3 فائزين و3 خاسرين في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي
شهدت الجولة الثانية من منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليج" الكثير من الدراما واللحظات المثيرة والنتائج غير المتوقعة.
ولعب سيناريو مباراة تشيلسي ضد توتنهام بقيادة الحكم أنتوني تايلور دورًا بارزًا في إضفاء طابع درامي على أحداث الجولة، بينما أظهرت هزيمة مانشستر يونايتد الساحقة أمام برينتفورد، العديد من الأمور الخفية.
وتعثر ليفربول للمباراة الثانية على التوالي، في مباراة حظي فيها مشهد طرد الأوروجواياني داروين نونيز مهاجم الفريق الجديد على الضوء كاملاً، في الوقت الذي نجح فيه منافسه اللدود مانشستر سيتي في تخطي ضيفه بورنموث، دون أن يحتاج مهاجمه النرويجي ايرلينج هالاند إلى تمرير الكرة أكثر من مرتين.
في هذا التقرير، تلقي "العين الرياضية" نظرة عامة على الفائزين والخاسرين في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي.
جابرييل جيسوس
في العام الماضي، لعب أرسنال غالبية الموسم بدون وجود قلب هجوم فعال، لكن مهاجمه البرازيلي الجديد جابرييل خيسوس بدا سريعا خلال الموسم الحالي كلاعب يمكنه معالجة هذا النقص، حيث إنه بعد مباراتين في الدوري بات هذا الأمر واضحا وجليا.
سجل جيسوس هدفين وصنع مثلهما خلال فوز أرسنال 4-2 على ليستر سيتي، وكان بإمكانه تسجيل هاتريك، لكن على الرغم من ذلك لم تكن هذه المساهمات الجزء الأكثر إشراقًا في أدائه.
غيَّر البرازيلي طريقة لعب أرسنال، بقدرته على الانتقال من العمق إلى الطرف، والمراوغة لتجاوز المدافعين، ومثّل هذا الأمر تطورا كبيرا بعد مشاهدة الفرنسي ألكسندر لاكازيت وهو يقود هجوم المدفعجية لسنين بطريقة لم توت ثمارها في أغلب الأوقات.
مانشستر سيتي
لكي نكون منصفين، فإن الفوز على بورنموث برباعية لا يستحق في الحقيقة الكثير من الثناء.. فالفوز على فريق صاعد هو شيء طبيعي لحامل اللقب دون حتى بذل مجهود كبير، لكنهم فائزون بسبب الوضع المحيط.
إذا افترضنا أن الهدف الأول لبيب جوارديولا هو الفوز بالدوري الإنجليزي، فقد اتخذ الفريق خطوة في الاتجاه الصحيح، بحصد 6 نقاط حتى الآن، بينما حصل ليفربول، أكبر منافس له على اللقب، على نقطتين فقط.
ومن بين الأندية الكبيرة الأخرى، حقق أرسنال انتصارين خلال أول جولتين في الموسم، بينما تقاسم توتنهام وتشيلسي نقاط مباراتهما، واصبح بحوزة كليهما 4 نقاط، بينما ينهار مانشستر يونايتد في قاع جدول ترتيب الدوري الإنجليزي.
كل هذا يشكل بداية جيدة لمانشستر سيتي، في ظل التوقعات بأن يحظى سباق اللقب بالكثير من التقلبات، لكن التقدم بـ4 نقاط على ليفربول يمكن تسميته بسيناريو "الحلم" بعد أسبوعين فقط من بداية الدوري الإنجليزي.
توتنهام هوتسبير
غادر توتنهام ملعب ستامفورد بريدج بنقطة ثمينة يوم الأحد بتعادله مع تشيلسي 2-2، وذلك بالنظر إلى التاريخ الحديث للفريق وسير أحداث المباراة، مما جعل ذلك الأمر انتصارا في حد ذاته.
وسيكون المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي قادرًا على استخدام هذه النتيجة لتعزيز ثقة توتنهام أكثر، فقد بدأ في بناء الفريق الموسم الماضي، وجعله منافسًا مزعجًا في وقت قصير، رغم تفوق الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي تكتيكيًا خلال المباراة لكن كونتي جعل هذا التعادل محبطًا للبلوز.
تشيلسي
على الجانب الآخر، فإن تشيلسي يعتبر أحد أبرز الخاسرين في تلك الجولة، بعدما تسبب توتنهام في إصابته بإحباط شديد بنتيجة التعادل، التي كان ضلوع الحكم أنتوني تايلور وتقنية الفيديو المساعد فيها بمثابة مسلسل درامي حزين فشل في إقناع الجمهور بمدى جودته.
في النهاية، لم يستطع توخيل تحمل غضبه، مما جعل شجاره مع كونتي يتصدر أغلفة الصحف العالمية، فقد حظي المدرب الألماني بشعور سيئ في نهاية المطاف.
أظهرت المباراة بعض مشاكل تشيلسي، كما تعرض لاعبه الفرنسي نجولو كانتي لإصابة ستحرم البلوز من إمكاناته في خط الوسط لبعض الوقت، كما ظهر افتقار الفريق لوجود مهاجم متميز، حيث سيطر رجال توخيل لفترات طويلة من المباراة لكنهم لم يتمكنوا من تحويل ذلك إلى أهداف.
مانشستر يونايتد
أكدت الهزيمة أمام برايتون خلال الجولة الأولى مقدار العمل الذي يحتاج الهولندي إيريك تين هاج مدرب مانشستر يونايتد إلى القيام به، لكن ما حدث في الجولة الثانية أمام بريتفورد كان جنونًا.
خلال 35 دقيقة من عمر الشوط الأول للمباراة استقبل مانشستر يونايتد 4 أهداف في سيناريو هو الأسوأ على الإطلاق في تاريخ مشاركات النادي خلال حقبة البريميرليج التي بدأت عام 1992، حيث تعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ البريميرليج التي يستقبل فيها الفريق 4 أهداف خلال تلك المدة من اللقاء.
وأصبح تين هاج أول مدرب لمانشستر يونايتد يخسر أولى مباراتين رسميتين له مع الفريق منذ جون تشابمان في عام 1921.
وبعيدًا عن النتائج، ليس هناك شيء إيجابي يمكن الحديث عنه حاليًا في أولد ترافورد.. فقد حظي الفريق بسوق انتقالات أسوأ ما يكون، وهو ما يدفع نتيجته مباراة تلو الأخرى.
يمتلك تين هاج رؤية لكنها تفتقر إلى الأدوات اللازمة لتنفيذها.. يفتقر كل جزء من الملعب إلى الجودة، ورغم امتلاك النادي قوة شرائية كبيرة، لكن يبدو أن الأسماء الكبيرة في كرة القدم غير مستعدة للتوقيع مع الجزء الأحمر من مدينة مانشستر.
لنجعل الأمر أكثر وضوحًا، يبدو الفريق بحاجة ماسة إلى إعادة بناء؛ مما يجعله أمام خيارين فقط، الاستمرار بنفس الأسلوب ومحاولة التعافي سريعًا، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيدٍ من المشاكل على المدى البعيد، أو إنهاء حالة الفوضى واستبدال المسكنات بعملية استئصال للحصول على حل نهائي.
وفي كلتا الحالتين لن تتحسن الأمور بدون أن يتعرض النادي لبعض الألم على الأقل.
داروين نونيز
حصل مهاجم ليفربول الجديد، الأوروجواياني داروين نونيز، مساء يوم الإثنين على فرصته لقيادة هجوم ليفربول كلاعب أساسي وإثبات أحقيته بالتواجد في أنفيلد، لكنه فشل في اختباره الأول فشلاً ذريعًا.
استطاع يواكيم أندرسن، مدافع كريستال بالاس، الحد من خطورة نونيز، مما اضطر اللاعب الأوروجواياني الشاب إلى الاعتداء عليه خلال كرة مشتركة بينهما، تحصل من خلالها على بطاقة حمراء مع إيقافه 3 مباريات، ليتعرض للطرد لأول مرة خلال مسيرته مع ليفربول، والثالثة في مسيرته الاحترافية.
وأصبح نونيز ضمن أسرع اللاعبين تعرضا للطرد مع ليفربول في "البريميرليج"، ولحق بفيليب ديجن الذي تعرض للطرد في مشاركته الثانية مع الريدز بالمسابقة عام 2009، ودوني الذي حدث معه نفس الأمر في 2012.
كما بات المهاجم الأوروجواياني ثاني لاعب من ليفربول يتعرض للطرد في ظهوره الأول مع الفريق على ملعب أنفيلد بالدوري الإنجليزي، بعد جو كول ضد أرسنال في 2010.
ستجعل البطاقة الحمراء حياة نونيز أكثر صعوبة الآن، وسيحاول كل المنافسين استفزازه.. لن تمثل هذه على الأرجح مشكلة للاعب على المدى الطويل، لكن تسجيل الأهداف سيظل شيئًا منتظرًا منه للرد على الهجوم، وهذا سيجعل موسمه الأول أكثر إحباطا.