"لن يغفر الله لروبرتو باجيو".. قصة أشهر دعاء في تاريخ كأس العالم
في دولة الفاتيكان، أصغر دول العالم مساحة، والتي تقع في قلب العاصمة الإيطالية روما، كُتب أشهر دعاء ديني متعلق ببطولة كأس العالم.
حين خسرت إيطاليا نهائي كأس العالم 1994 أمام البرازيل قبل 28 عاماً كان روبرتو باجيو، أفضل لاعبي العالم في السنة السابقة، هو السبب الرئيسي في الخسارة، بعدما كان قبلها السبب الرئيسي في تأهل الآزوري لنهائيات البطولة بل والمباراة النهائية بعدها، ليتحول بشكل درامي من البطل المنقذ إلى الجاني الأول.
البطل روبرتو باجيو
كعادتها، بدأت إيطاليا كأس العالم بشكل سيئ، عبر تلقي خسارة من أيرلندا 0-1، ثم الفوز بشق الأنفس على النرويج بنفس النتيجة، والتعادل 1-1 مع المكسيك، لتتساوى المنتخبات الأربعة في المجموعة في الرصيد النقطي (4 نقاط)، لكن إيطاليا تأهلت ثالثة خلف المكسيك وأيرلندا.
وصلت إيطاليا لثمن النهائي حيث وجدت نفسها متأخرة قبل دقيقتين من النهاية 0-1 أمام نيجيريا التي كانت تشارك في البطولة لأول مرة، بهدف للاعب الزمالك المصري وقتها إيمانويل أمونيكي.
هنا ظهر أفضل لاعبي العالم باجيو وسجل هدفا من على حدود منطقة الجزاء، ثم أضاف آخر من ركلة جزاء في الوقت الإضافي، لتتأهل إيطاليا للدور التالي.
بقيت النتيجة 1-1 في مباراة ربع النهائي المرتقبة بين إسبانيا وإيطاليا حتى الدقيقة 88 أيضاً، وهنا وصلت الكرة لباجيو الذي راوغ الحارس أندوني زوبيزاريتا وسجل هدف التأهل للمربع الذهبي ليصبح بطل إيطاليا من جديد.
في نصف النهائي ضد بلغاريا كانت الأمور أسهل، حيث سجل باجيو ثنائية، في أول نصف ساعة من اللقاء، ليصل إلى 5 أهداف في تلك النسخة من المونديال، ولم يشفع هدف خريستوف ستويتشكوف للمنتخب القادم من أوروبا الشمالية من أجل البقاء.
لكن في النهائي الذي انتهى سلبيا (في حدث لم يتكرر في تاريخ المونديال) واتجه لركلات الترجيح (لأول مرة وقتها)، تقدمت البرازيل 3-2، قبل ركلة من النهاية، بعدما أهدر للآزوري فرانكو باريزي ودانيلو ماسارو، فيما أهدر للسيليساو مارسيو سانتوس.
كان يتوجب على باجيو تسجيل ركلة إيطاليا الخامسة على أمل إهدار البرازيل لآخر ضربة كي يلعب المنتخبان ركلة أمام ركلة.. لكن هذا لم يحدث.
سدد باجيو الكرة في السماء فوق العارضة على عكس عادته لينتهي حلم الآزوري في اللقب الرابع، وليتحول أفضل لاعبي العالم إلى جانٍ بعدما ظل بطلاً على مدار مشوار البطولة.
دعاء على حائط الفاتيكان
كتبت أعداد من جماهير المنتخب الإيطالي بعد تلك المباراة على حوائط الفاتيكان عبارة: "سيغفر الله للجميع إلا باجيو"، ليردد جمهور منتخب إيطاليا تلك العبارة على مدار سنوات ما بعد صدمة خسارة كأس العالم.
الغريب أن باجيو كان يصنف من قبل كارهيه أكثر من معجبيه على أنه "صاحب دم بارد"، لكنه في تلك اللحظة الفارقة لم يتحمل كمية الضغط النفسي الذي وقع عليه.
يقول روبرتو باجيو عن تلك الركلة الملعونة: "لقد ظلت تراودني في أحلامي قبل النوم لسنوات.. قبل تلك الركلة لم أسدد أي ركلة جزاء فوق العارضة بهذا الشكل".