"الجوكر".. "أزمة الهيروين" سر نجاح خواكين فينكس
"الجوكر" يقدم شخصية "آرثر" السيكوباتية التي تسعى للفت نظر المحيطين بها سواء بتصرفات مجنونة أو الخروج عن الأطر الاجتماعية المعتادة
ألقى تقرير لمجلة "فانيتي فير" الضوء على الخلفية الاجتماعية للممثل خواكين فينكس الذي جسد شخصية الجوكر في فيلم حمل الاسم نفسه، وتوغل التقرير في أبعاد شخصية القاتل الذي طالما ظهر ندا لباتمان في أفلام شركة مارفل.
ولفتت المجلة الانتباه إلى أن الأداء اللافت الذي جذب انتباه النقاد، ونال إشادة واسعة من عشاق السينما لأداء خواكين الرائع، يرتبط بشدة بالتجارب الصادمة التي عاشها التي ألقت بظلالها على أدائه لشخصية الجوكر.
ويجسد خواكين في الجوكر شخصية مريض منعزل ومختل عقليا، يتجه إلى أعمال عنيفة لا إنسانية ضد البشر، سعيا في العمل ككوميديان.
وأشار التقرير إلى أن شخصية آرثر فليك "اسم خواكين في الفيلم" هي مزيج بين شخصيتي ترافيس بيكل "بطل فيلم سائق التاكسي لسكورسيزي" وروبرت بوبكين "بطل فيلم ملك الكوميديا" الذي أخرجه سكورسيزي أيضا.
ويؤكد التقرير أن حضور روبرت دي نيرو بين الممثلين أن "الجوكر" مستلهم من أعمال سكورسيزي نفسه بقدر كونه مستوحى من عالم قصص المجلات المصوّرة.
يقدم فينكس في الفيلم شخصية الشرير المحبوب الذي يعاني من مرض عقلي ويشعر بالإقصاء والنرجسية ويكمن بداخله عنف شديد.
يقول فينكس عن الفيلم: "يمكن رؤيته من أبعاد عدة. قد يكون شخصا يسعى للفت انتباه الجميع. أو أنه يريد لأكبر عدد من الناس أن يركزوا أنظارهم عليه، فقناعته تأتي أثناء وقوفه على حافة الجنون".
فينكس دائما ما كان يمتلك حسا بديهيا لفهم النفس البشرية. ففي فيلم "لم تكن هنا مطلقا" عام 2017 لعب دور قاتل يتعقب الأثرياء الذين يغتصبون القاصرات لقتلهم بمطرقة حديدية كأحد أنواع الانتقام الموجود في خياله.
ربما تكون الحياة الشخصية لخواكين هي صاحبة الأثر على اختياره لتلك الأدوار التي تغوص في النفس البشرية، فقد شهد خواكين وشقيقته وفاة شقيقهما الأكبر عام 1993 وهو الحادث الذي لم يغب عن مخيلته مطلقا.
ربما يعود فشل خواكين في نسيان الحادث إلى أسئلة الصحفيين التي دائما ما تحاصره في كل مناسبة، ناهيك عن تأثر بشدة بأخيه، الأمر الذي أثر عليه في اختيار أدواره السينمائية.
وخضع خواكين لحمية غذائية صارمة ليخسر نحو 24 كيلوجراما من وزنه، استعدادا لتجسيد شخصية الجوكر خاصة أن الفيلم يتضمن عددا من المشاهد التي تتطلب أداءً حركيا.
وأجرى فينيكس أبحاثا عن النرجسية وعلم الإجرام ودرس حركات الممثلين باستر كيتون وراي بولجر اللذين يجسدان شخصيات مشابهة، وهذه القراءات هي التي ألهمته أسلوب الرقصة المفزعة التي عبرت بشدة عن جنون "الجوكر".
بعد مشاهدة فينيكس في دوره المروع "الجيد" لا يملك المرء إلا التفكير في تلك الليلة القاتمة، 31 أكتوبر 1993 عندما خسر شقيقه.
المؤسف أن الحادث وقع بعد 3 أيام فقط من احتفال خواكين بذكرى ميلاده الـ19، وحينها رافقه شقيقه المتوفى وشقيقته إلى النادي الذي يتردد عليه نجوم هوليوود الصاعدون في تلك الفترة مثل كيانو ريفز وكريستينا آبلجيت.
تقول الرواية: "إن أحد عازفي الجيتار المعروفين أعطى ريفر شرابا يحتوي على مزيج من الهيروين والكوكايين"، فيما وصفت بـ"الجرعة المميتة"، وفق ما قرره الفحص الطبي لاحقا.