"زيجة أرستقراطية بدون سرير".. نقاش متجدد حول فاتورة الزواج في مصر
تجدد النقاش حول تكاليف الزواج والمغالاة في المهور في مصر، بعد تصريحات أدلت بها النائبة فريدة الشوباشي أمام مجلس النواب المصري.
وانتقدت "الشوباشي"، في جلسة مناقشة تعديلات قانون تنظيم التمويل الاستهلاكي، الثلاثاء، تصور العروسين الخاطئ بشأن تجهيز كل احتياجاتهم منذ البداية، قائلة: "تزوجت برجل من الطبقة الأرستقراطية، ورغم ذلك بدأنا حياتنا بمرتبة على الأرض".
كما أعلنت رفضها الاستدانة من أجل توفير احتياجات الزواج، مضيفة: "مش لازم نستدين علشان يكون فيه تلاجة وغسالة، ممكن كل ده ييجي مع التدريج".
"تفاخر ووصم ومعايرة"
الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها المصرية، حللت ظاهرة الإسراف في تجهيزات الزواج، قائلة إنها تنتشر بين جميع الطبقات في مصر، وبالتحديد بين الطبقات البسيطة في القرى والأحياء الشعبية، بسبب انفتاح الأهالي والأسر في هذه الطبقات وغياب الخصوصية.
وأضافت "منصور" في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن "العائلات والأهالي في الريف وأمام هذا الانفتاح يقعون فريسة للمقارنات وأحيانًا المنافسات حول العروس صاحبة المهر الأكبر، أو التى فازت بأكبر قدر من الشبكة، وهذا الأمر يحكمه العرف والرغبة فى التفاخر".
"بعض العائلات تكون مضطرة لمسايرة هذه المغالاة خوفًا من الوصم والمعايرة"، تقول أستاذ علم الاجتماع، وتضيف: "وهذا بدوره يشكل ضغطًا على الأسر، التي تضطر إلى تجهيز بناتها بجهازين، فبدلًا من ثلاجة واحدة، تشتري ثلاجتين لإهداء الثانية لأم العريس، وهذا واقع مبالغ فيه ومرفوض فكريًا ومنهجيًا".
سبب آخر وراء المغالاة في تكاليف الزواج في الريف والأحياء الشعبية، وهو تعدد المناسبات والاحتفالات، وتقول "منصور": "في الريف نجد احتفالا بمناسبة التنجيد، وآخر بمناسبة الشبكة، فضلًا عن احتفال الحنة والزفاف، ولكل مناسبة ميزانيتها، وهذا بدوره يشكل ضغطًا إضافيا على أهالي العريسين".
تحت وطأة غياب الخصوصية في الريف، تلجأ بعض السيدات إلى الاستدانة لإتمام تجهيزات العرائس، وتقول "منصور": "أما انعدام قدرة هذه السيدات على الوفاء بهذه الديون نكون بصدد ظاهرة جديدة وهي الغارمات، ورغم جهود الدولة لسد ديون هذه السيدات لكن لا يتعاطف المتبرعون مع هذه الحالات، ومنهم من يقرر توجيه تبرعاته في علاج الحالات الحرجة".
الطبقات العليا.. بُعد آخر للظاهرة
المغالاة في تكاليف وتجهيزات الزواج تأخذ بعدًا آخر في الشريحة العليا من الطبقة الوسطى والطبقات العليا، بحسب "منصور"، وتقول: "هنا المغالاة لا تكون في تجهيز المنازل بقدر ما تكون في مراسم الزواج، مثل حجز القاعات المبالغ قي أسعارها والكوافير، وغيرها من المظاهر التي تثقل كواهل الأهالي".
واعتبرت أستاذ علم الاجتماع تصريح النائبة فريدة الشوباشي حول زواجها من أرستقراطي بمرتبة على الأرض بدون سرير ينطوي على نوع من المبالغة، وتقول في الوقت نفسه: "عندما نضع هذا الحديث في سياقه الزمني وفي أوقات سابقة نجد أن الشباب كانوا يعتمدون على أنفسهم في الزواج، وكانت مساهمة الأهل في التكاليف بسيطة، لكن الآن الوضع مختلف، وصار الأهل يتحملون القدر الأكبر من المصاريف".
مبادرة "لتسكنوا إليها"
أشادت أستاذة علم الاجتماع بمبادرة الأزهر الشريف "لستكنوا إليها" لمواجهة المغالاة في تكاليف الزواج، موضحة أن "المبادرة تعمل على توعية الأهالي في الريف والأحياء الشعبية من خلال الحكماء ورجال الدين وقادة الرأي، والبعد الديني قد يسهم في الإقناع بضرورة الاقتصاد وعدم المغالاة، وأرى هذه الجهود حميدة لتصحيح المفاهيم".
وأطلق الأزهر الشريف مبادرة "لتسكنوا إليها"، في 12 يونيو/ حزيران الماضي؛ لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج في مصر، بهدف القضاء على الأسباب التي تؤدي للطلاق، وتيسير الأمور المتعلِّقة به، ومواجهة المغالاة في تكاليفه، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها مصر.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز