قرار بايدن المثير.. ماذا يعني الاعتراف بـ"هولوكوست الأرمن"؟
في الذكرى الـ106 لأحد أشهر المذابح الدموية في التاريخ، والتي استهدفت الأرمن على يد الدولة العثمانية (تركيا حاليا) اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن بالإبادة الجماعية بحق الأرمن.
وقال الرئيس الأمريكي "نتذكر أرواح جميع من لقوا حتفهم في الإبادة الجماعية للأرمن ونجدد التزامنا بمنع حدوث أحداث مشابهة مرة أخرى".
اعتراف الإدارة الأمريكية يمثل فصلا جديدا ومهما في القضية البارزة التي تمثل غصة دائمة في حلق النظام التركي، وتفتح الباب للحديث عن أهمية تلك الخطوة التاريخية.
ماذ يعني الاعتراف؟
الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن يعني الاعتراف الرسمي أن المجازر المنهجية والترحيل القسري للأرمن التي ارتكبت من قبل الدولة العثمانية ما بين 1915 و1923 تمثل إبادة جماعية.
ويرى الغالبية العظمى من المؤرخين وكذلك المؤسسات الأكاديمية التي تقوم بدراسة الهولوكوست (الإبادة الجماعية لليهود على يد هتلر النازي خلال الحرب العالمية الثانية) أنه ما حصل للأرمن كذلك غبان الحقبة العثمانية كان إبادة جماعية.
خطوة أمريكية تأخرت
رغم الاعتراف المتزايد دوليا بالطابع الإبادي للمجزرة التي ارتكبت بحق الأرمن في المجال البحثي وأيضاً في المجتمع الحضاري، لا تزال بعض الحكومات مترددة بأن تعترف رسمياً أن عمليات القتل كانت إبادة جماعية بسبب قلق سياسي بشأن علاقاتها مع تركيا، العديد من الدول الأخرى لم تعترف بالمذبحة، وكانت الولايات المتحدة قبل اعتراف إدارة بايدن من أكثر الدول إثارة للجدل بشأن عدم الاعتراف بإبادة الأرمن.
الإدارات الأمريكية السابقة تفادت الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، حرصا على العلاقات مع تركيا، حتى جاء اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن في 24 أبريل 2021 بأن مذابح الأرمن في أوائل القرن العشرين كانت إبادة جماعية.
يشار في هذا الصدد، حسب تقارير إعلامية، إلى إنه رغم أن الولايات المتحدة كانت لا تعترف ككل بأن ما حصل للأرمن يعتبر إبادة، إلا أن 49 من أصل 50 ولاية (جميعها ما عدا ميسيسيبي) تعترف بالإبادة الأرمنية.
العرقلة التركية للاعتراف
الاعتراف الكبير عالميا بتلك المذبحة كواقع تاريخي لعملية إبادة جماعية مارستها السلطات العثمانية ضد عرق بعينه فإن حكومتي تركيا وحليتفها الوثيقة أذربيجان هما الوحيدتان اللتان ترفضان مباشرة الصحة التاريخية للإبادة الجماعية الأرمينية، وكلتاهما تعارض بإصرار الاعتراف بالإبادة من قبل دول أخرى، مهددتان بعواقب اقتصادية ودبلوماسية للمعترفين.
حسب مراقبين للشأن التركي فإن الحكومة التركية دفعت ملايين الدولارات من أجل ممارسة ضغط سياسي في واشنطن في العشر سنوات الماضية، الكثير منها مركز على قضية الإبادة الأرمينية، كما قامت في الماضي بتهديد السياسيين في الدول الأخرى بالقصاص الشديد لكي تمنعهم من أن يستعملوا كلمة إبادة جماعية.
واتهمت تقارير تركيا بمحاولة تهديد وإسكات الصحفيين الاستقصائيين الأجنبيين والباحثين في مجال الإبادة الجماعية.
وعلى النقيض من تركيا، أذربيجان، فإن إنكار الإبادة الأرمينية في دول منها فرنسا، سويسرا، اليونان، قبرص، وسلوفاكيا، ممنوع رسمياً.
في المقابل فقد أصبح من المسلم به أن على نطاق واسع أن مذابح الأرمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث،
ويشير باحثون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من خلالها عمليات قتل هدفها القضاء على الأرمن، وتعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح بعد الهولوكوست.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA== جزيرة ام اند امز