موقع بريطاني: حفتر الأمل الأخير لاجتثاث الإرهاب في ليبيا
موقع "جي آر إي" البريطاني يرى أن ممارسات التنظيمات الإرهابية دفعت الليبيين للالتفاف حول حفتر وجعلت من الأخير زعيما له جاذبية ومكانة
لعبت التنظيمات الإرهابية، من حيث لا تدري، دورا كبيرا في نجاح الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والتفاف الليبيين حوله، وجعلت من الأخير زعيما له جاذبية ومكانة.
ويرى موقع "جي آر إي" البريطاني أن المليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تعتمد عليها حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، ترتبط بالعنف والقهر والإجبار لكل مكان تسيطر عليه.
وتولد لدى كثير من الليبيين حالة تخوف ورفض لأي منتمٍ لتلك الحكومة التي ترعى المليشيات، حيث أصبحت صانعة لثقافة كراهية الآخر المختلف في الدين أو المذهب أو الفكر.
وقال الموقع البريطاني إن حكومة الوفاق تعتمد على مليشيات متطرفة، يمنحها السراج سلطات أمنية واسعة، منها "قوة الردع الخاصة" برئاسة عبدالرؤوف كارة، والتي تتحكم في مداخل طرابلس ومطار معيتيقة الدولي، وتصفها حكومة الوفاق بأنها شرطة رغم اتهامها إلى جانب مليشيات أخرى تتخذ من طرابلس مقراً لها، بالتحول إلى "شبكات إجرامية".
وتعد "قوة الردع الخاصة" من أبرز التشكيلات المسلحة التي تكونت منذ عام 2012 في طرابلس، واتخذت من قاعدة معيتيقة العسكرية -أقوى قواعد العاصمة الليبية- مقراً لها، وتألفت قواتها في ذلك الوقت من بقايا عناصر مجلس طرابلس العسكري الذي كان يقوده عبدالحكيم بلحاج قائد تنظيم الجماعة الإسلامية المقاتلة (مؤسس فرع تنظيم القاعدة سابقاً في ليبيا).
وأضاف الموقع أن "كتائب هيثم التاجوري" في طرابلس أيضا متورطة في أعمال إرهابية وجرائم منها سعيها للسيطرة على سوق العملة في العاصمة، وابتزاز موظفي البنوك، وخطف وزراء حكوميين، وممارسة انتهاكات واسعة في السجون التي تسيطر عليها.
وحسب متابعين للشأن الليبي، أصبحت ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد القذافي عام 2011 شاهدا رئيسيا على أبشع أنواع الجرائم في ظل سطوة جماعة الإخوان الإرهابية ومليشياتها وتنظيماتها المهيمنة على العاصمة طرابلس والتي تمثل الجناح العسكري لحكومة السراج، الذي يوفر لها الغطاء السياسي ويطلق عليها اسم (القوى الثورية المساندة) بينما سقط آلاف القتلى والمصابين من الضحايا المدنيين على يد هذه المليشيات التي ضربت استقرار ليبيا بنشر الفوضى المسلحة لبسط نفوذها.
جرائم المليشيات
- تهجير أهالي تاورغاء
يقول الحقوقي الليبي سراج التاورغي إن جماعة الإخوان الإرهابية هي المسؤول الأول عن تهجير أهالي تاجوراء بزعم وقوفهم أمام الثوة ومساعدة القذافي في الحرب ضدهم.
وعقب سقوط نظام القذافي في 2011، حرك تنظيم الإخوان مليشياته تجاه مدينة تاورغاء، حيث ارتكبوا أبشع جرائم قتل وتهجير، سقط خلالها أكثر من 400 قتيل من أهالي المدينة على أيدي المليشيات، في حين فر الآلاف من سكان المدينة ويعيشون حاليا في مخيمات موزعة على المدن الليبية.
- مذبحة بني وليد 2012
أباح المؤتمر الوطني العام الذي يمثل السلطة التشريعية لحكومة الوفاق ويسيطر عليه أصحاب الإخوان والموالين لهم، اجتياح مدينة بني وليد من قبل المليشيات الإرهابية، وقتل النساء والأطفال والمسنين وتشريد الآلاف من المدنيين وأسر عدد من القيادات الاجتماعية.
البداية كانت في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول في عام 2012، عندما أصدر المؤتمر الوطني المنتهية ولايته قرارا باجتياح بني وليد، تحت اسم "حملة الخير" لاستهداف الخارجين عن القانون.
امتدت العملية ضد المدينة لمدة تزيد على 20 يوما وسقط خلالها 78 قتيلا من بينهم 7 أطفال و4 نساء، بالإضافة لجرح 324 في صفوف المدنيين، جراء القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة من قبل المليشيات، إضافة إلى حملة واسعة من الاعتقالات على أساس الهوية الاجتماعية لأبناء قبائل "ورفلة" التي ترفض حكم المليشيات.
- مذبحة غرغور
وقعت حادثة غرغور بعد صلاة الجمعة يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، حين تجمع عدد من المصلين العزل أمام مسجد القدس وسط العاصمة الليبية طرابلس للتظاهر سلميا مطالبين بتطبيق قراري المؤتمر الوطني العام 27 و53 بخصوص إخلاء العاصمة من جميع التشكيلات المسلحة.
وانطلقوا باتجاه منطقة غرغور القريبة التي توجد بها إحدى هذه التشكيلات التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، وعند اقتراب المتظاهرين العزل من المنطقة حدث إطلاق نار متواصل من قبل المليشيات نتج عنه مقتل عدد كبير من المتظاهرين وصل إلى 47 ضحية وإصابة 518 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم شيوخ ونساء حسب إحصائيات من مستشفيات طرابلس.
- مذبحة براك الشاطئ
قتل 140 جنديا من أفراد "اللواء 12 مجحفل" التابع للجيش الليبي، وأصيب 18 آخرون خلال هجوم شنته القوة الثالثة التابعة لتنظيم الإخوان والمنضوية تحت رئاسة حكومة الوفاق الوطني على قاعدة براك الشاطئ الجوية، جنوب غرب ليبيا.
ووقع الهجوم في 15 يوليو/تموز 2017 بعد نصب كمين لجنود الجيش العائدين من حفل تخرج أقيم في بنغازي، حيث رصدت الكاميرات اقتياد الجنود داخل مبنى وعثر عليهم بعد ذلك وقد تمت تصفيتهم.
- فجر ليبيا 2014
شن تنظيم الإخوان الإرهابي عام 2014 حربا ضارية أثناء اجتياحه لطرابلس اعتراضا على نتائج الانتخابات البرلمانية التي أقصت التنظيمات الإرهابية وفي سعيها للسيطرة على العاصمة أسقطت أكثر من 250 شخصا بينهم أطفال ونساء بسبب قصفها العشوائي على الأحياء المدنية وقدرت الخسائر جراء هذه الحرب بمليارات الدولارات خاصة بعد تدمير مطار طرابلس واشتعال خزانات النفط بأكملها.
- 200 شهيد خلال تطهير بنغازي
كلفت عملية تطهير مدينة بنغازي من الإرهابيين الجيش الوطني الليبي أكثر من 200 شهيد، فضلا عن سقوط عشرات المدنيين جراء الإرهاب الإخواني، كما دمرت أجزاء كبيرة من مدينة بنغازي.
ووفق تقديرات دولية فإن المدينة لا تزال في حاجة لمليارات الدولارات لإعادة إعمارها.
كانت مليشيات "سرايا الدفاع عن بنغازي" المسؤول الأول بتكليف من تنظيم الإخوان عن القتال في بنغازي وبمجرد هزيمتهم على أيدي الجيش الليبي فروا وتمركزوا في طرابلس ومصراتة.
وفي بيان صادر قبل شهر، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة إن تنظيم الإخوان الإرهابي يريد أن تكون ليبيا دولة بلا جيش.
وأضاف البيان أن الجماعة الإرهابية تسعى لتصبح المليشيات بكل أنواعها حاكما مطلقا بلا حسيب ولا رقيب ترتكب من الجرائم ما تشاء، وتعتبر أعضاءها فوق القانون.
الجيش يواصل محاصرة الإرهاب
استمرارا لهدفه الأسمى باقتلاع الإرهاب في ليبيا من جذوره أطلق الجيش الليبي عملية الكرامة في عام 2014 لتطهير ليبيا من المليشيات والتنظيمات الإرهابية، ونجح في 2017 في تطهير شرق ليبيا وجنوبها.
كما أطلق في الرابع من أبريل/نيسان الماضي عملية "طوفان الكرامة" لتطهير طرابلس وغرب ليبيا من التنظيمات والمليشيات، وتمكنت قوات الجيش الوطني من تحرير مناطق متاخمة لطرابلس، عقب معارك عنيفة مع المليشيات المسلحة، التي تقاتل ضمن قوات حكومة الوفاق.
ولأول مرة منذ بداية عملية "طوفان الكرامة" العسكرية، سيطر الجيش على منطقة العزيزية الاستراتيجية مساء السبت الماضي، التي تعتبر مفتاح الدخول إلى وسط وغرب العاصمة طرابلس، وكذلك على طريق الساعدية، الرابط بين طرابلس ومنطقة العزيزية.
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4xNDQg
جزيرة ام اند امز