أرمينيا وأذربيجان.. عدائية أردوغان تشعل حرب القوقاز
"المعارك العنيفة" تواصلت لليوم السابع على التوالي بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورنو قره باغ مع تأكيد يريفان أن باكو أطلقت عملية هجومية
لم تظهر مؤشرات على أن محاولات بدء محادثات سلام بشأن إقليم ناغورني قره باغ، تمكنت من تحقيق أي انفراجة، السبت، مع سعي تركيا لتأجيج الوضع وعرقلة كل محاولات السلام.
ويأتي ذلك وسط مخاوف من جر القوقاز لحرب إقليمية تقضي على الأخضر واليابس بسبب أطماع الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتواصلت المعارك العنيفة، السبت، لليوم السابع على التوالي بين أرمينيا وأذربيجان على معظم خط الجبهة في إقليم ناغورني قره باغ، مع تأكيد يريفان أن باكو أطلقت عملية هجومية كبيرة.
وأعلن رئيس الإقليم أياريك هاروتيونيان أن "المعركة الأخيرة" على ناغورني قره باغ قد بدأت، مضيفا، فيما ارتدى الزي العسكري، أنه سيتوجه إلى الجبهة للانضمام إلى القتال.
وأكدت من جهتها المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، على صفحتها في "فيسبوك"، أن القوات الأرمنية "نجحت في وقف هجوم العدو إلى حد كبير"، متحدثة عن "معارك عنيفة".
والقتال الحالي هو الأعنف منذ التسعينيات ويعزز مخاوف من نشوب حرب إقليمية أوسع وسط مخاوف على الاستقرار في جنوب القوقاز، وهي المنطقة التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان إلى الأسواق العالمية.
محاولات السلام الدولية التي تقودها فرنسا في القوقاز يفشلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدعمه الدائم لأذربيجان وإرساله المرتزقة إلى جبهات القتال، وعرقلة خطوات السلام والتي كان أحدثها، السبت، رفضه المطالب "السطحية" بوقف إطلاق النار في جنوب القوقاز.
تصرفات أردوغان جاءت في خروج واضح عن المنطق والأعراف الدولية، التي ترتكز على وأد الصراعات بين الدول، حيث قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية إن "المطالب السطحية بوقف فوري للعمليات القتالية ووقف إطلاق النار بشكل دائم لن تكون مجدية هذه المرة".
وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، مع رئيس أذربيجان إلهام علييف ومع نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا، وقال ماكرون إنه "اقترح سبيلا جديدا للعودة للمحادثات".
وقال المكتب الصحفي لعلييف "رئيس أذربيجان ألقى بالمسؤولية كاملة على قيادة أرمينيا فيما يتعلق بانهيار المفاوضات وبدء المواجهة المسلحة".
وتقول أرمينيا إن أذربيجان هي التي أعادت تأجيج الصراع بشن هجوم واسع في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقالت أرمينيا، الجمعة، إنها مستعدة للتواصل مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا من أجل العودة إلى وقف إطلاق النار في ناغورني قرة باغ.
لكن علييف قال إن مجموعة مينسك أخفقت على مدى العقود الثلاثة الماضية في تحقيق تقدم في هذا النزاع.
ولطالما يجاهر أردوغان بعدائه لأرمينيا، وخلال الصراع المشتعل حاليا سكب الزيت على النار، داعما أذربيجان تارة، وداعيا أرمينيا إلى إنهاء ما وصفه بـ"باحتلالها أراضي أذربيجان" تارة أخرى، نافخا سمه بالصراع المشتعل الذي أودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص حتى الآن.
سكب الزيت على النار
بل تمادى الرئيس التركي في أحقاده بتصريحات مليئة بالتوتر والعدائية لأرمينيا، وحديث لا يخلو من الشر ولغة التهديد والوعيد، مؤكداً أن أذربيجان "باتت مضطرة إلى حل مشاكلها بنفسها شاءت أم أبت تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان بكل الإمكانيات".
وواصلت تركيا في سكب الزيت على نار الأزمة، بمطلب وزير الدفاع التركي خلوص أكار، لدولة أرمينيا، قائلا "يجب أن توقف أرمينيا هجماتها على الفور وتعيد المرتزقة والإرهابيين الذين أتت بهم من الخارج وتنسحب من أراضي أذربيجان".
الدعم التركي لأذربيجان، الذي نفاه وبشكل قاطع أحد مساعدي الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لم يتوقف عند حد التصريحات العدائية أو مساعي أنقرة لإشعال الصراع التاريخي بين الطرفين، بل وصل إلى إرسال مرتزقة سوريين موالين لأردوغان للقتال بجانب القوات الأذرية.
وتقول أرمينيا عن الدعم التركي لأذربيجان إن تركيا نقلت نحو 4000 مسلح من شمال سوريا إلى أذربيجان للمشاركة في القتال الدائر حاليا بين باكو ويريفان، بشأن إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه.