هاجس عودة داعش يثير مخاوف دول جوار ليبيا
تنظيم داعش في ليبيا بات يشكل هاجسا لدول الجوار ما جعلها تسعى لتشديد قبضتها الأمنية على الحدود
يشكل تنظيم داعش في ليبيا هاجسا لدول الجوار، ما جعلها تسعى لتشديد قبضتها الأمنية على حدودها مع ليبيا، خاصة في ظل تقارير تتحدث عن محاولات داعش الحثيثة وتحركات مشبوهة للسيطرة على مناطق ليبية.
وقال موقع إذاعة "صوت أمريكا" (فويس أوف أمريكا) إن السودان يخشى العصابات والمليشيات الليبية وخاصة تنظيم داعش في ليبيا الذي يسعى لتجنيد عناصر جديدة ليعيد تنظيم صفوفه مجددا.
ونقل الموقع عن أحد المواطنين يدعى "نعمان عيسى" قوله إنه يرحب بقرار غلق حدود البلاد مع جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا.
ويقول عيسى إن العصابات والمليشيات الليبية تشكل خطرا على الشباب السوداني الذي يأمل في الهروب من الفقر، لكنه سيبقى فريسة سهلة أمام التنظيم الإرهابي "داعش" الذي يضع ليبيا الدولة النفطية الغنية نصب أعينه.
ويرى المحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، أن المجلس العسكري المدني الحاكم في السودان لديه مخاوف اقتصادية وأمنية من محاولات تسلل عناصر المليشيات المتواجدة في السودان للتحالف مع تنظيم داعش في ليبيا، بالإضافة إلى سعي تنظيم داعش الإرهابي لتجنيد عناصر جديدة بعد انهيار صفوفه في سوريا، خاصة في ظل تواجد تركيا التي تتحالف مع حكومة الوفاق الليبية، والمعروف عنها أيضا موقفها وتعاونها مع عناصر داعش.
كان مسؤول عسكري أمريكي صرح بأن القوات الأمريكية شنت 4 غارات جوية خلال الأسابيع الأخيرة ضد تنظيم داعش في ليبيا، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من ثلث عناصر التنظيم الإرهابي.
وحذرت قيادات عسكرية أمريكية من تنامي نفوذ داعش بليبيا، خاصة بعد تحالف حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج مع تركيا وتجاهل نوايا داعش التخريبية في ليبيا.
وأكد المسؤول الأمريكي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن واشنطن تركز على حل سياسي في ليبيا، وقد قامت بشن ضربات ضد التنظيم الإرهابي لمواصلة الضغط على مسلحي التنظيم الإرهابي في هذا البلد الذي يعاني من ويلات الحروب.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أشار أعضاء المجلس العسكري السوداني إلى تقارير تفيد بأن عناصر من المليشيات يتسللون إلى السودان في طريقهم للانضمام إلى المليشيات الأخرى في ليبيا.
وفي أبريل/نيسان الماضي، ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكل ثقله في دعم جماعة الإخوان في ليبيا التي تقاتل مليشياتها إلى جانب قوات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وذهبت تركيا بعيدا في دعم الجماعات المتطرفة في ليبيا سرّا منذ سنوات، لكن تدخلاتها في الأشهر الأخيرة باتت علنية وأكثر فظاظة فمن تسليح تلك المليشيات إلى المشاركة ميدانيا بقوات خاصة في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتدرك جماعة الإخوان الإرهابية التي يقيم عدد من قادتها في تركيا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن الجيش الوطني الليبي الذي يخوض منذ أبريل/نيسان معركة مصيرية لتطهير العاصمة طرابلس من المليشيات المتطرفة، أصبح خطرا على مشروعها في المنطقة.
يذكر أن تشاد أعلنت أيضا إغلاق الحدود مع ليبيا في أوائل مارس/آذار لهذا العام، بعد شهر من دخول رتل من المتمردين إلى أراضيها من الجنوب الليبي، بحسب ما أكد وزير الأمن التشادي محمد أبا علي صلاح.
وأعلن الوزير: "لقد اتّخذنا قرار إغلاق الحدود بين تشاد وليبيا اعتبارا من الآن وحتى إشعار آخر".
وكانت نجامينا أعلنت مطلع العام 2017 إغلاق كامل الحدود مع ليبيا بطول 1400 كلم، لتعود وتقرر بعد بضعة أشهر إعادة فتحها جزئيا.
وقال الوزير خلال زيارته كوري بوغودي في شمالي غرب تشاد في تيبستي، التي شهدت في الأشهر الأخيرة مواجهات بين عمال مناجم والجيش: إن "هذه المنطقة أصبحت ملتقى لأفراد العصابات والإرهابيين والمتمرّدين".
وكوري بوغودي منطقة غنية بالذهب تقع في منطقة جبلية عند جانبي الحدود بين تشاد وليبيا وتستقطب عددا من التشاديين والأجانب.
وشمال التشاد على ارتباط وثيق بالجنوب الليبي الذي تمر عبره غالبية الإمدادات الغذائية.
وتخشى تشاد أيضا تحالف عناصر داعش في ليبيا مع مجموعات تشادية متمردة.
ونهاية يناير/كانون الثاني، دخل متمردون تشاديون من ليبيا إلى شمالي شرق تشاد، وقد أوقفت ضربات فرنسية تقدّمهم.
والحدود بين السودان وتشاد وليبيا والنيجر مليئة بالثغرات وتشهد عمليات تهريب على نطاق واسع.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTAg جزيرة ام اند امز