بـ29 منحوتة.. معرض يوناني يمزج بين الأجواء الإغريقية والفن المعاصر
الفنان البريطاني أنطوني جورملي يُعرَف بعمله الفني "إينجيل أوف ذي نورث" (ملاك الشمال)، وهي منشأة مصنوعة من الفولاذ بعلوّ 20 متراً.
تستضيف جزيرة ديلوس غير المأهولة في اليونان، والمعروفة بغِناها الأثري الكبير، معرضاً للفن المعاصر، يضم 29 منحوتة للفنان البريطاني أنطوني جورملي، في مبادرة هي الأولى من نوعها.
ويُعرف جورملي خصوصاً بعمله الفني "إينجيل أوف ذي نورث" (ملاك الشمال)، وهي منشأة مصنوعة من الفولاذ بعلوّ 20 متراً، باتت منذ عام 1998 معلماً رئيسياً في مدينته جايتسهيد، شمالي إنجلترا.
ويشمل هذا المعرض الجديد 5 أعمال أُنجِزت خصيصاً للمناسبة، كما يُقدّم مزجاً لافتاً بين الفن المعاصر والأجواء الإغريقية القديمة.
وقال جورملي لدى افتتاح المعرض: "هذه مسؤولية مذهلة، إنه امتياز رائع أن نشغل موقعاً لم يشغله فنان على قيد الحياة منذ أكثر من 2000 سنة، في الأمر بعض التحدي أليس كذلك؟".
وتعود الاكتشافات الأثرية في جزيرة ديلوس إلى الحقبة الهيلينية في اليونان، خلال الألف الثالث قبل الميلاد.
وتصف منظمة "اليونسكو" هذا الموقع الأثري المُدرَج على قائمتها للتراث بأنه ذات "ثراء استثنائي بكثافته"، ويعكس ماضي المكان كميناء منفتح على العالم.
وذكرت كونتوري، رئيسة جمعية "نيون" غير الربحية المُنظِّمة للحدث مع دار "وايتشابل" في لندن، أن المعرض يشكّل مساحة حوار بين الحضارة المعاصرة والماضي.
ومن علامات احترام تاريخ الموقع، عدم وضع أي من منحوتات جورملي في داخل هياكل المعابد القديمة للإلهيْن اليونانيين "أبولو" و"أرتيميس".
وتمثّل ديلوس مسقط رأس الإله "أبولو" وشقيقته الإلهة "أرتيميس"، حسب الأساطير اليونانية.
ونُصِبت أعمال لجورملي على شكل أجسام بشرية من الفولاذ في أجزاء مختلفة من الجزيرة، التي لا تتعدى مساحتها 3,5 كيلومتر مربع، ويمكن رؤية البعض منها لدى الاقتراب إلى الجزيرة بالسفينة من ميكونوس، بينها منحوتة لرجل يقف على الطرف الشمالي من ديلوس.
كذلك، تُنتَصب منحوتة أخرى في المياه عند مدخل ميناء الجزيرة، وثالثة عند مدخل موقع أثري، وأكد جورملي أن "ديلوس" تمثّل "مكاناً مذهلاً للتفكير بشأن حقيقة الوجود البشري".
وأفاد عن هذا المعرض: "إنها محادثة عن الزمن، أظن أن النحت يتعامل مع مفهوم الوقت في زمن بات الجميع فيه يفتقر إلى الوقت"، مضيفاً: "أرى أن ديلوس كجزيرة تتمتع بهذا الضوء والجو والطابع الأزلي، أو الخارج عن الزمن الصناعي الذي نعيش فيه".
وأوضح الفنان البريطاني: "أعيش في عالم يبدو كأنه محكوم بالمال، وأنا أحاول أن أقاوم ذلك، وأعترف به في الوقت عينه"، متابعاً: "لقد كان ذلك بمثابة درس حقيقي عن طريقة الإصغاء إلى العلامات الموجودة هنا، وسبل التعامل مع طبيعة المكان".
أما مدير هيئة الآثار في جزر كيكلادس اليونانية، ديمتريوس أثانوسوليس، فقال: "إن موقع ديلوس يُشكّل رحلة في الزمن، والمعرض يتيح قراءة الماضي وتجربة شخصية لتنمية ذاكرة كل منا".
ويستمر هذا الحدث الذي يحمل عنوان "سايت" حتى 30 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMi4xOCA= جزيرة ام اند امز