة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، شاركت الإمارات في 6 قمم واجتماعات خليجية وإسلامية وعربية ودولية لنفس السبب، إضافة إلى 4 اجتماعات في مجلس الأمن الدولي واجتماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بإجمالي 54 اتصالا ولقاء وقمة خلال 16 يوما، الأمر الذي يبرز الجهد القياسي التي تقوم به لوقف الحرب.
وجنبا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والسياسية، أعلنت دولة الإمارات عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 124 مليون درهم، فضلا عن إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي جمعت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية خلال أسبوع من إطلاقها.
ومنذ يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري تتعرض غزة لقصف إسرائيلي عنيف متواصل، في أعقاب هجوم مباغت وغير مسبوق لحركة حماس على مستوطنات ومدن إسرائيلية في غلاف القطاع.
وتسبب القصف الإسرائيلي في تدمير واسع النطاق في غزة، وحصيلة قتلى ترتفع، ونزوح الآلاف، وتداعيات إنسانية كارثية.
جهود القيادة
ومنذ تجدد التصعيد في غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لا يكاد يمر يوم دون أن يجري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مباحثات واتصالات مع قادة دول العالم لبحث جهود التهدئة والدعوة للحفاظ على أرواح كل المدنيين وتوفير الحماية لهم وفتح ممرات إنسانية لنقل المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة دون عوائق، إضافة إلى تضافر الجهود لإيجاد أفق للسلام الشامل في المنطقة.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات بشأن الأوضاع في غزة مع نحو 19 من قادة ورؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين أمميين تركزت حول جهود وقف التصعيد على المدى القصير، وسبل حل الأزمة بشكل مستدام عبر الوصول إلى سلام شامل وعادل يفضي إلى حل الدولتين، من بينهم جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، ورؤساء مصر عبدالفتاح السيسي وتركيا رجب طيب أردوغان، وإسرائيل إسحاق هرتسوغ، إضافة إلى عدد من رؤساء حكومات العالم، من بينهم إسرائيل بنيامين نتنياهو، وهولندا مارك روته، وكندا جاستن ترودو.
في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة وحرصها على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ينهي حالة العنف في المنطقة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين، شارك رئيس دولة الإمارات في قمتين دوليتين تناولتا بحث جهود التهدئة في القطاع.
وشارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، 21 الجاري، في أعمال " قمة القاهرة للسلام" التي افتتحها الرئيس المصري بمشاركة قادة عدد من الدول العربية والأجنبية ورؤساء حكوماتها وأنطونيو غوتيريش أمين عام منظمة الأمم المتحدة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمة له بمناسبة انعقاد "قمة القاهرة للسلام " أن الأولوية القصوى والعاجلة خلال المرحلة الحالية لتقديم الدعم الإنساني للمدنيين في قطاع غزة وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لمواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية، في ظل الوضع الإنساني الخطير في القطاع.
وشدد على أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً خلال الفترة المقبلة من أجل كل ما يدفع الأمور نحو السلام والاستقرار بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم.
وبين أن تجربة العقود الماضية، وصولاً إلى الصراع الحالي تؤكد أنه في ظل غياب أفق سياسي يقود إلى سلام عادل وشامل وآمن ومستدام، ستظل المنطقة واستقرارها رهناً لدوامات مستمرة من العنف، ما يستنزف جهودها ويبدد آمال شعوبها في التنمية والرخاء، فلا تنمية في غياب السلام.
وتأتي مشاركته في تلك القمة غداة مشاركته في قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول "الآسيان" التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، الجمعة الماضية، وشارك فيها قادة ورؤساء وفود 16 دولة (دول مجلس التعاون الخليجي الست+ 10 دول من جنوب شرق آسيا يمثلون رابطة الآسيان).
ورسم رئيس دولة الإمارات في كلمته بمناسبة القمة، خارطة السلام في فلسطين والشرق الأوسط، محذرا من تداعيات اتساع دائرة الحرب على الأمن الإقليمي.
جهود دبلوماسية
على الصعيد الدبلوماسي، أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي 24 اتصالا ولقاء مع نظرائه حول دول العالم وعدد من المسؤولين، من بينهم نظراؤه الأمريكي أنتوني بلينكن، والتركي هاكان فيدان، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والإسرائيلي إيلي كوهين.
ضمن أحدث تلك الاتصالات، بحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، خلال اتصال هاتفي جرى مساء الأحد، مع هانكي برونز سلوت وزيرة خارجية هولندا، الأحداث الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة لضمان استدامة إيصال المساعدات الإغاثية والطبية للمدنيين.
كما بحثا جهود المجتمع الدولي لحماية كافة المدنيين من تداعيات الأزمة الراهنة والمساعي المبذولة لخفض التصعيد.
اجتماعات ومؤتمرات
كما شارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في الاجتماع الاستثنائي الخليجي على المستوى الوزاري بمسقط بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، والذي تم خلالها الإعلان عن تقديم دعم فوري للمساعدات الإنسانية والإغاثية بقيمة مائة مليون دولار.
وأكد خلاله الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على موقف دولة الإمارات الثابت والراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وغداة هذا الاجتماع، ترأس خليفة شاهين المرر، وزير الدولة الإماراتي، وفد بلاده إلى الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية مفتوح العضوية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والذي عقد في مقر الأمانة العامة للمنظمة في مدينة جدة 18 أكتوبر/ تشرين الأول، لمناقشة تطورات الأوضاع القائمة في الأراضي الفلسطينية، والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
واعتمد الاجتماع الاستثنائي بياناً ختامياً يدعو من بين أمور أخرى، إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والرفع الفوري للحصار ومطالبة كافة الدول والمجتمع الدولي إلى المسارعة بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية العاجلة.
وفي اليوم نفسه، شارك وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي برئاسة حمد أحمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس، في المؤتمر الخامس والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد، برئاسة محمد الحلبوسي رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس مجلس النواب في العراق، ومشاركة رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية العربية.
وشدد الرحومي على أن الشعبة البرلمانية الإماراتية تؤكد على موقف دولة الإمارات الثابت والراسخ حيال الموقف العربي الداعي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد، وضرورة تعزيز الجهود المكثفة لتحقيق التهدئة، وتخفيض وتيرة التصعيد.
وفي 11 أكتوبر/ تشرين الأول، ترأس خليفة شاهين المرر وزير دولة، وفد دولة الإمارات المشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية والذي عقد لبحث سبل التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي لوقف الاعتداءات على الأراضي الفلسطينية المحتلة إثر التصعيد الأخير غير المسبوق في قطاع غزة.
حراك في مجلس الأمن
وواكب تلك الجهود حراك إماراتي في مجلس الأمن الدولي عبر 4 اجتماعات.
ضمن أحدث تلك الاجتماعات، أكدت نورة الكعبي، وزيرة الدولة الإماراتية، في اجتماع مجلس الأمن بشأن مساهمات الآليات الإقليمية في السلام والأمن 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، على أن تأييد المجلس لجهود الوساطة الإقليمية والثنائية، يمكن أن يتقدم بشكل كبير باتجاه تحقيق السلام.
ودعت أن يتحدث المجلس بصوت واحد حول الأزمة الكارثية التي تتكشف في غزة.
واستبق هذا الاجتماع، مشاركة السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للإمارات في الأمم المتحدة في 3 جلسات بشأن الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية دعت خلالها إلى وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية.
وحذرت من أن شبح إراقة الدماء، سيظل يطارد الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، في ظل غياب الأفق السياسي الجاد.
وشددت على أنه يتعين على مجلس الأمن أن يتوحد بشأن احترام القانون الدولي وإنهاء دائرة العنف.
وإضافة إلى جلسات مجلس الأمن، أكدت دولة الإمارات خلال المناقشة العامة للجنة الثانية حول فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على أهمية: الوقف الفوري للأعمال العدائية وتوفير الحماية للمدنيين، وتدارك الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ودعم الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف.
مساعدات إنسانية
وعلى الصعيد الإنساني تتواصل جهود الإمارات لدعم أهل غزة، والتي أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أمر في الأيام الأولى للحرب بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار( نحو 74 مليون درهم إماراتي).
يأتي هذا الدعم من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وفي دعم إضافي للفلسطينيين، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء.
أيضا تم قبل نحو أسبوع إطلاق مبادرة «تراحم من أجل غزة» تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي تتواصل حتى اليوم.
وتتواصل المشاركة الفاعلة للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات ضمن حملة "تراحم من أجل غزة" والتي تجسد القيم الراسخة للمجتمع الإماراتي وتضامنه الإنساني مع المتضررين من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ودعمه للجهود الرسمية في هذا الصدد.
وشارك في الحملة 10100 متطوع ساهموا في إعداد 25000 حزمة إغاثية على مدار اليومين الماضيين من خلال فعاليات نظمت في أبوظبي ودبي والشارقة، وجمعت أكثر من 550 طنا من المواد الإغاثية، كما تم إرسال 120 طنا إلى مدينة العريش في مصر بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي لإدخالها إلى قطاع غزة تشمل الاحتياجات الغذائية والاحتياجات الخاصة بالأطفال والأمهات.
وتشرف على الحملة وزارة الخارجية بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبرنامج الغذاء العالمي، وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، بالإضافة لمنصات التطوع الوطنية.
وتهدف مبادرة "تراحم من أجل غزة" إلى التضامن مع الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً خاصة الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع "ما يزيد على مليون طفل" من خلال توفير الاحتياجات الأساسية لهم ولأمهاتهم، إضافة إلى المستلزمات الصحية ومواد النظافة العامة.
دعم يتواصل في إطار مواقف الإمارات الأخوية ونهجها الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم والذي يعد من ثوابت دولة الإمارات.
aXA6IDMuMTQ0LjI1Mi41OCA= جزيرة ام اند امز