"هموم الهوية".. معرض فلسطيني في بيروت لرواد حركة الفن الحديث
معرض "هموم الهوية" عمل للفنانين نبيل عناني وسليمان منصور وتيسير بركات وفيرا تماري.
يحتفي محبو الفن والثقافة في بيروت بـ4 من مؤسسي حركة الفن الحديث الفلسطينيين في معرض "هموم الهوية"، حيث يعرض لهم 28 عملاً للفنانين: نبيل عناني وسليمان منصور وتيسير بركات وفيرا تماري، حتى 25 مايو الجاري، إلى جانب ندوة يتحدثون فيها عن تجاربهم التي تؤرخ لمسيرة عقود من اقتران الفن بالمقاومة.
وكان المعرض افتتح الثلاثاء في "دار النمر للفن والثقافة" ببيروت، حيث تعود الأعمال المعروضة إلى مجموعات الفنانين الخاصة ومجموعة النمر الفنية ومجموعة رولا العلمي.
وكان الأربعة أسسوا في خضم الانتفاضة الفلسطينية الأولى جماعة "التجريب والإبداع" بصفتها إطارا يجمع بين فنانين منغمسين بصورة كلية في ممارسة فنية تطمح إلى تعبير جماعي عن تطلعات الفلسطينيين للتحرر بحيث قدمت أعمالهم الجديدة هامشا لمزيد من مساحات التجريب والإبداع باستخدام خامات البيئة الفلسطينية.
وبلورت أعمال هؤلاء الفنانين الجماعية فضلا عن أعمالهم الفردية التي تم إنتاجها في السبعينيات طرقا يمكن للفن من خلالها أن يصبح وسيلة ترويج لمقاومة الاحتلال وأداة للتوعية.
ولم يكن الحضور الأول إلى بيروت سهلاً بالنسبة لكل من تيسير بركات ونبيل عناني، كما رافقته كثير من التحديات كما يحكي رامي النمر مؤسس وصاحب دار النمر.
وقال النمر: "أمر بحد ذاته شكل صعوبة كبرى توازي صعوبة نقل الأعمال من فلسطين إلى لبنان التي هي شبه مستحيلة".
وأضاف: "لم يكن سهلا زيارة رواد الفن المقاوم للاحتلال الإسرائيلي إلى لبنان، وذلك تطلب معاملات رسمية وأيام سفر طويلة متعبة لهم".
وفي ندوة تزامنت مع افتتاح المعرض وأدارها الفنان الفلسطيني الشاب عامر الشوملي تحدث الرباعي المخضرم عن تجاربهم الفنية وحركة الفن الحديث بالأراضي الفلسطينية.
في البداية تحدث عناني (76 عاما) عن تاريخ الحركة الفنية الفلسطينية ما قبل 1948 التي لم تكن متحدة في حركة أو تجمع واحد وعرض للرموز الدينية والتاريخية والبيئية وعلاقتها بالهوية.
من جانبه، عرض سليمان منصور (72 عاما) تطور الشكل الاتحادي والمؤسساتي للفن التشكيلي بالأراضي الفلسطينية بدءاً من رابطة الفنانين التشكيليين التي نظمت أول معرض في القدس عام 1972 وصولا إلى إقامة فروع لها في رام الله والبيرة وغزة والخليل والقدس.
وتطرق منصور للجهود التي بذلت من أجل تأسيس كلية للفنون في جامعة بيرزيت قائلا: "الاحتلال يمنع هذه الكلية تحديدا وكلية الزراعة لأنه يعتبر أن التدخل بالأرض ممنوع والفن الذي يجسد الاحتجاج والتعبير عن الذات والوطن ممنوع".
أما تيسير بركات (60 عاما) فتحدث عن كيفية انتقال الفن التشكيلي من الاقتصار على الرموز إلى لغة بصرية معاصرة عميقة والخروج من النمطية ومتطلبات السوق والتحرر من المؤثرات الخارجية، وهو ما جسدته حركة "التجريب والإبداع" التي أسسها الفنانون الأربعة.
وقال: إن هذه التجربة أورثت توثيق القضية الفلسطينية في الفن لبناء الذاكرة الجماعية من جيل إلى جيل.
واختتمت فيرا تماري الندوة بعرض لتاريخ الفن المعاصر ووصوله إلى الأراضي الفلسطينية بعد عام 1994 واتفاقية أوسلو التي تقول إنها "أعطت أملا في حينها لعودة الدولة والتطلع نحو المستقبل، حيث شهدت فلسطين نهضة عمرانية وعودة الفنانين من الجغرافيا المشتتة، لكن للأسف اكتشفنا لاحقا أنها فترة غير حقيقية".
وتذكرت كيف أدخل فنانون فلسطينيون وصلوا إلى العالمية أمثال سامية حلبي ومنى حاطوم وإميلي جار وخليل رباح وخالد حوراني الفن المعاصر إلى فلسطين.
وقالت: "شكل هؤلاء مع فناني الداخل والضفة لغة جديدة متعددة ومتشابكة في العمل الفني فيها نقد وتحليل".
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز