اعتقاله أشعل طرابلس.. تعرف على قائد "اللواء 444" في ليبيا
رغم أنه لا يحمل شهادة عسكرية فإنه بات مسؤولا عن فصيل يتحكم في عدة مناطق واسعة بالعاصمة الليبية طرابلس.
إنه قائد "اللواء 444 قتال"، محمود حمزة، الذي جرى توقيفه من قبل قوة الردع الخاصة، ورغم إعلان إطلاق سراحه فإن الأزمة لم تنته.
وقبل 2011 إبان سقوط نظام الزعيم معمر القذافي لم يكن حمزة الذي يحمل الآن رتبة العقيد، سوى شخص مدني، إلا أنه ظهر في لقطات مصورة عقب أحداث 2011 وهو يحمل السلاح، منتقلاً من كونه مدنياً إلى أحد المقاتلين للإطاحة بنظام القذافي.
وآنذاك، التحق بقوة الردع وتدرج في المناصب بعدما مُنح رتبة ملازم في الشرطة حتى عمل ناطقا باسم القوة وكذلك قيادة عملياتها الأمنية.
غير أنه سرعان ما انفصل عنها وأسس كتيبة تحمل اسم "اللواء 444" في منطقة معيتيقة تحت قيادته، وبزغ نجمه في 2021 بعدما اقتحمت مجموعة من اللواء 444 منزل آمر منطقة طرابلس العسكرية، عبدالباسط مروان، بعدما أقاله رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة.
كذلك لعب الرجل، الذي يعًد أحد أبرز المقربين من رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، دورا في المشهدين السياسي والعسكري مع تدخله في إنهاء قتال المليشيات المسلحة في 2022 وسط طرابلس بين مجموعات تابعة لقوة النواصي بوزارة الداخلية، وجهاز حفظ الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي حيث عمل على نشر قوة عسكرية محايدة.
كما كان له دور في إخراج رئيس الحكومة السابق المكلف من البرلمان، فتحي باشاغا، من العاصمة حيث اصطحبه من منطقة النوفليين إلى خارج طرابلس، ما ساهم في وقف الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعات مسلحة مؤيدة لحكومة الدبيبة، وأخرى داعمة لباشاغا.
وتحت قيادته تمكن "اللواء 444" من السيطرة على مساحة كبيرة من ضواحي طرابلس، وصولًا إلى مدينة ترهونة وبني وليد حتى جبل نفوسة غرباً، وتخوم مدينة الشويرف جنوباً، وهذه المساحة الشاسعة جعلت القوة تتموضع بشكل ممتاز على الساحة العسكرية في ليبيا.
وبات "اللواء 444" من أكثر القوى العسكرية تنظيماً في طرابلس وتنتشر معظم قواته جنوب العاصمة، كما تسيطر على مدن بارزة في غرب ليبيا، وتحديداً ترهونة وبني وليد، وتقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوب البلاد.
وبعد هدوء نسبي دام شهورا في طرابلس، تصاعدت التوترات، الإثنين، عقب قيام قوات "الردع" (أصدقاء الأمس) باعتقال حمزة في أثناء محاولته السفر من مطار معيتيقة، دون أسباب واضحة، ليدخل أنصار الجانبين في اشتباكات دامية.
إلا أنه بعد 24 ساعة من الاعتقال ونشوب اشتباكات أدت إلى وقوع قتلى وجرحى ونزوح سكان بعض المناطق، قال مصدران أحدهما ينتمي للواء 444 والآخر لقوة الردع الخاصة، إن القوة أفرجت مساء الثلاثاء عن محمود حمزة.
ورغم الإفراج عن حمزة، فإن شهود عيان في مدينة طرابلس، قالوا لوكالة "رويترز" إن دوي القتال لم يهدأ في مناطق وسط العاصمة بعد.
وبحسب مصادر ليبية، فإن قيادات اللواء 444 قتال قررت استمرار العمليات العسكرية لحين عودة آمره محمود حمزة إلى المقر الرئيسي، مؤكدة أن مجلسي الأعيان والبلدي سوف يواصلان اجتماعاتهما لتهدئة الأوضاع في طرابلس.
ووفق مركز طب الطوارئ والدعم في طرابلس، فإن الاشتباكات بين قوة الردع الخاصة واللواء 444 أسفرت عن سقوط 27 قتيلا وأكثر من 100 مصاب.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز