نازحو "قره باغ".. بر الأمان يبدأ من طريق المنفى
أمام فندق كئيب، تأتي الصحفية "آني" بسيارتها الخضراء لمساعدة النازحين الفارين من رحى المعارك
يحملون حقائبهم وأرواحهم على أكفهم، ويسلكون طريق المنفى ووديانا ضيقة ومتعرجة، هربا من لهيب المدافع في جيب جبلي يقع على ارتفاع أكثر من 2300 متر فوق مستوى سطح البحر.
إنهم النازحون الجدد الفارون من رحى المعارك الدائرة منذ أسبوع في إقليم قره باغ، المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان منذ عقود.
طريق "المنفى"
على أبواب "قره باغ" تسمع من ينادي "هل أنت ذاهب إلى يريفان؟"، لتجد عشرات النازحين المنهكين الذين سلكوا طريق المنفى المؤقت نحو غوريس، وهي المحطة الأولى نحو العاصمة الأرمينية.
عشرات النازحين من عائلات بأكملها هربوا من مدينة ستيباناكرت، كبرى مدن الإقليم التي لم تذق طعم النوم منذ ثمانية أيام، يستوقفون بنظرات قلقة، السيارات العابرة على الحدود بين الإقليم وجنوب شرق أرمينيا، علّهم يجدون من يخرجهم إلى بر الأمان.
"انسوني"
أمام فندق كئيب مكعب على الطراز السوفيتي، تأتي "آني" بسيارتها الخضراء من طراز كليو، تسأل "كم عددكم؟ هل تريدون أن أقلكم؟".
"آني"، صحفية تركت مع خطيبها وصديق آخر، عملهم، وجاءت إلى هذه النقطة لمساعدة المحتاجين، مبدية تأثرها بالأحداث الجارية في قره باغ،.
تقول ابنة الـ31 عاما "لقد قلت لمكان عملي: انسوني، هناك نازحون من ستيباناكرت يجب أن نساعدهم بأية طريقة".
وتضيف "إنها مبادرة شخصية من أشكال التعبئة الشعبية، التي يساعدون من خلالها بلادهم"، مشيرة إلى التضامن الكامل للشعب الأرميني في مواجهة التدخل التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.
يصل النازحون إلى العاصمة يريفان، وهناك يقوم الأقارب أو الفنادق أو المدارس بتقديم الرعاية اللازمة لهم، من مأكل ومشرب وملبس، بفضل حملات التبرع الجارية في بلد تحول بأكمله إلى الخطوط الأمامية في اللحظات الصعبة، كما تشرح آني.