على يد أرتيتا.. كيف تحول أرسنال إلى مانشستر سيتي جديد؟
نجح مايكل أرتيتا مدرب أرسنال، في تحويل فريقه لأحد المنافسين مبكرا على لقب الدوري الإنجليزي بعد بداية مذهلة للموسم الجديد 2022-2023.
وسجل أرسنال 9 أهداف في 3 مباريات بمعدل 3 أهداف في المباراة الواحدة، حيث استهل مشواره بفوز 2-0 على كريستال بالاس، ثم تحقيق انتصار بنتيجة 4-2 على ليستر سيتي، وأخيراً التفوق 3-0 على بورنموث ليتصدر منفرداً ترتيب أندية الدوري الإنجليزي.
المدرب المساعد السابق لبيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي، بطل إنجلترا آخر عامين، نجح في إضفاء بعض التغييرات على الجانرز منذ توليه المسؤولية قبل أقل من 3 سنوات، ليحول الفريق لأحد فرق الصفوة.
زينتشينكو
ضم أرتيتا الأوكراني أولكسندر زينتشينكو من مانشستر سيتي، واستخدم معه نفس الأسلوب الذي استخدمه جوارديولا مع فيليب لام في بايرن ميونخ الألماني، حين طلب من الظهير الألماني الدخول لمنطقة وسط الملعب عند امتلاك الكرة لزيادة عدد لاعبي الوسط.
جوارديولا في مانشستر سيتي ويورجن كلوب في ليفربول هما المدربان الأنجح في الدوري الإنجليزي الممتاز في السنوات الأخيرة، يستخدمان نفس الأسلوب مع ظهراء الجنب لزيادة الفاعلية الهجومية والتحكم في سير المباريات.
وبجلب زينتشينكو من مانشستر سيتي إلى أرسنال، فإن أرتيتا بات قادراً على استخدام هذه الميزة مع لاعب لديه عقلية تغيير المراكز والقدرة على التنوع الخططي بحسب حاجة مدربه.
تغيير دور تشاكا
غير أرتيتا الدور الذي كان يلعبه السويسري جرانيت تشاكا، بتعزيز الحس الهجومي للاعب في المباريات، وهو ما اتضح في تأثيره المتزايد.
وبات تشاكا من اللاعبين الذين يحتفظون بالكرة لأوقات طويلة من أجل صناعة الهجمات، وليس فقط العمل الدفاعي مثلما كان منوط به في الفترات الماضية.
وبالتالي تحول دور تشاكا إلى اللاعب الباحث عن مساحات خالية في الخط الأمامي لتمرير الكرة لزملائه لتسجيل الأهداف، بالإضافة لدوره الأساسي في استخلاص الكرات بشكل سريع عند فقدانها.
بيئة الانتصارات
بعيداً عن الدور التكتيكي لزينتشينكو، فإن قدوم الدولي الأوكراني وزميله السابق الحالي جابريل جيسوس من مانشستر سيتي، المتمرس على الانتصارات والتتويجات، كان له دور كبير في تحول نتائج الجانرز في الاتجاه الإيجابي.
وتعتمد طريقة لعب أرتيتا على الاستحواذ على الكرة والتحرك بدون كرة لخلق المساحات والسعي لاستعادتها بمجرد فقدانها.
ولقد منح كل هذا عنصرا إضافيا لكتيبة المدرب أرتيتا، وهو الثقة التي تتولد من الانتصارات المتتالية واللعب الهجومي، وهو ما عانى من غيابه فريق شمال لندن على مدار سنوات ليست بالقليلة.
التناغم وأسباب نفسية أخرى
يقول الكاتب الإنجليزي إيان ليدي مان في مقال بصحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن أرتيتا تعلم من فترة وجوده في مانشستر سيتي أهمية وجود تناغم بين اللاعبين، وهو ما منحه إياه ثنائي مان سيتي جيسوس وزينتشينكو.
ويشدد الكاتب الإنجليزي على أن أرتيتا منذ قدومه كان هدفه إعادة بناء شخصية لفريق أرسنال، وهو ما نجح فيه بالفعل ووضح جلياً في مباريات الموسم الحالي.
وبالنظر للتشكيلة التي تولى أرتيتا تدريبها في أرسنال عند قدومه في ديسمبر/كانون الأول 2019 ومقارنتها بالتشكيل الحالية، فالفريق الحالي المتبقي ليس من بينه إلا اثنين فقط، وهما تشاكا وبوكايو ساكا، مما يعني أن المدرب الإسباني عمل على تغيير دماء فريقه بشكل تدريجي منذ توليه المسؤولية كي يصل للوضع الحالي وللشخصية الحالية.
هدافو ليفربول التاريخيون.. من الضحية القادمة لمحمد صلاح؟
ما أخذه أرتيتا من جوارديولا كذلك، أحد أهم عناصر النجاح، هو عدم طفو المشاكل والأزمات الداخلية في الفريق على السطح وخروجها لوسائل الإعلام.
فريق مثل مانشستر سيتي يعتمد مدربه بيب جوارديولا على سياسة التدوير طوال الوقت وهو أحد أسباب رحيل رحيم سترلينج، خاصة أن الدولي الإنجليزي، الذي كان العنصر الأهم في تأهل إنجلترا لنهائي كأس أمم أوروبا قبل عام من الآن، على الأقل هجومياً، كان رافضاً لهذا الأمر وهو ما احتواه بيب قبل أن يقرر رحيله.
ويقوم أرتيتا بهذه السياسة أيضاً في أرسنال، ليس فيما يخص التدوير، ولكن في كيفية احتواء غضب اللاعبين بما يخدم مصالح الفريق في النهاية.