وثيقة «صادمة» للجيش الإسرائيلي بالتزامن مع بحث الكابينت «احتلال غزة»

فيما بدا أنه ضغط إضافي من قبل الجيش الإسرائيلي على الحكومة لقبول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، سرب الجيش الإسرائيلي وثيقة عن عملية "عربات جدعون".
و"عربات جدعون" هي العملية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي للضغط على "حماس" في غزة من أجل القبول بالشروط الإسرائيلية لصفقة الأسرى.
ويستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية "عربات جدعون 2" لـ"احتلال" مدينة غزة بعد أن قال رئيس أركان الجيش إيال زامير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إن عملية "عربات جدعون" ناجحة.
لكن وثيقة داخلية في الجيش الإسرائيلي خالفت آراء جميع القادة السياسيين والعسكريين بعد أن اعتبرت أن العملية كانت "فاشلة".
وتم تشريب الوثيقة إلى القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية تزامنا مع انعقاد "الكابينت" لبحث "خطط احتلال غزة"، والرد على الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية بما فيها الضم في الضفة الغربية.
وعلى الرغم من تصريح رئيس أركان الجيش إيال زامير بأن عملية "عربات جدعون" كانت ناجحة، إلا أن الوثيقة تقول: "فشلنا"، وتنص على أن "إسرائيل ارتكبت كل خطأ ممكن بشن الحرب بما يتعارض مع عقيدتها الحربية".
وترى الوثيقة أنه "إلى جانب إنجازات مثل الإضرار بقيادة حماس وتدمير البنية التحتية، فإن حماس لم تهزم، ولم تتم إعادة الرهائن، وأن المعركة تآكلت في مواجهة حرب العصابات وتحت الضغط الدولي المتزايد".
تفاصيل
وبحسب القناة الإسرائيلية فإن "الجيش أعد الوثيقة في إطار التحضير للمرحلة المقبلة – وهي احتلال مدينة غزة – وكُتب فيها بشكل واضح وحاد: فشلنا".
وقالت: "جاء في الوثيقة إن إسرائيل ارتكبت كل خطأ ممكن عندما أدارت حرباً بخلاف عقيدتها القتالية”.
وبحسبها، فإن "إسرائيل قاتلت من دون بُعد زمني أو إدارة للموارد، استنزفت قواتها وخسرت كامل الرصيد الدولي".
وجاء في الوثيقة أن أسلوب قتال الجيش الإسرائيلي لم يتوافق مع عقيدته القتالية ولا مع الطريقة التي تقاتل بها حماس.
وتحت عنوان بارز كُتب: "توفر لحماس كل الشروط للبقاء من أجل الانتصار– الموارد، البُعد الزمني، وأسلوب القتال المناسب".
كما تم التشديد على أن بعض أهداف القتال لم تتحقق إطلاقاً، "فلم تُهزم حماس، ولم تتم إعادة الرهائن، لا عبر صفقة ولا عبر عمل عسكري".
بموازاة ذلك تم عرض الإنجازات على الأرض: التدمير الكامل لبنى حماس التحتية في محيط حدود غزة ومناطق أخرى، إصابة بالغة لنشطاء التنظيم وبنيته التحتية، تصفية وضرب قيادته مع التركيز على زعيمها في غزة محمد السنوار، وكذلك إعادة جثامين مختطفين إلى إسرائيل.
أسباب الفشل
بحسب القناة فقد قدمت الوثيقة الداخلية سلسلة من الأسباب الرئيسية لفشل عملية "عربات جدعون".
وقالت "من بين أمور أخرى، زعم أن إسرائيل تبنت منطقا رادعا وليس منطقا حاسما، من أجل الترويج لصفقة أخرى، وهي خطوة رصدتها حماس وفهمتها واستطاعت استغلالها. وبالإضافة إلى ذلك، لوحظ الفشل في تخطيط وتنفيذ تقديم المعونة الإنسانية، إذ سمح لحماس بقيادة حملة "تجويع" زائفة ولكنها فعالة".
كما أشارت الوثيقة إلى أن "المنطق النظامي للمناورة انهار، إذ لم يكن هناك تركيز للجهد في مراكز الثقل، وعملت القوات مرة أخرى في نفس المناطق التي كانت قد ناورت فيها سابقا، فضلا عن البطء الذي نجم عن فجوات الموارد، وتفضيل مبدأ الأمان مما كبح الإنجازات الكبيرة".
كما أكدت الوثيقة أن "القتال دار دون بعد زمني واضح، وإلى ذلك أضيفت مواجهة غير ناجعة أمام حرب العصابات التي تخوضها حماس، ما صعّب أكثر من تحقيق الحسم".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز