تسريب أسئلة الامتحانات في العراق.. ما علاقة المليشيات؟
في تطور جديد بشأن الحادثة المدوية لتسريب الأسئلة الوزارية في العراق، أعلنت السلطات الأمنية، اليوم السبت، اعتقال ثلاثة أشخاص أكدت أنهم المسؤولون عما حدث.
وقال جهاز الأمن الوطني العراقي، في بيان نشر على صفحته في "فيسبوك"، واطلعت عليه "العين الإخبارية"، إن "التحقيقات توصلت إلى إدانة ثلاثة موظفين في وزارة التربية، هم المسؤولون المباشرون عن تسريب الأسئلة".
وأضاف البيان أن "التحقيق جار مع اثنين آخرين يشتبه بصلتهما بحادثة تسريب الأسئلة".
وتابع البيان أن "جهاز الأمن الوطني ألقى القبض على عدد من المروجين على منصات التواصل الاجتماعي ممن ساهموا بنشر وبيع تلك الأسئلة".
وأشار إلى أن عملية "اعتقال المسؤولين عن تسريب الأسئلة جاءت "بعد سلسلة إجراءات تضمنت الكشف الموقعي ورفع البصمات والتحقيق مع الموظفين المعنيين باستلام وتوزيع الأسئلة".
وأعلنت وزارة التربية في ساعة متأخر من ليل الأربعاء الماضي، إرجاء امتحان مادة الرياضيات للصف الثالث متوسط قبل أن تعلن تأجيلها كافة المواد إلى إشعار آخر على خلفية تسريب الأسئلة.
ووجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، صبيحة اليوم التالي، بتشكيل لجنة تحقيق بشأن تسريب أسئلة الامتحانات، وتوعد بمعاقبة كل شخص أو جهة متورطة في تسريب الأسئلة.
وكانت لجنة التربية النيابية، أعلنت عن تشكيل لجنة فرعية ومتابعة ذلك الأمر مع وزارة التربية ومديرياتها، مطالبة بإنزال أشد العقاب بحق المتواطئين بتسريب الأسئلة واصفة ما جرى "جريمة مخلة بالشرف".
وأبدت مفوضية حقوق الإنسان، أسفها الكبير لقرار تأجيل الامتحانات الوزارية والذي عدته "انتهاكاً واضحاً"، لحق التربية والتعليم بالعراق وبما يخل بالضمانات الدستورية التي تهدف لكفالة واحترام الحقوق والحريات العامة.
وقبل يومين، توصل فريق هيئة النزاهة إلى المديرية التي سربت أسئلة مادة الرياضيات للصف الثالث المتوسط.
وأكد في بيان، أن "الفريق قام بتتبع الإجراءات الروتينية في توزيع الأسئلة من قبل اللجنة الدائمة للامتحانات العامة في الوزارة".
وأضاف الفريق أن "التحقيقات الأولية أسفرت عن التوصل إلى صحة المعلومات الخاصة بتسريب أسئلة مادة الرياضيات للصف الثالث المتوسط لهذا اليوم"، مشيرا إلى أن "لجنة تحقيقية في وزارة التربية؛ شكلت للتحقيق في موضوع تسريب أسئلة مادة الرياضيات، والتوصل إلى الجهة التي قامت بتسريب الأسئلة من خلال التعرف على الكود الخاص بها".
وأفاد بأن "لكل جهة تستلم الأسئلة كوداً خاصاً بها"، مؤكداً أن "التحقيقات قادت إلى أن الكود الذي عبره تسربت الأسئلة هو الكود الخاص بمديرية تربية الرصافة الثانية".
ويبرز نفوذ وتوغل المليشيات والفصائل المسلحة في مديريات تربية الصدر والتي غالباً ما تتحكم بوصول المديرين العامين لمفاصل تلك المؤسسات.
كان العراق قد سجل في أكثر من مرة خلال المواسم الدراسية السابقة حالات تسرب للأسئلة الوزارية، ولكنها لم تكن بمستوى التهديد الذي شهده العام الحالي ودفع بموجبه إلى تعطيل استكمال الامتحانات النهائية إلى الـ12 من يونيو/حزيران الحالي.